عندما نقرأ معلومة أو نستمع لحديث او نشاهد خبرا في مواقع التواصل فإننا ننقسم الى فريقين امام هذه المعطيات ،الفريق الأول يصدق دون تفكير ولا تحليل ويبادر بالنشر في جميع القروبات دون تثبت ولاحتى تمحيص بل وفي بعض الأحيان تجد هذا الناشر يطلب من الجميع التعميم بالنشر وأن لاتقف الرسالة عنده؛ وعليه ينتشر الخبر حتى لو كان مغلوط او غير صحيح محدثا" بلبلة إجتماعية غير محمودة العواقب. وقد حذرت الدوله أيدها الله ممثلة في النيابة العامة من مغبة النشر الغير ممصدر أو ااغير مثبت وان له عواقب وخيمة تصل للغرامة والسجن او بكليهما معا . والفريق الثاني هو القسم المتعقل الفاهم الذي يطلب من المرسل مصدر الخبر أو مشاركته بالنقاش وتحليل الفكرة و تمحيصها بتفنيد مناحي الخبر وابعاده وتأثيراته السياسية والإجتماعية والإقتصادية . فهناك أخبار يتناقلها مرتادوا مواقع التواصل ربما تكون صحيحة ولكنها تسريبات من بعض عديمي الأمانة العملية والعلمية ولا تصلح للنشر إلا بطريقه احترافية مقننة وعبر قنوات رسمية لكي تصل لجميع شرائح المجتمع بشكل يفهمه الجميع و كما ينبغي لكي لاتحدث هذه المعلومات والأخبار هلع و بلبلة ولغط يؤثر على المجتمع بشكل سلبي . ومن هذه الأخبار فيديو متداول على نطاق واسع يكرس لنظرية المؤامرة في جائحة كرونا وأن العالم ستقنن فيه الحياة ليصل عدد الأحياء خمسمائة مليون نسمة فقط وأن مجموعة صغيرة من البشر ستتحكم في تصرفات كل الناس عبر زرع شريحة ذكية في جسم الإنسان يتحكم فيها عن بعد من قبل البعض . إنتهت الإشاعة المضحكة المبكية ؛ نعم إنها مضحكة لأن محتوى الخبر غير متناسق ولايدخل العقل ومرفوض شكلا و موضوعا ؛ فلو كان هذا الكلام صحيح لكان من الخطط السرية التي لايطلع عليه العوام بل ينفذ بأجندات منظمة وفق خطط زمنية مقننة فبذلك رفضت شكلا ورفضها موضوعا يأتي من مشاهداتنا ومعايشتنا لما تبذله اجهزة الدولة ذات العلاقة من جهود مضنية للتقليل من الإصابات والوفيات وتحمل الخسائر الإقتصادية الفادحة من أجل حياة الإنسان على الأرض والحفاظ عليها ورغم ان مملكتنا الحبيبة من أوائل الدول التي رفعت شعار الانسان اولا إلا ان هناك دول اخرى حذت نفس الحذو . فمن أين اتت فكرة أن هناك فئة متربصة بحياة الشعوب لتقليل عدد الأحياء . و أكاد اجزم أن من يطلق مثل هذه الخزعبلات لايعي مايقول أو يصور؛ وهدفه إحداث نوبة هلع شعبية ليمرر افكار سوداوية تعيد البشرية لمربعات تعدتها منذ زمن بعيد . عزيزي القارئ ليس كل مايقال يصدق وليس كل حقيقة قابلة للنشر العام فهناك أمور لايجيد التعامل معها إلا المختصين الرسميين والمكلفين من قبل ولي الأمر حفظه الله لكي يقوم هذا المختص بمعالجة الأمر وتهيئته للاندماج في مجريات حياة الشعوب اما أن يترك الأمر للعوام فهذه فوضى حياتيه لاتكون حتى في البيئة الحيوانية؛فرب الكون سبحانه وتعالى نظم الشان الحياتي لجميع الكائنات فجعل لكل مجموعة قيادة منظمة ومحافظة على أنظمتها البيئية ، فما بالنا بالبشر المتحملين الأمانة الإلهية . يا سادة اتباعنا لما انزل الله من ترتيب ونظام سيضعنا امام امانة اتباع لا ابتداع . فلا نقبل كل مايقال لنا عبر وسائل التواصل على انها مسلمات ونتولى مهمة نقلها . و بأمر الله جائحة وباء كورونا أمر طبيعي وقد تعرضت البشرية لمثله على مر العصور وسوف ينجلي هذا الوباء ويزول بقدرة الله ثم بتضافر الجهود الرسمية والشعبية. فلنقف صفا" واحدا" خلف قيادتنا بالإلتزام بالإحترازات المقررة من وزارة الصحة واتباع الأنظمة المرعية من الجهات الحكومية ذات العلاقة،وفي الحديث الشريف عن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام "كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ماسمع" حديث صحيح رواه ابوداوود . فعلينا جميعا توخي الحذر و التمعن عند نقل الأخبار الغير رسمية حتى لو كانت صحيحة . ادعو الله العلي القدير أن يعلمنا ماينفعنا وينفعنا بما علمنا . والله من وراء القصد ...
مشاركة :