داود أوغلو يحشد معسكر المعارضة للإطاحة بأردوغان | | صحيفة العرب

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو عن عزمه عقد تحالفات مع أحزاب المعارضة في الانتخابات المقبلة التي ستكون بمثابة الاستفتاء على حزب العدالة والتنمية الإسلامي وزعيمه الرئيس رجب طيب أردوغان الذي تراجعت ثقة الأتراك به وبات في مرمى الانتقادات أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد أن كشفت مصادر أنه ينوي الدفع بمشاريع تقطع الطريق أمام أحزاب المعارضة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة. إسطنبول – صعّد رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو مع الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه من خلال التلميح بتوحيد صف المعارضة في الانتخابات المقبلة بما يكفل الإطاحة بأردوغان. وقال داود أوغلو، الذي يتزعم حزب المستقبل المؤسس حديثا، إنه وحزبه على استعداد لعقد تحالفات مع كافة أحزاب المعارضة من أجل مستقبل البلاد وسلام الأمة وذلك على خلفية لقاء جمعه بنائبه أيهان سفر أوستون، ورئيس وأعضاء مكتب الحزب في محافظة سكاريا شمال غربي البلاد. وغادر أوغلو الذي كان قد غادر حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) منذ فترة بعد إدراكه صعوبة إصلاح الحزب داخليا ليؤسس إثر ذلك حزب المستقبل الذي يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى جانبه. وقال أوغلو إنّ “تركيا لا يمكنها تحمّل السياسة التي تخلق جدراناً بين الأحزاب السياسية. كما أن مستقبل البلد وسلام الأمة ليس من اختصاص حزب واحد” مشيراً إلى تسبب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تدهور الأوضاع في تركيا. وأكد المعارض التركي، الذي يتخوف من حملة للسلطات تعيق ترشحه في الانتخابات المقبلة، على حاجة بلاده إلى رؤية سياسية جديدة، تعجز السلطة السياسية الحالية أن تنجح في إنتاجها كما لا تستطيع إدارة الأزمات اليومية، في إشارة إلى وجوب إسقاط حزب العدالة والتنمية الحاكم. وكشف أوغلو أنّ حزبه يعتزم في 15 يونيو تقديم رؤية جديدة للعمل من أجل تركيا، حيث سيقوم بمشاركة برنامج ورؤية اقتصادية جديدة مع المواطنين الأتراك. داود أوغلو كشف أنّ حزبه يعتزم في 15 يونيو تقديم رؤية جديدة للعمل من أجل تركيا وحول ما يتردّد عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة، قال داود أوغلو “إن الصورة واضحة للغاية بالنسبة لنا. نحن مصممون على الدخول في الانتخابات بقوتنا الخاصة، في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف. لذلك، نحن عازمون على استكمال عقد مؤتمراتنا في أغسطس”. ومنذ فترة بات داود أوغلو شديد الانتقاد لأداء الحكومة التركية في العديد من الملفات على غرار وباء كورونا وإقحام بلاده في المستنقعين السوري والليبي حيث تدعم أنقرة جماعات جهادية مسلحة في سوريا ونزلت مؤخرا بكل ثقلها في الأزمة الليبية من خلال دعم ميليشيات حكومة الوفاق الإسلامية في مواجهة الجيش الوطني الليبي. وأشار أوغلو مساء السبت إلى الارتباك والتناقض بين قرارات وزير الصحة والرئيس أردوغان في تطبيق حظر تجوّل جديد نهاية الأسبوع، وقال إنّ ذلك غير مقبول ويجب الحرص على صحة الناس والاعتماد على قرارات المجلس العلمي. وكانت مؤسسة “كوندا” كبرى شركات استطلاع الرأي والدراسات في تركيا، أكدت أمس في دراسة لها أنّ الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وصل لأدنى مستوياته لما يقل عن 30 في المئة في فبراير الماضي، وذلك قبل شهر من تسجيل البلاد أولى