مانشستر سيتي يواجه مستقبلاً غامضاً مع بدء إجراءات استئناف الإيقاف الأوروبي

  • 6/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل كانت هناك فترة فاصلة في تاريخ أي نادٍ في كرة القدم الحديثة أكثر غرابة من الأحداث الدرامية التي يمكن أن يشهدها نادي مانشستر سيتي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة؟ هذا هو السؤال الذي قد يكون مهماً لعشاق مانشستر سيتي فقط في الوقت الحالي. ربما يتم نسيان هذا الأمر في ظل غرابة الحياة الرياضية بشكل عام في الوقت الحالي بسبب تفشي فيروس كورونا. وعلى الرغم من أن هذا الموسم يبدو من دون ملامح واضحة لجميع الأندية في الوقت الحالي، فإن ما ينتظر مانشستر سيتي يبدو أكثر إرباكاً وإزعاجاً بكثير. وسوف يستأنف الدوري الإنجليزي الممتاز مبارياته في السابع عشر من الشهر الحالي، على أن تلعب المباريات من دون جمهور، ولكي يتم التغلب على الصمت الرهيب الذي سيسود المدرجات هناك اقتراح بتشغيل أصوات الجمهور عبر مكبرات للصوت. إنها فكرة جيدة بكل تأكيد. صحيح أننا لا نسمع أي شيء في مباريات الدوري الألماني الممتاز سوى صرخات المديرين الفنيين الذين يقفون بجوار خط التماس، وقد يكون ذلك مريحاً لكرة القدم الألمانية، لكنني أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً في كرة القدم الإنجليزية. ومن المؤكد أن كل شخص سوف يبذل قصارى جهده من أجل أن تعود مباريات كرة القدم الإنجليزية بالشكل اللائق. ولا يوجد أدنى شك في أن اللاعبين يملكون المهارات والإمكانات التي تمكنهم من تقديم مباريات ممتعة ومثيرة، كما أنه لا يوجد شك في أن كل جمهور يعشق ناديه ويبذل كل ما في وسعه لمساعدته على تحقيق نتائج جيدة. لكن من المؤكد أيضاً أن التجربة التي نمر بها جميعاً الآن هي تجربة جديدة وغير مسبوقة وغريبة، وأنه قد تم استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على عجل من أجل الوفاء بالتزامات صفقات عائدات البث التلفزيوني! وقد تمت الإشارة خلال الأسبوع الحالي إلى أن مسابقة دوري أبطال أوروبا قد تستأنف مبارياتها في شكل بطولة مصغرة تضم ثمانية أندية وتنتهي في شهر أغسطس (آب). لكن هذا الأمر يعيدنا مرة أخرى إلى مانشستر سيتي، الذي قد يمر بفترة غريبة لمدة ثلاثة أشهر خلال هذا الموسم. فقبل توقف النشاط الرياضي بسبب تفشي فيروس كورونا، كان مانشستر سيتي واحداً من بين ناديين إنجليزيين فقط ما زالا يشاركان في ثلاث مسابقات، وهو ما يعني أن الفريق، بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، قد يلعب الآن 17 مباراة في غضون 10 أسابيع فقط حتى نهاية الموسم! ربما يكون من الممكن أن يلعب أي فريق هذا العدد من المباريات في الشتاء أو الربيع، على الرغم من أنه نادراً ما نرى هذا الجدول المضغوط من المباريات، خاصة أن النشاط الكروي متوقف بالكامل منذ ثلاثة أشهر، وهو ما يعني أنه ستكون هناك ضغوط هائلة على اللاعبين، من الناحيتين البدنية والذهنية عند استئناف الموسم. وعلاوة على ذلك، هناك عنصر آخر يتمثل في أن مانشستر سيتي ما زال ينتظر لمعرفة ما إذا كان سيتم استبعاده من مسابقة دوري أبطال أوروبا أم لا، بعد انتهاكه قواعد اللعب النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم! ويعني هذا أن الاستئناف المقدم من مانشستر سيتي أمام محكمة التحكيم الرياضية (كاس) ضد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيتم الاستماع إليه بينما لا يزال الموسم الكروي سارياً، حيث تم عقد جلسة الاستماع في هذا الصدد يوم الاثنين الماضي. وتشير تقارير إلى أن محكمة التحكيم الرياضية قد لا تتخذ قراراً نهائياً بهذا الشأن قبل شهر أغسطس المقبل. ومن المعروف أن المحاكم الأوروبية قاسية في أحكامها. ومن المؤكد أن التداعيات ستكون هائلة على مانشستر سيتي. فلو تم