بيروت - أ ف ب - حكم الرئيس السابق حافظ الأسد سورية بقبضة من حديد على مدى ثلاثة عقود حتى وفاته في العاشر من يونيو 2000.- تولي سدّة الحكمفي 16 نوفمبر 1970، نفّذ الأسد الذي تولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ«الحركة التصحيحية» وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي.في 12 مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم يكن فيها مرشحٌ سواه.وأصبح أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية، إحدى الأقليات الإسلامية التي تضمّ عشرة في المئة من تعداد السكان.- الحرب ضد إسرائيلفي السادس من أكتوبر 1973، شنّت مصر وسورية هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال نكسة يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.- التدخّل في لبنانفي يونيو 1974، زار الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون العاصمة السورية، معلناً إعادة إرساء العلاقات الديبلوماسية مع سورية، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967.بعد عامين، تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أميركية.ومنذ مايو 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، والقوات المسيحية التي احتجت على الوجود السوري في مناطق كانت تحت نفوذها.وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سورية قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها عام 2005.- التباين مع العراق: عام 1979، تدهورت العلاقات بين سورية والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة دمشق بالتآمر.وقطعت بغداد علاقتها الديبلوماسية مع دمشق في أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في نزاعها مع العراق. - قمع «الإخوان»في فبراير 1982، تصدى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماة (وسط)، وذهب ضحيتها بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص.وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أدى إلى مقتل ثمانين جندياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان بالوقوف خلف الهجوم.- تنافس أخويفي نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سورية.- التودّد إلى الغرب خلال عامي 1990 و1991، بدأ الجليد الذي شاب علاقات سورية مع الولايات المتحدة بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي الذي وقعت سورية معه اتفاقية صداقة وتعاون عام 1980.انضمت سورية إلى القوات متعددة الجنسية في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي أكتوبر 1994، زار الرئيس الأميركي بيل كلينتون، الأسد في دمشق.بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.- تولي الابن السلطةتوفي الأسد في 10 يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
مشاركة :