أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، في تصريح خاص أن التطور المتعلق بقبول طرفي الصراع الدائر على الأراضي الليبية، استئناف المفاوضات العسكرية، يمثل خطوة مفاجئة تأتي دون أي مؤشرات على تنازل أي من طرفي الصراع عن شروطه، التي تسببت في عرقلة الجولات الماضية من هذه المباحثات، وهو ما يدفع للتساؤل حول دوافع حالة التفاؤل التي تبديها القوى الدولية هذه المرة.وأوضح أن حكومة السراج بالإبقاء على الميليشيات التابعة لها، ورفضها تفكيكها، قبل التوصل إلى حل نهائي للأزمة، فيما تمسك الطرف الآخر بوضع جدول واضح لتفكيك هذه الميليشيات يبدأ تنفيذه ضمن إجراءات بناء الثقة، تمهيدا للحل النهائي، مضيفا: "هاتان المعضلات كفيلتان بإنهاء أية جولة مفاوضات قبل أن تبدأ، مما يدعو إلى عدم انتظار الكثير من وراء الجولة المقبلة للمفاوضات، خاصة أن مليشيات السراج تتلقى دعما من أنقرة تشعر معه أنها غير مضطرة إلى شيء".وقال بدر الدين: "البعثة الأممية في ليبيا، وهي ترحب بقبول طرفي الصراع استئناف المفاوضات، أشارت ضمنيا إلى التدخل الأجنبي في ليبيا بشكل ضمني، وذلك حين دعت أطرافا دولية لم تسمها إلى الاستجابة لرغبة الليبيين في إنهاء القتال، واحترام ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر برلين، وكذلك المساعدة في أن يصبح استئناف هذه المفاوضات بداية لتهدئة دائمة تتيح المجال للهدنة الإنسانية المطلوبة"، لافتا إلى أن هذا دليل آخر على أهمية عدم الإفراط في التفاؤل، لأن الأزمة الحقيقية في تمسك كلا الطرفين بشروطيهما".
مشاركة :