في وقت تكثر المسلسلات الدرامية، وتقل البرامج التي تعكس أجواء شهر رمضان وقيمه وخصوصيته في كثير من القنوات الفضائية، تطل علينا الزميلة فاتن قبيسي من خلال برنامج «العرض مستمر» عبر شاشة «الميادين» في توليفة تجمع بين الدراما الرمضانية والتراث وقيم التسامح والفنون الشعبية والعادات والتقاليد والإنشاد الديني. ويعكس البرنامج عبر هذا المزيج خصائص رمضان في عدد من الدول العربية التي زارتها قبيسي، إلى جانب تقارير أعدها مراسلو القناة. واعتمد البرنامج الإيقاع السريع والفقرات المتحركة الموزعة إلى أربع، بحيث نرى مقدمة البرنامج تارة في كواليس المسلسلات الرمضانية تجري مقابلات مع صناعها، وتارة أخرى تلتقي مختصين في علم النفس وفي علم الاجتماع ورجال دين، وطوراً تحاور منشدين دينيين، مستخدمة أسلوباً انسيابياً وحيوياً في الحوار مع الضيوف على تنوعهم. وأتاح «العرض مستمر» التعرف إلى جوانب غير مرئية في عدد من الدول العربية والإسلامية التي تتصدر عادة نشرات الأخبار بأحداثها الأمنية والسياسية، فإذا بـ «العرض مستمر» يكشف عن وجوه أخرى لها من خلال ظواهر اجتماعية وإنسانية، ما أتاح للمشاهد أن يكتسب معرفة جديدة تميزت بأنها سريعة الهضم. ولعل أهمية البرنامج (المنتج المنفذ رلى أبو شقرا والمخرجة هالة بو صعب) تبرز من خلال عرضه على قناة إخبارية تزدحم فيها برامج الحوار السياسي، فبدت مادة مطلوبة بقصد التنوع. وقد يكون مفيداً ألا يقتصر عرض مثل هذه البرامج على شهر الصوم، وما يفرضه من تنوع على الشاشات، بحيث تعتمد «الميادين» برامج مشابهة تتناسب طبيعتها مع عرضها خارج رمضان، خصوصاً أن وجود مثل هذه البرامج من شأنه أن يوسع مروحة الخيارات أمام مشاهدي المحطات الإخبارية، وربما يساهم أيضاً في استقطاب شرائح إضافية، عدا عن أنه يوسع مفهوم المحطة الإخبارية فيخرجها من نمطية الأخبار والبرامج السياسية إلى أفق يحاكي اهتمامات المواطن العربي من زوايا جديدة. وتطل قبيسي في حلقة الليلة (11 مساء) من بيروت، لتقدم كواليس مسلسل «العشق الممنوع»، وتنتهي في تونس عبر فقرة الإنشاد الديني، وتعرج بينهما إلى محطات في بلدان عدة. ويبقى السؤال: هل يستمر بث «العرض مستمر» بعد شهر رمضان؟
مشاركة :