كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الداعية السعودي د. سلمان العودة، أن الإسلام دين الحق والفضيلة، داعيا إلى تعزيز الهوية الإسلامية ومراقبة الأبناء والبنات ومتابعتهم لما يبثه الغرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات عن الإلحاد والفواحش وملهيات الحياة. وحذر فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، من تتبع أساليب أعداء الإسلام الذين يشجعون على الفواحش والمعاصي وهدم الإسلام وتشجيع الحروب والفتنة. واستهل الداعية الشهير خطبته، مستعرضا قصة سيدنا آدم عليه السلام، وماذا تعلمنا منها، قائلا: تعلمنا من آدم كيف نعيش على ظهر الأرض ونقول الحق ومعرفة الله والإيمان به"، مضيفا أننا تعلمنا من نوح الصبر، حيث ظل يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، فقد علمنا نوح الكثير والشكر لله تعالى مستشهدا بقوله تعالي "ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا"، فقد كان يشكر ربه في السراء والضراء، فكانت عزيمته قوية وكان يدعو للتوحيد والإصلاح. وذكر الدكتور العودة قصة سيدنا إبراهيم وماذا تعلمنا منه قائلا: تعلمنا من سيدنا إبراهيم البحث عن الدين الحق، وكيفية معرفة الله عز وجل، فعندما جاء الليل عليه قال هذا ربي، وعندما اختفى الليل وجاء النهار قال هذا ربي، وعندما ظهرت الشمس، قال هذا ربي، وعندما اختفت قال إني قد عبدت رب الشمس والقمر والسموات والأرض، ودعا قومه لعبادة الله الواحد القهار قائلا "يا قوم أني برئ مما تعبدون"، مضيفا أن الإيمان بالله أساس الحياة والسعادة والنجاة. مبادئ الإلحاد وحذر من الذين ينشرون في مجتمعات المسلمين قيم ومبادئ الإلحاد، لافتا إلى أنهم ينشرون البؤس والضياع لأبنائنا، وحث الآباء والمثقفين والأدباء الانتباه لهذا الخطر الداهم الذي يتسرب إلى شباب المسلمين عبر المواقع الإلكترونية والفضائيات والشاشات والكتب والروايات التي يقرأها الشباب غير المحصن وفي عمر الزهور، ثم يقولون إنهم مثقفون وعلى علم ويتبجحون بالإلحاد والبعد عن الله، مؤكدا أن ذلك نقض وهدم للهوية الإسلامية. إبراهيم والتجرد وذكر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام علمنا التجرد لله عز وجل، مستشهدا بقوله تعالى "فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين". وذكر الدكتور العودة، أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، منذ طفولته كان يسعى لمعرفة الله عز وجل فعلمنا المجاهدة ومحاربة الطغاة والظالمين، واصفا سيدنا إبراهيم بأنه كان أستاذ الحوار والحجة والصبر والوقوف أمام الظلم، فتحدى أهله وكسر الأصنام داخل الكعبة وكان شابا حديث السن ولم يتزوج وكان قوي البنية وعندما ألقوه في النار، قال الله في كتابه العزيز "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ". دولة الباطل وأوضح أن سيدنا موسى علمنا التواضع لله عز وجل والانكسار لمجده وعظمته والدعاء إليه من أعماق القلب، فقد علمنا أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، وأن القتلة لهم يومهم عند الله عز وجل، فماذا يقول هؤلاء الظلمة الذين يقتلون الأطفال والشيوخ والمسنين بالمتفجرات والسلاح والبراميل المتفجرة، ويصورونهم على أنهم قتلة وإرهابيون، فهؤلاء استباحوا الدماء باسم الإسلام وتشويه الدين بالقتل والذبح وتوثيق الجرائم ونشرها على الملأ حتى أصبحت أمتنا اليوم من بين أمم الأرض كلها هي الأمة الوحيدة التي تتقاتل بينها، فأحيانا تقتل سلطات شعبها وتخطف سلطة بالقوة وسلطات أخرى تقتل مجموعات دون وجه حق، ومجموعات تكفيرية أخرى تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وتعتقد أن من مصلحتها أن تنشر الفوضى فلا يوجد هذا عن السيخ أو الهندوس أو اليهود والنصرانية، فلا تجد ذلك عند باقي الأمم، فهذه الحروب نجدها فقط في أرض العروبة والإسلام. تقنين المثلية ومضى قائلا: إن سيدنا لوط عليه السلام علمنا الطهارة والتعفف ورفض الانتكاس، فقد عاش في قرية بها الفواحش فدعاهم إلى عبادة الله وتوحيده، فنبذوه وكفروه، فقضى الله عز وجل عليهم. وقال: نحن اليوم نسمع في عالم الغرب قرارات رسمية تقنن المثلية والفاحشة وتبيح الزواج بين الجنس الواحد وتفخر بذلك وتعده جزءا من ثقافتها ويعبر زعماؤها أنه احتفال وانتصار للحب وفي الواقع إنه ليس انتصارا فذلك يهدم القواعد الإسلامية ويشرع الفساد والانحلال فهي بداية النهاية للأمم التي عملت وفسدت وانتكست. واعتبر زواج المثل وصمة عار في المجتمعات، مؤكدا أنهم يسعون في القريب العاجل إلى تطبيقه عالميا وليس في دولهم فقط، فهم يقدمون تلك القرارات على أنها جزء من ثقافتهم ومن ثم نشرها عبر وسائل الإعلام والترويج إليها، وقال: يجب علينا تحصين أولادنا وأسرنا من مثل هذه الفواحش والتأكيد على أهمية الاعتزاز بالإيمان والاعتزاز بالهوية الإسلامية.
مشاركة :