هناك أعمال لا تنسى مهما دار الزمن ولاتزال راسخة في عقول المشاهدين لأنها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي ربما لا نجدها في الأعمال الحالية.. من خلال هذه الزاوية سنتذكر تلك الأعمال حتى تظل خالدة. شهدت فترة الثمانينيات، من القرن الماضي، إنتاج تلفزيون الكويت للعديد من الأعمال، التي كانت ولا تزال راسخة في أرشيف الفن الكويتي، وذلك لما كان لها من أصداء كبيرة. ويعد مسلسل خالتي قماشة من ابرز هذه الأعمال، خصوصا ان العمل حمل الطابع الكوميدي الاجتماعي، القريب من المجتمع الكويتي في تلك الفترة. والعمل كانت أحداثه تدور في منزل الأم العجوز قماشة، وهي التي تقوم بدورها الفنانة حياة الفهد، حيث تسعى قماشة الى الحفاظ على سلوك أبنائها، وذلك لكي تبقى مسيطرة عليهم، وعلى زوجاتهم، حيث انها تضع كاميرات تجسس في حجرات أبنائها المتزوجين، من اجل ان تبقى على اطلاع دائم على ما يودون القيام به. ويتزوج ابنها سلطان، وهو الذي الذي يقوم بأداء دوره الفنان غانم الصالح، وهو آخر العنقود، تزوج محبوبة وهي التي تقوم بدورها الفنانة سعاد عبدالله، التي تكتشف سر هذه الكاميرات، لأنها المتعلمة الوحيدة في المنزل، وهي ايضا أم الاختراعات. وتدور أحداث مسلسل خالتي قماشة، والمشاكل تزداد بين محبوبة وقماشة، وذلك بتحريض محبوبة زوجتي الابنين الآخرين على حماتهما قماشة، لتستمر الخلافات بينهن. تسلسل أحداث هذا العمل، والطريقة الكوميدية الاجتماعية كانا وراء نجاح هذا العمل، الذي أكد نجومية من شاركوا فيه، حيث لاتزال الأسماء المشاركة نجوما في الساحة الفنية الكويتية، ومن توفاه لله منهم لاتزال ذكرى وجوده في هذا العمل باقية. ومن خلال حديث عدد من أبطال هذا العمل اكتشفت أمورا كانت خافية أثناء عرضة، ومنها أن هناك عدة أسماء مقترحة كعنوان للمسلسل قبل مسمى خالتي قماشة مثل بيت العز، مدرسة الزوجات، إمبراطورية قماشة، الخالة قماشة. كما ذكر أن سيدة الشاشة الخليجية الفنانة حياة الفهد رفضت النص للمرة الأولى حين عرض عليها، حيث قالت: إن فكرة المسلسل أقرب للخيال، ولكن وبإصرار من بقية الكاست وافقت وأصبح خالتي قماشة جزءا لا يتجزأ من حياة الفهد ونقطة مميزة في تاريخها الفني. كما كانت هناك بعض الأسماء المقترحة للمشاركة في هذا المسلسل لكنها لم تشارك منها سمير القلاف، انتصار الشراح في دور لطيفة ابنة قماشة، نبيل شعيل في دور عادل ابن قماشة، لكن شاءت الأقدار آنذاك بعدم مشاركتهم.
مشاركة :