القاهرة - حذرت القاهرة السبت من "إضاعة مزيد من الوقت" في ملف سد النهضة الإثيوبي مطالبة بتدخل سياسي في الأمر وإزالة أية عقبات قد تعيق إتمام الدراسات الفنية للسد وتأثيرها على مصر. وتنتظر مصر والسودان وإثيوبيا وفق اتفاق تم في سبتمبر/أيلول 2016 نتائج مكتبين استشاريين فرنسيين يقومان بإعداد ملف فني عن السد وأضراره على أن تنتهي الدراسات في أغسطس/آب المقبل وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد مباحثات مع نظيره الاثيوبي وركنا جيبيو ان "اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان يؤكد بكل وضوح على ضرورة الالتزام بنتائج دراسات السد وتأثيراته المحتملة". وفي مارس/آذار 2015 وقّعت وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم وتضمنت موافقة على استكمال إجراءات بناء السد مع إجراء دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول الثلاث إثيوبيا بلد السد ودولتي المصب السودان ومصر. وتابع وزير خارجية مصر أن "إضاعة المزيد من الوقت دون إتمام الدراسات في موعدها سوف يضع الدول الثلاث أمام تحديات جسام". وأوضح أن "الأمر يتطلب التدخل السياسي من أجل وضع الأمور في نصابها لضمان استكمال المسار التعاوني الفني القائم". وطالب شكري بـ"عقد اجتماع فوري للجنة الفنية الثلاثية على مستوى وزاري لاتخاذ القرار المناسب تجاه التقرير الاستهلالي الذي قدمه المكتب الاستشاري الذي لم يتم الاتفاق عليه حتى الآن". وكانت تمت مناقشة أول تقرير "مبدئي" في أبريل/نيسان الماضي خلال اجتماع فني ثلاثي بالقاهرة ولم تعلنه نتائجه رسميا بعد. ووفق بيان الخارجية المصرية، شدد شكري على "إزالة أية عقبات قد تعيق إتمام هذا المسار لتسهيل الانتهاء من الدراسات المطلوبة في موعدها المقرر دون أي تأخير". وأكد وزير الخارجية المصري لنظيره الإثيوبي أن "مصر هي الطرف الرئيسي الذي يمكن أن يتضرر من استكمال بناء السد وبدء تشغيله دون أخذ الشواغل المصرية بعين الاعتبار". وشدد الوزير الإثيوبي وفق البيان على "التزام بلاده بإعلان المبادئ الثلاثي والتعاون مع مصر من أجل استكمال المسار الفني الثلاثي والانتهاء من الدراسات في موعدها". واتفق الجانبان المصري والإثيوبي على "أهمية البدء فى الإعداد لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى القيادتين السياسيتين" وفق بيان الخارجية المصرية. وتتخوف القاهرة من تأثيرات سلبية لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب مصدر المياه الوحيد في مصر بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له خاصة في مجال توليد الطاقة ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل السودان ومصر.
مشاركة :