بات استخدام الكمبيوترات المزودة بالرقاقات فائقة السرعة شائعاً في كل المجالات تقريباً من أجهزة منزلية وسيارات وهواتف ذكية ومراكز البيانات الضخمة، وصاحب ذلك توفير فرص كبيرة بالنسبة للشركات العاملة في صناعة أشباه الموصلات، لكن ومع ارتفاع الطلب على الرقاقات، أصبحت تكلفة النشاط مرتفعة للغاية لجميع الشركات عدا الكبيرة منها، الشيء الذي تمخضت عنه منافسة حادة. وفي غضون ذلك، فرغت إنتل، أكبر شركة لصناعة الرقاقات في العالم، من إبرام صفقة لشراء ألتيرا المتخصصة في صناعة الرقاقات، مقابل 16.7 مليار دولار، وتأمل الشركة التي تتخذ من سانتا كارلا بولاية كاليفورنيا مقراً لها، من وراء هذه الصفقة، زيادة عدد العملاء والسعة الإنتاجية. وفي الجانب الآخر، جاءت هذه الخطوة نظراً لفشل ألتيرا في تحقيق الأرباح نسبة لارتفاع تكاليف التطوير والتسويق. وكانت هذه الخطوة ضمن سلسلة من عمليات الاندماج الكبيرة التي سادت القطاع خاصة للشركات الأميركية التي تقوم بإنتاج الرقاقات للكمبيوتر الشخصي والشبكات الرئيسية، وفي الأسبوع الماضي، وافقت أفاجو تكنولوجيز، على دفع 37 مليار دولار لشركة برود كام العاملة في صناعة الرقاقات لعمليات الاتصال التي تتضمن الهواتف المحمولة والشبكات. كما دفعت أن أكس بي لأشباه الموصلات، في مارس الماضي، 11.8 مليار دولار مقابل الاستحواذ على فري سكيل المتخصصة في إنتاج الرقاقات لأجهزة استشعار السيارات. وبدأت إنتل إنتاج أول رقاقة لها في 1971 بسعة 2300 ترانزستور، حيث تقدر سعة آخر موديل لها والمخصص للمُخدمات 5.6 مليار ترانزستور. وبجانب زيادة سعتها الإنتاجية، تهدف إنتل بهذه الصفقة، لتحسين وضعها في اثنين من أكبر الأسواق الناشئة ومراكز البيانات الكبيرة وما يعرف بإنترنت الأشياء. ويؤكد هذا المبلغ الكبير الذي دفعته إنتل، احتدام المنافسة بين شركات صناعة أشباه الموصلات الكبيرة في قطاع اتسم بموجة من عمليات الاندماج والاستحواذ. وتخضع شركات أشباه الموصلات، التي تقوم بإنتاج الرقاقات للهواتف الذكية، لضغوطات خفض التكاليف وهي تواجه منافسة محتدمة من قبل شركات صناعة الهواتف المحمولة مثل، أبل وسامسونج اللتين تملكان قوة كبيرة في تحديد الأسعار. وبدمج أجهزة الاستشعار والرقاقات في رقاقة واحدة، تفكر إنتل في إمكانية توفير أداء مرن لعملائها الكبار يناسب احتياجاتهم الخاصة، ونصف هذه الرقاقات التي تنتجها لهؤلاء العملاء، يتم تصميمها حسب الطلب وبتكلفة مناسبة. نقلاً عن: نيويورك تايمز
مشاركة :