الهاشمى يخطط لـ«ربيع داعشى» جديد بغزوات الاستنزاف واضطرابات الوباء التنظيم يلعب على وتر «الفتنة» ويحرض على الأقباط بعد إغلاق المساجد وتعليق العمرة بسبب الفيروسيستحق أبو إبراهيم الهاشمى، الخليفة الجديد المزعوم لتنظيم داعش، لقب «خليفة كورونا» دون أدنى مبالغة. كما هو واضح يؤسس الهاشمى «الغامض» نفوذه الجديد تنظيميًا واستراتيجيًا بشكل كبير على خلفية انتشار الوباء القاتل، وآثاره المستقبلية. كما يعتمد بالتزامن مع ذلك على سياسة إعلامية نشطة حرصت على مواكبة انتشار الوباء منذ بدايته، وصاحبها إعادة إنتاج خطاب داعشى، تطور هو الآخر مع تصاعد أزمة كورونا وانتشار الفيروس القاتل عالميًا، وأصبح الآن يراهن على (كوفيد-19) لتغيير الخريطة الدولية.وهى الفرصة السانحة التى يسارع داعش وخليفته الجديد، لاقتناصها فى سبيل إعادة إحياء التنظيم وترتيب أوضاعه وترسيخ نفوذ مستقبلى له، فى طوره الجديد، بعد هزيمة «دولة الخلافة» فى طبعتها الأولى، ومقتل زعيمها السابق أبوبكر البغدادى.فيأمر أبو إبراهيم الهاشمى بتفعيل استراتيجية «النكاية والاستنزاف» ويزكى هجماتها.فى تسجيل صوتى جديد له مدته 40 دقيقة، صادر عن مؤسسة الفرقان، التابعة لديوان الإعلام المركزى لتنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» بعنوان «وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار»، نقل أبوحمزة القرشى المهاجر، المتحدث الرسمى باسم التنظيم عن الخليفة الجديد مباركته لما سبق وأطلق عليها التنظيم «غزوة الاستنزاف» وأوامره بـ«الصبر والثبات»، وبـ«رسم الخطط ومضاعفة العمليات والثأر».فيما خرج العدد الأخير أيضًا من صحيفة النبأ الداعشية، بتغطية واسعة لـ «غزوة الاستنزاف»، وزعمت الصحيفة الداعشية أن هجماتها قد وصلت إلى 228غزوة فى 12ولاية تابعة للتنظيم.يربط داعش صراحة، فى تسجيل أبو حمزة القرشى، بين اسم الخليفة الجديد أبو إبراهيم الهاشمى وسياسة التنظيم الحالية، فى ظل تفشى «كورونا».ويبشر أنصاره بأن المنطقة خلال الفترة المقبلة، وتزامنًا مع انتشارالفيروس، ستشهد تحولات كبرى، تفوق تلك التى شهدتها قبل عقد من الزمان، فى إشارة صريحة لاضطرابات أعقبت ثورات الربيع العربى، ونجح التنظيم فى استثمارها والاستفادة منها، فى تمديد نفوذه، إقليميًا.يحرض أبوحمزة القرشى أنصار التنظيم «واعلموا أن العالم مقبل على أمور عظيمة، وأن ماتشاهدونه اليوم، ماهو إلا إرهاصات لتحولات كبرى ستشهدها بلاد المسلمين، فى الفترة المقبلة بإذن الله تعالى، وسيكون فيها فرص أعظم من التى يسرها الله تعالى لكم، التى شهدت من الأحداث ماتعرفون».. «فأعدوا للمرحلة القادمة ماتستطيعون من القوة ومن رباط الخيل».. «ونوصيكم بالشدة مع أعداء الله الكفرة، خاطبوهم بالسيوف المرهفات وسعروا الغزوات ولا توقفوا الغارات، ولا تتركوا يومًا على المرتدين وأسيادهم من الصليبيين إلا وقد نغصتم فيه عيشهم».. « واكمنوا لهم فى الطرقات واخرقوا أرتالهم بالعبوات ودمروا الحواجز والثكنات، وليكن شعار أحدكم لا نجوت إن نجا الطواغيت».فى التسجيل الصوتى السابق أيضًا لأبى حمزة القرشى الذى يطرح النظرية الداعشية فى تقسيم العالم إلى فسطاطين هما «الكفر والإيمان»، يعلن تنظيم داعش الشماتة بتفشى الوباء، ويسوق له إعلاميًا ودينيًا، كعقاب إلهى، من الله سبحانه وتعالى ضد أعداء «الدولة الإسلامية»، وأنصارها من «الموحدين».