حالات الإصابة بفايروس كورونا، حيث بدأت السلطات تنفيذ تدابير الوقاية من الوباء بشكل متأخر، وهو ما أثر أيضاً على فقدان حزب أردوغان المزيد من الأصوات. وذكر رئيس “كوندا”، بكر أغيردير، أنّ الحزبين الجديدين على الساحة السياسية في البلاد يمثلان تحد كبير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وأسس مؤخرا داود أوغلو حزب المستقبل ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان حزب الديمقراطية والتنمية (ديفا). وقال بكر أغيردير إنّ النظام الرئاسي الذي تمّ تقديمه وشرحه للمواطنين على أنّه العصا السحرية، إلا أنه بعد تطبيقه تبين أنه لم ينجح في حلّ أيّ من الأزمات التي تواجهها البلاد. أمام تحد كبير أمام تحد كبير وأكد المحلل السياسي والاستراتيجي التركي أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى نجاحات جديدة من أجل ضمان بقائه، وقال “يتم تطبيق سياسة التوتر. هناك محاولات لتجريم الأحزاب السياسية، وهذا ليس خطراً موجها لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي فقط، وإنما موجّه لأحزاب الشعب الجمهوري والحزب الصالح وحزب السعادة في الكثير من الأحيان. بدلاً من تحقيق النجاحات، يتم خلق سياسات التوتر. العقلية العامة قائمة على وجود أعداء داخليين وخارجيين”. وأضاف “سياسة الاستقطاب لن تضيف أي جديد إلى التحالف الحاكم في البلاد”، لافتاً إلى أن أحزاب المستقبل والديمقراطية والتنمية يمثلان تحديا كبيرا لحزب العدالة والتنمية. وقال أغيردير “من المؤكد أنّ الحزبين سيتاح لهما مع حلول نهاية العام المشاركة في أي انتخابات. وأرى أنه لا صحة لادعاءات أن كلا منهما لن يحصل على أكثر من 5 في المئة”. وأكد أن السبب وراء الموقف الصلب لحزب العدالة والتنمية تجاه هذه الأحزاب الجديدة يرجع إلى أن الأصوات التي سيحصل عليها حزب المستقبل ستكون من قاعدة حزب العدالة والتنمية الانتخابية، أما حزب الديمقراطية والتقدم فالأصوات التي سيحصل عليها ستكون من المعارضة، مشدداً على أن الحزبين سيؤثران على الحزب الحاكم. وأوضح أن المواطنين بدأوا ينتفضون ضد حزب أردوغان، إلا أنهم لا يجدون حزباً جديداً مناسباً لفكرهم للالتفاف حوله. وتوقع الدكتور سليم جيفيك، المحلل السياسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن الدعم الذي تمّ تحويله إلى كل من باباجان وداود أوغلو، وحتى لو كان صغيراً، فإنّه يمكن أن يهز الوضع السياسي في تركيا. وأجمعت كافة استطلاعات الرأي التي تمّ إجراؤها خلال شهر مايو في تركيا حول احتمالية تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، على تآكل خزان حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية الانتخابي لصالح أحزاب المعارضة بما فيها الأحزاب الجديدة. وأظهرت آخر استطلاعات الرأي في ما يتعلق باحتمالية حدوث انتخابات برلمانية مبكرة في الوقت الحالي، أن أصوات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تتلاشى، بينما تزداد بالمقابل أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض، والأحزاب الجديدة التي أسسها كل من داود أوغلو وعلي باباجان حلفاء أردوغان السابقين. وفي أعقاب تراجع الدعم للحزب الحاكم في استطلاعات الرأي الأخيرة، يُخطط حزب أردوغان للدفع مع حلفائه القوميين بإجراءات من شأنها أن تؤثر على طريقة خوض المجموعات السياسية للانتخابات، ويمكن أن تقف حجر عثرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة الجديدة في أي انتخابات مبكرة. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :