تشيلي تتوعد الأرجنتين في أجواء تاريخية مشحونة

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 37 عاماً من النزاع الذي كاد ينتهي بحرب دامية بين تشيلي وجارتها الأرجنتين، تتجدد الخصومة بين البلدين لكن هذه المرة على أرضية الملعب، وذلك عندما يتواجهان، اليوم، في نهائي بطولة كوبا أميركا. آمل أن يفهم الناس أن كرة القدم رياضة وليست حرباً، هذا ما قاله نجم الأرجنتين وبرشلونة الإسباني، خافيير ماسكيرانو، عشية لقاء الجار التشيلي في المباراة النهائية للبطولة القارية التي ترتدي أهمية بالغة للطرفين، إذ يسعى المنتخب المضيف لدخول سجل الأبطال وجاره اللدود إلى لقبه الأولي منذ 22 عاماً. لمشاهدة جدول المباريات بتوقيت الإمارات، يرجى الضغط على هذا الرابط. لمشاهدة سجل الفائزين، يرجى الضغط على هذا الرابط. أكثر الفرق تتويجاً 1- الأوروغواي (15 لقباً آخرها عام 2011، إلى جانب خسارتها ست مرات في النهائي). 2- الأرجنتين (14 لقباً آخرها عام 1993، إلى جانب خسارتها 12 مرة في النهائي). 3- البرازيل (ثمانية ألقاب آخرها عام 2007، إلى جانب خسارتها 11 مرة في النهائي). 4- الباراغواي (لقبان آخرهما عام 1979، إلى جانب خسارتها ست مرات في النهائي). البيرو (لقبان آخرهما عام 1975). وقال مدافع تشيلي، اوجينيو مينا، إن من المهم جداً على الفريقين احترام بعضهما، فإن هذين البلدين بعيدان كل البعد عن الأخوة، رغم تقاسمهما حدوداً بطول 5000 كلم، والتخالط بين المجتمعين في ظل وجود 60 ألف أرجنتيني على الأراضي التشيلية. على الصعيد الرسمي تصنف العلاقة بين البلدين بـالممتازة، خصوصاً منذ عودة الاشتراكيين في مارس 2014 إلى الحكم، مع الرئيسة فيرونيكا ميشيل باشليه، التي أعادت المودة في العلاقة بين الدولتين، بعد فتورها إبان حكم الرئيس اليميني، سيباستيان بينيرا، من 2010 حتى 2014. لكن لا يمكن لهذه الأجواء الرياضية الودية أن تبعد عن الأذهان ما حصل عام 1978 حين كان البلدان بقيادة الديكتاتورية العسكرية حينها قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب لا تحمد عقباها، بسبب نزاعهما حول تحديد حدود قناة بيغيل، وملكية الجزر الثلاث بيكتون ولينوكس ونويفا، التي تقع عند فوهة هذه القناة. وذلك النزاع لم يكن بالشيء الجديد لأن الدولتين كانتا متنازعتين منذ عقود على ملكية المناطق الواقعة في أقصى الجنوب، لكن الأمور لم تصل بينهما إلى هذا الحد من التدهور والتوتر، كما حدث في 1978 حين كان الطرفان على أهبة الاستعداد العسكري لدخول الحرب، لولا تدخل البابا، جان بول الثاني، للعب دور الوسيط لتجنيب أميركا الجنوبية بأكملها نزاع دموي. ويرجع تاريخ النزاع بين تشيلي والأرجنتين إلى السنوات بين 1880 و1890، أي منذ حاولت الدولتان تقسيم إقليم بتاغونيا الجنوبي بينهما تحت إشراف بريطانيا وبعد أن أعلنت الجمعية الجغرافية الملكية في لندن أن رأس هورن هي الحد الفاصل بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، وقد تم في ذلك الوقت توقيع معاهدة حدود بين الدولتين. وأُلحق بهذه المعاهدة بروتوكول إضافي عام 1893، ينص صراحة على أن تشيلي ليس لها حق المطالبة بأي شيء في المحيط الأطلسي، وكذلك لا يحق للأرجنتين أن تطالب بشيء في المحيط الهادئ. وكان من الممكن أن ينتهى الخلاف عند هذا الحد، لكن المطامع الاقتصادية والسياسية والعسكرية وقفت دائماً حائلاً دون بلوغ اتفاق نهائي، وساعد على الفشل المتكرر لبريطانيا في إيجاد حل يقبله الطرفان، بل أضحت بعد عقود من الزمن من أسباب توتر العلاقة بين الطرفين عندما ساند الديكتاتور اغوستو بينوشيه المملكة المتحدة في حرب الفوكلاند، أو حرب المالفيناس. وتحتل بريطانيا جزر الفوكلاند الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي منذ 1833، إلا أن القوات ألأرجنتينية غزتها في عام 1982، ما دفع رئيسة الوزراء البريطانية، في ذلك الوقت، مارغريت تاتشر، إلى إرسال قوة بحرية لاستعادة السيطرة على هذه الجزر في حرب قصيرة ولكن دموية. وشعر الأرجنتينيون بالخيانة نتيجة مساندة بينوشيه للبريطانيين، وهم لم ينسوا ما حصل حتى يومنا هذا، وأبرز دليل على ذلك أن الجمهور الأرجنتيني قام بتأليف أغنية خاصة بما حصل في تلك الفترة من التاريخ، ولاقت رواجاً هائلاً على وسائل التواصل الاجتماعي عشية الموقعة الكروية المرتقبة بين الطرفين.

مشاركة :