قبول الاستئناف المقدم من النادي وتم إلغاء العقوبة سوف تستمر الحياة ويكون هناك قدر كبير من التفاؤل، لكن إذا خسر النادي الاستئناف فسيكون الوضع مختلفاً تماماً. لقد كان مانشستر سيتي يمتعنا بالأداء الراقي الذي يقدمه، لكن قيل له فجأة إن هذا الأداء القوي بات دليلاً على أنه قد انتهك قواعد اللعب المالي النظيف من خلال إنفاق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد بمبالغ مالية كبيرة. واستنكر مانشستر سيتي الادعاءات بوقوعه في مخالفات، لكنه ذكر في البداية أنه «يشعر بخيبة أمل، لكن ليس بالدهشة» من هذا الحظر الذي فرض عليه. وأضاف سيتي في بيانه «ببساطة، هذه قضية بدأها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأقامها الاتحاد الأوروبي وأصدر الحكم فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم... مع انتهاء هذه العملية الآن، يبحث النادي عن حكم محايد في أسرع وقت ممكن». وقال فيران سوريانو، الرئيس التنفيذي لسيتي، «الادعاءات غير صحيحة. ببساطة هي غير صحيحة». وأضاف «لقد قدمنا الدليل، لكن في النهاية لجنة التحقيق اعتمدت بشكل أكبر على رسائل بريد إلكترونية مسروقة وخارج سياقها بدلاً من كل الأدلة التي قدمناها لما حدث وأعتقد أنه من الطبيعي أن نشعر بمثل هذه المشاعر». وتابع المسؤول الإسباني «في النهاية وبناءً على خبرتنا وملاحظتنا للموقف؛ فإن هذا الأمر لا يتعلق بالعدل بقدر ما يتعلق بالسياسة». وقد كان الفوز الذي حققه مانشستر سيتي على ريال مدريد في فبراير (شباط) الماضي، بعد 12 يوماً من العقوبات التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي، بمثابة تطور مثير للغاية في مسيرة النادي الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا؛ نظراً لأن فوز مانشستر سيتي بلقب البطولة خلال العام الحالي – في حال قدرته على تحقيق ذلك – سيكون بمثابة تحد استثنائي من لاعبي الفريق الذين ليس لهم علاقة بـ«الجريمة» الفعلية التي ارتكبها النادي. وفي النهاية، هناك شعور بأن مانشستر سيتي قادر على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، كرد على العاصفة القوية التي يتعرض لها في الوقت الحالي. وفي ظل خوض المباريات من دون جمهور لم تعد ميزة اللعب على ملعبك وبين جماهيرك لها أهمية كبرى في الوقت الحالي، كما أن الفريق في حاجة إلى الفوز في ثلاث مباريات فقط من أجل الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعد فرصة ذهبية بالنسبة له. ربما تسير الأمور الآن في مصلحة الإسباني جوسيب غوارديولا، المدير الفني للفريق، الذي يتصرف كما لو أن كل ثانية تمثل تطوراً آخر في مسيرته التدريبية الرائعة. وبغض النظر عن قبول أو رفض الاستئناف المقدم من مانشستر سيتي، فإن الفترة المقبلة ستكون مثيرة للغاية بالنسبة للنادي الإنجليزي. وإذا كان الجميع يخشون من أن كرة القدم ستكون مملة خلال الفترة المقبلة بسبب غياب الجماهير، فمن المؤكد أن الأسابيع العشرة المقبلة ستكون مليئة بالإثارة بالنسبة لنادي مانشستر سيتي! وسيصيب القلق الإسباني غوارديولا؛ لأن خسارة النادي هذه القضية قد تتسبب في رحيل عدد من اللاعبين المميزين بالفريق. وقال روبرتو مارتينيز، المدير الفني للمنتخب البلجيكي، إن نتيجة هذا الاستئناف قد تقنع البلجيكي الدولي كيفن دي بروين نجم خط وسط مانشستر سيتي على الرحيل من النادي. وجمع سيتي 93 مليون يورو من جوائز مالية وإيرادات حقوق النقل التلفزيوني من خلال الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي؛ ما يعطي مؤشراً عن حجم الخسائر التي ستنجم عن استبعاده القاري، والتي يضاف إليها أيضاً عائدات تذاكر المباريات والإيرادات التجارية، ما سيجعل من الصعب على النادي تلبية شروط اللعب الماضي النظيف مستقبلاً من دون خفض التكاليف.

مشاركة :