ناهيك أن التنظيم فى 226 من صحيفة النبأ الأسبوعية، قد أعلن سابقًا سياسته الآنية بوضوح فى ظل كورونا فى مقال بعنوان «أسوأ كوابيس الصليبيين»، أصدر فيه توجيهات صريحة مضمونها أن «الحرب مستمرة رغم انتشار الوباء».. «لا تأخذكم رحمة بالكفار والمرتدين حتى وهم فى أوج محنتهم».. «شدوا الوطأة عليهم ليزدادوا ضعفًا وعجزًا».إضافة إلى أوامر داعشية بتكثيف الهجمات، واستغلال الوضع الهش أمنيًا فى محيط نفوذ التنظيم، ونفوذ فروعه «الأقوى»، استثماراً لانتشار الفيروس، فضلًا عن العمل على تحرير السجناء من مقاتلى الخلافة، وهو ماعاد ودعا إليه خليفة داعش الهاشمى على لسان أبو حمزة القرشى فى التسجيل الصوتى الأخير.يشتبك القرشى مباشرةً أيضًا مع الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومات للحد من انتشار الفيروس، كغلق المساجد ومنع صلاة الجمعة وتعطيل العمرة، واستهداف علماء الدين الذين أجازوا ذلك حفظًا لأرواح الناس، فلم يفوت التنظيم الفرصة لمزيد من التحريض والتضليل ونشر الشائعات الكاذبة لجذب المزيد من الأتباع والمجندين «ونسأله تعالى أن ينتقم من سحرة العصر علماء الطواغيت».. «فلقد رأيناهم فى محنة الوباء الأخيرة كيف يحرصون على الدعوة لإغلاق المساجد ومنع الجمع والجماعات والحج والعمرة وغيرها من شعائر الإسلام بحجة الخشية من العدوى، فى الوقت الذى يسكتون فيه عن تجمعات الفسق والمجون فى والنوادى والصالات يرقصون، وتجمعات الشرك والكفر فى كنائس النصارى، ومعابد الأصنام التى إليها يسابقون وكأن العدوى لا تنتقل إلا فى مساجد المسلمين».واصل أيضًا أبو حمزة القرشى فتح المزيد من الملفات، والتركيز على إظهار داعش بوصفه التنظيم «الجهادى» الأوحد على الساحة الدولية، بضرب منافسيه من التنظيمات الأخرى، بداية من الإخوان المسلمين ووصولًا، إلى حركة طالبان التى وصفها الناطق باسم داعش بـ«المرتدة»، وهاجم دخولها فى مفاوضات مع حكومة «كابول» وكذلك اتفاقيتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تنتهى بموجبها 18 عاما كاملة من الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان، وتضمن طالبان بموجبها دحر الإرهاب فى الأراضى الأفغانية، بما فى ذلك أنشطة داعش «خراسان».كما هاجم القرشى غريم داعش التقليدى تنظيم «القاعدة»، ونشاطه ضد داعش فى غرب إفريقيا مؤكدًا أن «مرتدو القاعدة» بادروا إلى قتال داعش «نيابة» عن دول وحكومات المنطقة خاصة مالى والنيجر وبوركينا فاسو والجزائر « يقدم مرتدو تنظيم القاعدة أنفسهم للنيابة عنهم فى قتال أجناد الخلافة لقاء قبول الطواغيت التفاوض معهم وترك الصليبيين لقتالهم».وأن ذلك أدى فى النهاية إلى انشقاقات كبيرة فى صفوف القاعدة هناك وانضمام مقاتليها إلى فرع داعش «ولاية غرب إفريقية».فيما ركز القرشى فى جانب كبير من تسجيله الصوتى على الوضع العراقى ومهاجمة قوات الحشد الشعبى، وتوعد الطائفة الشيعية و«الصحوات» مهددًا بأن عمليات داعش الأخيرة المتوالية فى العراق ليست إلا «غيضًا من فيض»، علمًا بأن معدلات هجمات داعش فى العراق خلال شهر رمضان هى الأعلى منذ عام كامل.
مشاركة :