أبوظبي - مثّل الاعتماد على أحدث منتجات التكنولوجيا في مواجهة فايروس كورونا، جانبا أساسيا في الاستراتيجية التي وضعتها الإمارات في التعاطي مع الجائحة، والتي اتّسمت بالشمول وهدفت لتحجيم أخطار الوباء الصحية والحدّ من آثاره الاقتصادية والاجتماعية، محقّقة نجاحا مشهودا في ذلك. ولم يخل انتشار الوباء على صعيد عالمي من فرصة للإمارات لاختبار رهانها المستمرّ منذ سنوات على جلب العلوم والتكنولوجيات الحديثة من مصادرها العالمية الموثوقة وتوطينها وتطويعها لخدمة الحاجات المحليّة، وهو ما تجسّد على أرض الواقع من خلال الاستخدام العملي المكثّف لأحدث الأساليب العلمية والمنتجات التكنولوجية في “حرب” الإمارات الشاملة ضدّ كورونا. ويثني مالكوم دي بودمور الطبيب البريطاني العامل في الإمارات ضمن أطقم مواجهة الفايروس، على تطور البنية التي سخّرتها الدولة لمكافحة كورونا قائلا لوكالة الأنباء الإماراتية “وام” “إنّ البنية التحتية الطبية للمنظومة الصحية في دولة الإمارات كان لها دور كبير في مواجهة الوباء، مؤكدا أهمية سلاسل إمدادات الأدوية ومعدات الوقاية الشخصية لأطباء الصفوف الأمامية ونظم دعم الحياة مثل أجهزة التهوية، في النجاح الذي حققته الإمارات في هذه الظروف”. وكان للتكنولوجيات الحديثة دور مباشر في توفير تلك البنية المتطورة، حيث ورد في تقرير لـ“وام” أنّ دخول تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بقوة على خط المواجهة الإماراتية مع فايروس كورونا أظهر نجاح العديد من المؤسسات العلمية والبحثية في الإمارات في تسخير هذه التقنية المتطورة لإنتاج وتصميم العديد من الأدوات والتجهيزات الطبية التي تعزز من قدرة التعامل مع الوباء والتصدي له. استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصنيع معدات مواجهة كورونا التي شكلت ندرتها تحديا لقوى عالمية كبرى ومن مظاهر النجاح، بحسب التقرير ذاته، تمكّن الإمارات خلال الأشهر الماضية في ابتكار أنواع متطورة من الكمامات الطبية، وأجهزة التنفس الاصطناعية، ومسحات فحص الفايروس، عبر استخدام تقنية الطباعة الثلاثية، الأمر الذي عزّز من قدرات الدولة على تلبية الطلب المتنامي على هذه الأدوات في ظل انتشار الفايروس. وفي مجال إنتاج الكمامات الواقية، أعلنت جامعه الإمارات عن إنجاز تصميم أقنعة واقية للوجه من خلال استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد وآلات قطع الليزر، والذي يوفر طبقة حماية للشخص المستخدم تفوق حماية قناع الوجه العادي المستخدم حاليا. وتتيح الجامعة ملف التصميم الخاص بواقي الوجه الجديد على موقعها الإلكتروني حيث بإمكان أي شخص زيارة الموقع وتحميله وبدء الطباعة به لإنتاج واق شخصي وفق أعلى معايير السلامة والحماية. وبدورها وحدت مؤسسة “مبادلة للرعاية الصحية” جهودها مع جامعة نيويورك أبوظبي لتطوير نموذج جديد من كمامات الوجه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مماثلة في جودة مواصفاتها لكمامات الحماية “آن 95” الأعلى تصنيفا مع توفر خيار يتيح إمكانية تعقيم الكمامات وإعادة استخدامها مع فلاتر قابلة للإزالة والاستبدال. وفي سبيل اختبار الكمامات استعانت مبادلة للرعاية الصحية بنخبة من خبرائها في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لتقديم المشورة بشأن المسائل المتعلقة بسلسلة التوريد والهندسة السريرية إلى جانب الحصول على رأيهم الطبي في ما يتعلق بجودة هذه المنتجات. Dubai Media Office ✔ @DXBMediaOffice #Dubai-based 3D printing company Proto21 manufactures 3D-printed face masks and shields, so far producing more than 35,000 face shields, while exporting personal protective equipment (PPE) to regional and international markets. Embedded video 61 1:48 PM - May 9, 2020 Twitter Ads info and privacy 18 people are talking about this وتوسعت جهود تسخير الطباعة الثلاثية في مواجهة الوباء المستجدّ لتشمل أجهزة التنفس الاصطناعي التي شكل توافرها أحد أبرز التحديات التي واجهت القطاع الطبي في كبرى دول العالم. وفي هذا الإطار أعلنت الإمارات عن تنفيذ نموذج أولي لجهاز تنفس اصطناعي لحالات الطوارئ مصمم بمواد قليلة الكلفة، وباستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتلبية الطلب العالمي المتزايد على هذه الأجهزة. وتمكن باحثون من جامعة خليفة من تطوير النموذج الأولي للجهاز القابل للتطوير على مستوى واسع مما يعني أنه يمكن إنتاجه بكميات كبيرة وبتكلفة قليلة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على أجهزة التنفس الاصطناعي. وفي تطور لافت، أعلنت هيئة الصحة بدبي عن اتجاهها لإنتاج مسحة الأنف المستخدمة في فحص كورونا بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب بعض مستلزمات الوقاية الطبية الأخرى بجهد مشترك مع شركة سنتريكس. مواجهة كورونا عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مواجهة كورونا عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وأكدت الهيئة أنها أنتجت حتى الآن ألف قناع واق للوجه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد دعما لحماية كوادرها الطبية من عدوى فايروس كورونا، وأن هذه الأقنعة يتم إنتاجها في مركز الابتكار الصحي التابع لها. وتعد الطابعة ثلاثية الأبعاد أحد أشكال تكنولوجيا التصنيع عبر تكوين جسم ثلاثي الأبعاد بوضع طبقات متتالية من مادة ما، فوق بعضها بعضا، كما أنها تتيح للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب ويمكنها صناعة أجزاء من مواد مختلفة، بمواصفات ميكانيكية وفيزيائية متعددة، ثم تركيبها مع بعضها بعضا. وتنتج التكنولوجيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد نماذج تشابه كثيرا من حيث المنظر والملمس والوظيفة النموذج الأولي للمنتج. وكان اعتماد الإمارات على أحدث التكنولوجيات في مواجهة كورونا قد منحها سبقا وتميّزا في عملية تشخيص الوباء التي تعتبر مفصلية في مقاومته والحدّ من انتشاره. وتمثّل ذلك السبق في إنشاء مختبر فائق التطوّر أتاح إجراء عشرات الآلاف من الاختبارات بتقنية “بي.سي.آر، آر.تي” التي تعتمد على تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بالفايروس. وأطلق المختبر الواقع في مدينة مصدر بإمارة أبوظبي على يد مجموعة جي 42 الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، ومجموعة بي.جي.آي الرائدة في مجال حلول الجينوم.
مشاركة :