رغم الأجواء الودية قبل مواجهة الجارين اللدودين تشيلي والأرجنتين في نهائي كوبا أمريكا اليوم، فلا يمكن لهذه الروح أن تبعد عن الأذهان ما حصل عام 1978 حين كان البلدان بقيادة الدكتاتورية العسكرية، حينها كانا قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب لا تحمد عقباها بسبب نزاعهما حول تحديد حدود قناة بيغيل وملكية الجزر الثلاث بيكتون ولينوكس ونويفا التي تقع عند فوهة هذه القناة. وذلك النزاع لم يكن بالشيء الجديد لأنَّ الدولتين كانتا متنازعتين منذ عقود على ملكية المناطق الواقعة فى أقصى الجنوب لكن الأمور لم تصل بينهما إلى هذا الحد من التدهور والتوتر، كما حدث في 1978 حين كان الطرفان على أهبة الاستعداد العسكري لدخول الحرب لولا تدخل البابا جان بول الثاني للعب دور الوسيط لتجنيب أمريكا الجنوبية بأكملها نزاعًا دمويًا. ويرجع تاريخ النزاع بين تشيلي والأرجنتين إلى السنوات بين 1880 و1890، أي منذ حاولت الدولتان تقسيم إقليم بتاغونيا الجنوبي بينهما تحت إشراف بريطانيا، وبعد أن أعلنت الجمعية الجغرافية الملكية فى لندن أنّ رأس هورن هي الحد الفاصل بين المحيط الهادىء والمحيط الأطلسي، وقد تم في ذلك الوقت توقيع معاهدة حدود بين الدولتين، لكن المطامع الاقتصادية والسياسية والعسكرية وقفت دائمًا حائلًا دون بلوغ اتفاق نهائي، كما أن مساندة ديكتاتور تشيلي أغوستو بينوشيه لإنجلترا في حرب الفوكلاند ضد الأرجنتين أدت لتأجيج الصراع.
مشاركة :