كشف استبانة إلكتروني أجراه مجلس أبوظبي للتعليم، أن 90% من المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة لديها إجماع على ما يؤهل الشخص ليصبح مواطناً إماراتياً مثالياً، فيما رأت 78% من المدارس أن أداءها جيد جداً، فيما يتعلق بتعزيز الهوية الوطنية. أشارت نتائج الاستبيان، الذي تم إجراؤه في إطار دراسة حول تعزيز الهوية والثقافة الوطنية في المدارس إلى عدم وجود فوارق كبيرة بين جهود المدارس الحكومية والخاصة بشأن تنفيذ تعليمات المجلس حول الحفاظ على الهوية الوطنية، وعلى الرغم من وجود اختلاف واضح في طبيعة المدارس التي يدرس بها أغلبية من الطلبة المواطنين والمدارس الخاصة الأخرى المتنوعة من حيث المناهج، فقد تبين أن كافة المدارس تبذل جهوداً واضحة من أجل تعزيز الهوية الوطنية بين الطلبة المواطنين وغير المواطنين، فيما أعربت بعض المدارس الخاصة عن رغبتها في الحصول على المزيد من الإيضاحات والتوجيهات ضمن اللوائح الخاصة بالهوية الوطنية، حيث يقوم المجلس بدوره بمتابعة هذه الطلبات ضماناً لتحقيق الأهداف المرجوة. وكشفت الزيارات المدرسية عن وجود ممارسات إيجابية وجيدة، إلا أنه يشوبها بعض الضبابية حول ماهية الأمور الملائمة عند تنظيم الأنشطة المتعلقة بالهوية والثقافة الوطنية في ضوء التنوع الكبير في المناهج وخلفيات الطلبة الثقافية، لذلك قام قطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة في المجلس بإعداد إطار لوضع استراتيجيات مستقبلية واضحة لتعزيز الهوية الوطنية لدى كل من الطلبة المواطنين وغير المواطنين، حيث إن ذلك الإطار كان من بين أهم التوصيات التي أسفرت عنها الدراسة، وهو يحدد الأنشطة والممارسات التعليمية المرتبطة بالهوية الوطنية التي يمكن أن يشارك بها الطلبة، ومنها الاطلاع على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، والإلمام عن كثب بالعادات والتقاليد، وإتقان اللغة العربية تحدثاً وكتابة، والاعتزاز بالزي الوطني والرموز الوطنية والأطباق التقليدية، والوعي بالفكر الحكيم لأصحاب السمو الشيوخ مؤسسي الدولة، علاوة على اكتساب الثقافة الإسلامية الصحيحة. كما يتضمن الإطار تثقيف غير المواطنين حول قيم المجتمع الإماراتي، مع إلقاء الضوء على طبيعة الاقتصاد والفرص والتحديات المرتبطة به، مع تعريفهم بمفهوم المواطَنة وما يتعلق به من مزايا ومسؤوليات، وكذلك شرح وضع ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في العالم العربي، مع إعداد غير المواطنين للعيش في مجتمع متعدد الثقافات، والتعامل مع المزايا والتحديات المترتبة على ذلك، والتعامل وفقاً لمبدأ المساواة، وتقبل التنوع والاختلاف واحترام الدولة والأفراد الآخرين، وتمكين غير المواطنين من أداء النشيد الوطني الإماراتي بلغتهم الأم علاوة على اللغة العربية. ويستهدف الإطار أيضاً توعية المواطنين وغير المواطنين بالقضايا البيئية والتنوع الحيوي والموقع الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى طبيعة اقتصاد الدولة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، والتعرف إلى الخط العربي والفنون والحرف ذات الصلة، والاعتزاز بالزي الوطني، والتعريف بعلم الدولة ونشيدها الوطني والمناسبات الوطنية المهمة. وأكد مجلس أبوظبي للتعليم اهتمامه الكبير بجانب تعزيز الهوية الوطنية وغرسها في نفوس الطلبة من خلال الخطط الاستراتيجية التي تعتمد على الأفكار والمقترحات التي يقدمها الأشخاص المعنيون والمتمثلون بمديري المدارس والهيئات الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور والطلبة، والعمل على إدراجها ضمن الخطة الاستراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية.
مشاركة :