مشاركون بريطانيون يشيدون بمنظومة المملكة لمكافحة الجائحة العالميةأقامت سفارة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة محاضرة مرئية بعنوان «جهود مملكة البحرين في مكافحة جائحة كورونا: الإجراءات المتخذة والدروس المستفادة»، بمشاركة كبيرة من النواب البريطانيين والمهتمين.وتقدّم المشاركين في المحاضرة وزير الظل لشؤون الدفاع في البرلمان البريطاني النائب خالد محمود، والنائب أفضال خان، والنائب رويستون سميث، واللورد جيريمي براوفيس، إضافة إلى ممثلين عن وزارات خارجية المملكة المتحدة ومملكة إسبانيا وجمهورية أيرلندا ومملكة هولندا، وعدد من المختصين والصحفيين، إذ أشادوا جميعًا بأهمية المحاضرة من حيث نقل التجربة الناجحة لمملكة البحرين، والتعرف على الخبرات المتقدّمة في مجال الوقاية والعلاج والإجراءات المتخذة.وأشار الشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة، في كلمته الافتتاحية للمحاضرة، إلى أهمية التعاون بين دول العالم في مكافحة الجائحة لكونها كارثة دولية، وضرورة تبادل الخبرات في هذا المجال لما له من أهمية في الحد من انتشارها، والسعي إلى الحصول على أفضل الممارسات في هذا المجال، وأن هذه المحاضرة تأتي في هذا السياق وبحضور مميز لخبراء من فريق مملكة البحرين الذين قاموا بعمل كبير ومشهود له من الجميع خلال الأشهر الماضية، وتُعد هذه المحاضرة فرصة للاستفادة من هذه الخبرات ونقل تجربة مملكة البحرين الناجحة لأصدقائنا في المملكة المتحدة والدول الأوروبية.وقدّم الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عرضًا لخّص من خلاله أهم الإجراءات المتخذة من قبل مملكة البحرين عبر التسلسل الزمني الذي بدأ قبل تسجيل أي حالة قائمة في البحرين، من خلال توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، بتشكيل فريق وطني لمكافحة فيروس كورونا، والذي ضم جميع الجهات المعنية في المملكة، مؤكدًا أن مملكة البحرين لم تحتج إلى إغلاق كامل أو حظر تجوال، كما حدث مع عدد من الدول، وذلك لوجود الاستعداد الكافي والمعلومات الوافية للحالات وإجراءات التتبع الإحصائي عبر التطبيق الإلكتروني (مجتمع واعي) في الهواتف وإجراء الفحوصات المختبرية، إذ تُعد مملكة البحرين في مرتبة متقدمة بالنسبة لدول العالم فيما يتعلق بنصيب الفرد من الفحوصات مقارنة بنسبة عدد السكان، وهو الذي يتم من خلال مراكز متخصصة للفحص والوحدات المتنقلة وغيرها من وسائل.كما أشار الدكتور المانع إلى إنشاء وحدات العناية القصوى للحالات القائمة التي تحتاج للعناية بما يفوق عدد الحالات القائمة، ما كان له أثر كبير وهو من أهم الإنجازات التي سهّلت من العناية والرعاية للحالات القائمة، ما قلل من عدد الوفيات، مؤكدًا مبدأ الشفافية الذي تعتمده وزارة الصحة في التعامل مع هذه الجائحة من حيث نشر جميع الإحصاءات للحالات بشكل يومي، ما رفع من درجة الوعي لدى المواطنين والمقيمين.وأشار البروفيسور جون آشتون المستشار السابق في وزارة الصحة بالمملكة المتحدة -الذي أكد إطلاعه على ما يقوم به الفريق البحريني المعني بمواجهة الفيروس- إلى أن مملكة البحرين قد قامت بعمل كبير يستحق التركيز عليه، وقد سبقت جميع الدول للاستعداد لهذه الجائحة منذ يناير 2020، أي بنحو ما يقارب شهر قبل إعلان أول حالة، مشيدًا بشمولية النموذج البحريني الذي لم يغفل الجانب الإعلامي والتوعوي المهم في مواجهة مثل هذه الجائحة من خلال تكليف فريق مختص بهذا الجانب وإطلاق حملة وطنية بعدة لغات لهذا الغرض، بالإضافة إلى الجانب الطبي وتشكيل فريق غرفة العمليات.وذكر آشتون أن البحرين امتازت بعدد فحوصاتها الذي يفوق أكثر دول العالم، والإبقاء على الأعمال والأسواق مفتوحة بشكل جزئي ما حافظ على سير الحياة بشكل طبيعي، وهذا ما لم تستطع العديد من الدول القيام به لعدم استعدادها بشكل جيد أو لقلة الوعي، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على تلك الدول لاحقًا للتعامل مع الجائحة بشكل متأخر، ما ضاعف عدد الوفيات، على عكس ما هو حاصل في البحرين التي تعد من أقل الدول من حيث عدد الوفيات من الفيروس، مشيدًا بإجراءات البحرين لحماية جميع الفئات في المجتمع متضمنة العمال الأجانب، مع أهمية أن يتم تعميم مثل هذه التجارب الناجحة وتوثيقها، معربًا عن تمنياته أن يتم الاستفادة منها من قبل المعنيين في المملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية.
مشاركة :