قال الكاتب الصحفي، أشرف العشري، إن اجتماع مجلس الأمن القومي المصري اليوم، فيما يتصل بملف سد النهضة كان على درجة كبيرة من الأهمية، حيث بحث جميع التفاصيل المتعلقة بسد النهضة والمراوغات الإثيوبية، خاصة بعد التحدي الإثيوبي بالإعلان عن عزم أديس أبابا على ملء بحيرة السد ولن تتوقف أمام أي نوع من المطالب. وأضاف العشري، خلال لقاء لفضائية “الغد”، أن الاجتماعات التي تمت بين مصر والسودان وإثيوبيا برعاية أمريكية سارت بشكل طبيعي وتم خلالها التوافق على 90% من من القضايا وسط أجواء إيجابية، متابعاً أن الـ 10% المتبقية كانت “تملّص” إثيوبي، واعتبرت مصر أن هذا الأمر مخل بكل ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي أمام القاهرة عدة خيارات منها اللجوء لمحكمة العدل الدولية والتهديد بإمكانية تعطيل ما يُعرف بسد النهضة عبر مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأشار العشري إلى أن مصر والسودان قدمتا شكاوى ضد إثيوبيا، وهو ما يجعل أديس أبابا تخشى من لجوء القاهرة والخرطوم من اللجوء لمجلس الأمن خلال الفترة القادمة لعقد جلسة خاصة، لافتا إلى العودة للمفاوضات والاستجابة للدعوة السودانية يؤكد أن هناك رغبة إثيوبية في العودة للمفاوضات دون توفير ضمانات. وأكد أنه لم يعد ينطلي على مصر والسودان محاولات إضاعة الوقت، واليوم خلال اجتماع مجلس الأمن القومي المصري قامت القاهرة بقطع الطريق على إثيوبيا وطالبت بتحديد إطار زمني محدد ومحكم، مشيراً إلى أن الجولات الباقية لن تكون كما حدث في واشنطن، أي نوع من الهروب الإثيوبي هذه المرة سيقابل بالكثير من المواقف الصارمة من قبل مصر والسودان، خاصة في ضوء التحول الإيجابي في موقف الخرطوم مؤخراً برفض المواقف الإثيوبية بهذا الشأن. وأوضح العشري أن هناك من أسباب مُضي أديس أبابا قُدماً في ملء بحيرة السد، هو وجود انتخابات في إثيوبيا في أغسطس القادم، ويواجه رئيس الحكومة، آبي أحمد، الكثير من المخاطر في ضوء وجود حركات إنفصالية وعنصرية داخل البلاد، ومواجهة الكثير من الضغوط ومخاوفه من الخسارة في الانتخابات، لذا وعد الإثيوبيين أن السد سيلعب دوراً في مسار التنمية الشامل في البلاد، ويعوّل كثيراً على مسألة الإسراع في ملء السد لما قد يكون له من دور في تعديل النتائج لصالح حزبه. وتابع أن أحمد استغل انشغال المجتمع الدولي بجائحة كورونا والاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة والقضية الليبية وغيرها لاستكمال مشروعه، إلا أن السودان وقفت أمامه هذه المرة. فيما نقلت رويترز عن مسؤول سوداني أن مصر والسودان وإثيوبيا استأنفوا، الثلاثاء، المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي وذلك بعد فشل وساطة قادتها الولايات المتحدة في وقت سابق من العام. وأن ثمة خلاف بين الدول الثلاث على ملء وتشغيل السد الذي يتكلف أربعة مليارات دولار، ويجري تشييده قرب حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق الذي يصب في نهر النيل. وكان من المتوقع أن تُبرم البلدان الثلاثة اتفاقاً في واشنطن في فبراير بخصوص ملء وتشغيل السد، إلا أن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى. وقال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، للصحفيين بعد اجتماع عبر الإنترنت استضافته الخرطوم مع نظيريه من مصر وإثيوبيا إن مزيدا من الاجتماعات ستعقد هذا الأسبوع على مستوى السفراء.
مشاركة :