المصانع الهندية تعاني نقص اليد العاملة بعد فرار ملايين إلى الأرياف

  • 6/8/2020
  • 00:56
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خف ضجيج الآلات، الذي كان يملأ مصنع الأحذية "أكوالايت إنداستريز" بسبب نقص اليد العاملة في هذا القطاع وغيره من الصناعات التي تواجه صعوبة في استئناف العمل مع الخروج من العزل تدريجيا في الهند. وبعد شهرين من إجراءات عزل قاسية جدا بهدف وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، خففت الهند التي تضم 1.3 مليار نسمة القيود منذ نهاية آذار (مارس) وتحاول إنعاش اقتصادها المنهك. لكن التوقف المفاجئ للنشاط أدى إلى رحيل ملايين العمال المهاجرين، الذين خسروا مصدر رزقهم بين ليلة وضحاها، بعدما فروا من المدن الكبيرة إلى الأرياف الهندية، وفي ظل غياب وسائل النقل اضطر بعضهم إلى المشي مئات الكيلومترات تحت شمس حارقة. ولم تعد شركات هندية عديدة تعتمد بشكل كبير على هؤلاء العمال القادمين من مناطق ريفية فقيرة، تملك يدا عاملة كافية مع تخفيف إجراءات العزل، والأسوأ من ذلك أنه تحت صدمة قسوة الحجر، قد يقرر جزء من هؤلاء المهاجرين عدم العودة إطلاقا. ووفقا لـ"الفرنسية"، قال المسؤول في "أكوالايت إنداستريز" الشركة المالكة لمصنع الأحذية الواقع في ولاية هاريانا إن "60 في المائة من عمالنا رحلوا، كيف يمكننا تشغيل المصنع بثلث اليد العاملة المتوافرة لدينا؟". وأضاف "اضطررنا إلى وقف إنتاجنا من الأحذية الرياضية بالكامل مع أننا نمتلك أجهزة متطورة تقنيا لكنها بحاجة إلى يد عاملة مؤهلة لتشغيلها". وفي إقليم سورات في ولاية جوجارات غرب البلاد، المعروفة بنشاطها لصقل الألماس، قال بابو كاثيريا رئيس الجمعية المحلية للألماس إن ورشا عديدة لم تتمكن من إعادة فتح أبوابها لأن نحو 70 في المائة، من العمال غادروا المدينة. أعمدة الاقتصاد أوضح سانتوش ميهروترا الأستاذ في مركز دراسات في القطاع والعمل غير الرسمي في جامعة جواهر لال نهرو، أن جزءا كبيرا من الصناعات التحويلية يتركز في الواقع في الولايات التي كان تأثير الوباء فيها كبيرا مثل تاميل نادو وجوجارات وماهاراشترا ودلهي. وأضاف "إنها المناطق التي يتم فيها توظيف العدد الأكبر من العمال بطبيعة الحال". ويقدر عدد العمال المهاجرين، الذين انتقلوا لكسب لقمة العيش في المدن بنحو 100 مليون شخص في جميع أنحاء هذه الدولة العملاقة في جنوب آسيا، أي نحو خمس السكان، ولا غنى عن هذه اليد العاملة لتشغيل قطاعات عديدة من النسيج إلى ورش البناء ومن صناعة الآجر إلى المناجم. وقالت منظمة "سيف لايف" إن هجرة هؤلاء السكان بسبب العزل أدت إلى موت نحو 200 منهم بسبب الإنهاك أو في حوادث على طريق عودتهم إلى قراهم. ويتوقع المحللون أن يتأثر نمو ثالث اقتصاد في آسيا، الذي لم يتجاوز 3.1 في المائة على مدى العام في الفصل الأول، وكان الأبطأ منذ 20 عاما، بهذا النقص في اليد العاملة على الأمد القصير. ورأى سانتوش ميهروترا أن العمال المهاجرين، الذين صدموا بتسريحهم دون إنذار مسبق ليصبحوا بلا مصدر رزق، بعيدون عن بيوتهم ولن يستعجلوا العودة. وقال "قد يعود بعضهم لكن كثيرين سيبحثون عن عمل ليس في المدن الكبرى، بل في مدن صغيرة قريبة (من منازلهم) أقل تضررا بالفيروس".

مشاركة :