نقد داعش وأعماله ليس جريمة - هاشم عبده هاشم

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

•• عندما نتأمل حال المسلمين.. •• ونقارن (مثلاً) بين ما شهدته "غزوة بدر"، وبين ما تعيشه الأمة الآن.. فإننا لا بد وأن نُصاب بالصدمة.. •• فعلى الرغم من أن المسلمين في بداية عهد الرسالة المحمدية.. كانوا قلة وفي مرحلة تكوُّن أمة.. وسط أعداد هائلة من الشعوب المسكونة بالضلالات من كل نوع.. إلا أن المسلمين في تلك الفترة كانوا أشد فهماً لعقيدة السماء.. وتحملاً لمسؤولية العمل على نشرها.. والإلمام بها.. وبمصادر القوة والسماحة فيها.. •• لكن الحال الآن غير كل هذا مع الأسف الشديد.. •• وإلا .. فكيف وبمَ نفسر إقدام تنظيم إجرامي مثل تنظيم داعش على قتل المسلمين في المساجد.. وأثناء أداء الصلوات؟ •• وكيف تستطيع فهم ما يقوم به المنتسبون إليه أو المتعاطفون معه من اعمال "بربرية" وغير إنسانية.. في الوقت الذي حرم الله فيه دم الإنسان المسلم.. وحتى غير المسلم فإن الله نهى عن البغي والعدوان.. والتعدي على المستأمنين؟ •• هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم يؤكد أن هناك حالة انفصام بين بعض المسلمين وبين فكرهم الذي انطلق من عقيدة إيمانية خالدة.. •• وما يؤسف له .. هو أن يكون بيننا من يشجع الشباب على اعتناق هذا الفكر المأزوم.. رغم سوداوية .. وبشاعة أفعال من يمارسون فظائعه.. •• كما أن ما يؤسف له أيضاً.. هو أن نخلط بين أسس وثوابت ومبادئ الإسلام الصحيحة، وبين ما يقوم به هؤلاء القتلة على أنه جهاد يبتغون من ورائه الشهادة.. •• هذا الخلط يجب أن يتوقف فوراً.. لأن انتقاد.. وتسفيه الأعمال الإجرامية التي يقوم بها داعش والداعشيون هو كشف لهم.. وتعرية لأعمالهم الإجرامية.. بكل ما تنطوي عليه من إساءة للإسلام.. وتشويه لحقيقة المسلمين ولعظمة الفكر الذي يقدمونه بصورة سيئة ومسيئة لكل القيم والأعراف والمواثيق.. وبالتالي.. فإنه ليس في أي شكل من أشكال النقد والتسفيه لهذا السلوك أي إساءة لعقيدة السماء.. حتى يعتبر ذلك النقد ضدها.. أو استخفافاً بها.. •• والذين يتابعون "تويتر" يدركون – مع الأسف الشديد – مدى حجم الخطر الذي تتجه إليه أمتنا.. عندما نجد من يدافع عن هذا التنظيم المجرم.. أو يحاول أن يصم كل نقد له.. بأنه ضد عقيدة السماء.. بل ويحاول ان يصور الأعمال التي يقوم بها التنظيم على أنها تهدف إلى الوصول إلى مرضاة الله.. وقد كذبوا.. لأن الله سبحانه وتعالى.. يريد الخير بالإنسان.. ودين السماء الحق.. يحث على التسامح.. والمحبة.. والوئام بين عباد الله.. وليس قتلهم.. وتدمير ممتلكاتهم واستباحة أعراضهم.. كما يفعل هذا التنظيم المجرم.. •• إننا بحاجة للعودة إلى عقيدة السماء.. وإلى استشراف المعاني السامية للغزوات والفتوح الإسلامية الأولى التي أسست لدولة الإسلام على قواعد إنسانية وأخلاقية عظيمة.. لكي ندرك أن ما تقوم به التنظيمات الإرهابية.. أو تطالب به.. أو تدعي انها تسعى إليه بإقامة دولة الخلافة.. إنما هو ضد خير الإنسانية.. وأمن مجتمعاتها.. وسلامتها.. وليس من الإسلام والخلافة في شيء.. •• وما أطالب به الآن هو.. أن نتحرك بسرعة لمحاسبة كل من يروج لهذه التنظيمات الخطيرة.. ومعاقبتهم بأشد العقوبات والإعلان عن كل حالة.. بدل تجاهل ما يقومون به.. أو يدعون إليه.. أو يزينون أمره لشباب أمعنوا في تضليله.. وفي الكذب عليه.. ولا يترددون في استخدامه للعمل معهم من أجل قيام الدولة الوهم التي يسعون إليها.. ويجدون في أعداء عقيدتنا.. وأمتنا.. من يغذيهم.. ويدعم أعمالهم الإجرامية ويتظاهر بأنه يحاربهم.. ويعمل على تصفيتهم والقضاء عليهم.. •• إن الاحتفاء بمناسباتنا الإسلامية العظيمة وتذكرها ينبغي أن يقترن بحملات واسعة لتصفية هذه البؤر.. وتخليص الأمة من تلك الأوكار.. والضرب بيد من حديد على كل من ينشر فكر داعش أو يروج له.. أو يقود أبناءنا إلى الهلاك بتشجيعهم على "الإعجاب" به.. أو التعاطف معه.. •• لقد صدرت بعض القرارات التي تجرم تلك الأفعال وتقر مبدأ إنزال أشد العقوبات بهم.. لكننا نراهم يسرحون ويمرحون عبر وسائل الإعلام.. ومن داخل مدارسنا.. وفوق منابر مساجدنا.. ومن خلال مختلف التطبيقات الإلكترونية.. وكثير منهم مشهور ومعروف.. ولا من يقول لهم قف عند حدك.. • ضمير مستتر: •• الصمت على من يشيع الفتنة.. أو يروج للأعمال الإجرامية.. أو يدعو للتعاطف مع التنظيمات الإرهابية جريمة بكل المقاييس يجب وضع حد لها ولهم..

مشاركة :