الدوحة -الراية: استعرضت حلقة برنامج الحقيقة أمس على تليفزيون قطر، أبعاد المبادرة الجديدة لحل الأزمة الخليجية بوساطة دولة الكويت الشقيقة مؤكدة على موقف قطر الثابت من الحرص على وحدة مجلس التعاون الخليجي واحترام السيادة والحوار كأساس لحل الأزمة الخليجية. وأشار تقرير البرنامج إلى أن الأزمة الخليجية تدخل عامها الرابع وفي الأفق هذه المرة مبادرة جديدة للحل من الوساطة الكويتية. ورحبت دولة قطر على لسان سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بالمبادرة ووصفت الأجواء التي تحيط بها بالإيجابية. وأعرب سعادته عن أمله في أن تكون مختلفة عن سابقاتها. ونقل التقرير في مقطع فيديو تصريحات سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لقناة الجزيرة قائلًا «هناك جهود تقودها دولة الكويت وتعمل بها الولايات المتحدة لرأب هذا الصدع، وإيجاد حل لهذا الخلاف، والذي تنظر له دولة قطر بإيجابية وتسهم فيه بشكل إيجابي وبناء». وحدة مجلس التعاون وأشار التقرير إلى أن دولة قطر أعربت كذلك عن حرصها على وحدة مجلس التعاون الخليجي رغم أن الحصار أضر بسمعة المجلس، لافتًا إلى حديث سعادة وزير الخارجية وتأكيده على أن دولة قطر لن تكون سببًا في انهيار منظومة مجلس التعاون قائلًا «نحن حريصون على وحدة مجلس التعاون بغض النظر عما حدث، اليوم الكل يدرك أن هذه الأزمة وحصار دولة قطر أضر بمجلس التعاون وسمعته وأضر بسمعته أمام شعوبه». إقحام الشعوب ونوه التقرير بإعراب سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أسف دولة قطر لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في شن حملة كراهية ضد دولة قطر وإقحام الشعوب في هذه الحملة وتورط بعض المغردين وخصوصًا من دولة الإمارات في حملات إساءة تجاوزت على الحرمات والنساء حيث كانت هذه التجاوزات تعتبر خطًا أحمر في المجتمعات الخليجية. اتفاق الرياض نوه التقرير بتأكيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على أن دولة قطر كانت ملتزمة باتفاق الرياض ومحاضر مجلس التعاون الخليجي تثبت ذلك، وأما الانقلاب على هذا الاتفاق فكان واضحًا بالإجراءات التي تم اتخاذها من دول الحصار لأن اتفاق الرياض ينص بشكل واضح على آلية لتسوية أي نقاط خلافية، ولم تستخدم هذه الآلية، ما يعني أن الدول المحاصرة هي التي خرقت اتفاق الرياض، ولم تحترمه، وأكد سعادته في حديثه لقناة الجزيرة، «التزام دولة قطر بالاتفاق والانقلاب على هذا الاتفاق هو واضح بالإجراءات التي تم اتخاذها من قبل هذه الدول للأسف، لأن اتفاق الرياض ينص بشكل واضح على أن هناك آلية لتسوية أي نقاط خلافية ولم تستخدم هذه الآلية فلماذا يتحدثون عن احترام اتفاق الرياض وهم لم يحترموه في المقام الأول». ولفت سعادة وزير الخارجية إلى أن الدوحة تأمل في أن تكون هناك خطوات فعلية بشأن مبادرات الحل ليس لأسباب خاصة بها ولكن لأجل مجلس التعاون ومنظومته ولأجل شعوب المنطقة ولأجل الأمن الإقليمي الذي تتضرر بسبب هذا الحصار.وختم التقرير بأن دولة قطر أكدت منذ اليوم الأول لبدء الأزمة على أهمية الحوار كسبيل أوحد لحل الأزمة وأن تحترم الحلول المقترحة على سيادة الدول وتنص على التزامات تبادلية بين جميع الأطراف إلا أن الدول المحاصرة تصر على حلول أحادية. مشروع وطني من جانبه أشار الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، إلى تأكيد دولة قطر الدائم حرصها على وحدة مجلس التعاون في أكثر من مناسبة مشيرًا إلى ضرورة إدراك المتغيرات التي يعيشها العالم وعدم قيادة المنطقة إلى الهاوية ودعا المسفر مفكري مجلس التعاون إلى تقديم مشروع وطني يدعم المبادرة الكويتية قبل الانهيار ودون انتظار لصراع محتمل بين الصين والولايات المتحدة في قادم الأيام، وضرورة السمو الأخلاقي حتى في الخصومة لأن الرأي العام الخليجي لا يقبل بما يجري في منطقتنا. قدرات الخليج بدوره أكد الدكتور مروان قبلان أستاذ العلاقات الدولية، على اهتمام دولة الكويت بنجاح جهود وساطتها ووحدة مجلس التعاون الخليجي الذي يعد بالأساس فكرة كويتية وما له من بُعد وجداني كبير لافتًا إلى دخول سلطنة عمان على خط التحركات لإنهاء الأزمة الخليجية لإدراكها أهمية هذا المجلس. وشدد على أن دول مجلس التعاون تمتلك قدرات سياسية واقتصادية وإعلامية وعسكرية كبيرة جدًا، حيث بلغ إجمالي الناتج القومي لدول مجلس التعاون الخليجي ١.٥ تريليون دولار، فضلًا عن احتضانها للأماكن المقدسة ما يعطيها نفوذًا ثقافيًا وفكريًا مهمًا، مشددًا على ضرورة استثمار هذه القدرات لصالح المنطقة وشعوبها بحل الأزمة الخليجية والحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي.
مشاركة :