القاهرة ـ أكد الدكتور أحمد عزيز الباحث في النقد الصحفي، والصادر له مؤخراً كتاب "الصحافة الرقمية النص والتلقي" أن جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» جاءت لتعمق أزمة الصحافة الورقية التي اضطر كثير منها في وقت سابق إلى التوقف بعد خسارة التحدي مع الصحف ووسائل الإعلام الإلكترونية، وهو ما يزيد التساؤلات حول مستقبل هذه الصحف، وإذا ما كانت في طريقها إلى الاندثار بشكل تام. ورأى عزيز أن ظهور الصحف ووسائل الإعلام الإلكترونية يمثل تحديات ضخمة للصحافة الورقية، التي ظلت لعقود طويلة متربعة على عرش الصحافة، حيث اضطر كثير منها إلى التوقف عن الصدور وتسريح الصحفيين والعاملين فيها، وبعضها الآخر اكتفى فقط بإصدار نسخ إلكترونية، وإن كان عدد من الصحف الذي يمتلك موارد مالية ضخمة قد استطاع الجمع بين الإصدار الورقي والإصدار الإلكتروني في الوقت نفسه. وأوضح الباحث أن العديد من الصحف الورقية واجه تحديات جديدة مع جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» التي غزت العالم بشكل مفاجئ، وحولته إلى جزر منعزلة بين عشية وضحاها، حيث أحجم القراء عن شراء الصحافة الورقية خوفاً من العدوى، وبادر كثير من ناشري هذه الصحف تحت وطأة هذا الوضع إلى وقف صدور صحفهم، ويتخوف محبو الصحافة الورقية من أن يطول مدى اختفائها مع أزمة «كوفيد- 19»، أو ألا تعود هذه الصحف للصدور مرة أخرى، كما يتخوف ناشرو هذه الصحف من ألا يتمكنوا مرة أخرى من إعادة إصدار صحفهم إذا ما طال أمد هذه الأزمة، لأن جمهور القراء لهذه الصحف سيكون قد لجأ إلى مصادر إعلامية أخرى وتعود عليها بديلاً للصحافة الورقية. وختم الدكتور أحمد عزيز تصريحاته أن جائحة فيروس كورونا المستجد ستؤدي إلى تعميق أزمة الصحافة الورقية وقد تكتب تاريخ نهايتها، ومما لا شك فيه أن اختفاء مثل هذا النوع من الصحف سيعني حدوث تحول كبير في خريطة وسائل الإعلام، التي ظلت الصحافة الورقية تحتل فيها مكانة بارزة.
مشاركة :