ليلة رمضانية بـ"الشمالية" جمعت أهالي البديع وبني جمرة

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن مجموعة من أهالي قريتي بني جمرة والبديع وعدد من مناطق وقرى الشمالية عن موقف واحد صلب أمام كل مثيري الفتنة والتناحر والخلافات المذهبية والطائفية، وذلك في ليلة رمضانية استضافتها المحافظة الشمالية مساء أمس الأول الجمعة بمجلس المحافظة بالجنبية. ووفق هذا الموقف الوطني الكريم، قال محافظ الشمالية علي الشيخ عبدالحسين العصفور أن فكرة هذا اللقاء جاءت في هذا الوقت العصيب التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، ومنطقة الخليج العربي تحديدًا من مخاطر وتهديدات وأحداث وحوادث إرهابية مفجعة كما حدث في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وما يحدث في بعض الدول العربية والإسلامية مما يندى له الجبين، مما يجعل من التلاحم الوطني بين كل أبناء الوطن بكل أديانهم وطوائفهم يقفون موقفًا حقيقيًا وقويًا تجاه كل ما يهدد استقرار السلم الاجتماعي، مهما وأينما كان مصدره. وزاد قوله مخاطبًا الحضور :"مصدر قوتنا في المحافظة الشمالية.. وفي البحرين عمومًا، هم رجالات نعتز بهم، إن هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم هو لتقديم نموذج لنسيج واحد بين أسرة بحرينية.. من ساحل البديع جاءت خيرات البحر ومن ثمار ونخيل ومياه بني جمرة والدراز عاش الأجداد، وفي مدرسة البديع تعلم الكثير من رجال البلد، وكذلك في الأنشطة الرياضية والأندية التي جمعت أبناء القريتين"، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن هذه الشخصيات كانت ولا تزال تلعب دورًا في التصدي لكل ما من شأنه الإساءة للاستقرار، بل حتى على مستوى أولادنا الصغار وما يقومون به من ممارسات تتطلب أن تُزال، وتحل محلها معاني الألفة والمحبة التي تشرب بها الآباء والأجداد، وأن يعمل الجميع على التصدي لأي فتنة، ولكي ننجح في هذا المسعى، فأقترح المشاركة في تنفيذ أنشطة وبرامج ومشاريع موحدة تحقق الهدف ولا نترك ثغرات ليدخل منها من يريد الفتنة. وأشار إلى أن مبادرة المحافظة الشمالية "كلنا شركاء في السلام"، هي مبادرة (اليد الواحدة) التي يمكن أن تضاعف جهودنا في أن ينعم مجتمعنا بالسلام، فحولنا نماذج قريبة وبعيدة من الدول تفتت من الداخل وتتواصل فيها الأزمات إلى الدرجة التي يصعب حلها. ومن جهته، تحدث فضيلة الشيخ فاضل فتيل فأشار إلى أن القريتين، هما قرية واحدة، فالنواخذة حسن فتيل وأحمد الغانمي كان ينطلقان للغوص من سواحل البديع، وكان أبناء الشروقي والدوسري وأبناء البديع عمومًا يجوبون بيوت وطرقات بني جمرة للالتقاء بأحبتهم في الساحات وفي مصانع النسيج وفي البساتين، وليس من أمر يمكن أن يقطع هذه العلاقة، وإن تحدثنا عن مناوشات الأطفال والصبية وأفعالهم التي رأيناها فهي شكل من أشكال المناوشات التي تحدث بين أي قريتين، بين الدراز وبني جمرة.. بين بوري وعالي.. وبين أي قريتين متجاورتين، لكن هذه الأفعال لا يصح أن تصل إلى الكبار لتشكل منفلتًا للعداوات. وفي كلمته، تناول الأديب والمؤرخ إبراهيم راشد الدوسري الإشارة إلى أن البحرين، كونها ميناءً منذ القدم، فيها التقت كل الحضارات، فهذه الأرض الطيبة بأهلها وتاريخها المجيد، ثمرة لما صنعه إنسان هذه الأرض، وحين نتحدث عن البديع وبني جمرة، بل عن كل قرى شارع البديع، فهناك قصص المحبة والصداقة والأخوة، ونفتخر بأنديتنا وقرانا.. في كل قرى شارع البديع لنا فيها صديق وأخ ونسيب وصلة دم وقربى. ولفت إلى أنه في السنوات الماضية، حاول بعض المغرضين إثارة الفتن لكنهم فشلوا، وسيفشل كل من ينوي ذلك، موجهًا الدعوة إلى المحافظة الشمالية للاستمرار في تفعيل هذه اللقاءات. ووصف عضو المجلس البلدي بالشمالية أهالي البديع وبني جمرة بأنهما عينان في رأس واحد، ومن جهته، دعا عضو المجلس البلدي علي الشويخ إلى صد أصحاب التأجيج والكلمة الخبيثة من المحرضين أيًا كانوا، أما فضيلة الشيخ علي الفاو فقد أوضح بالقول :"لقد خسرنا أصحاب ومعارف بسبب فتنة، لكن مثل هذه المشاكل فهي سحابة صيف وتحدث حتى بين الأهل، وسنرجع أفضل بفضل رجال البلد المخلصين وليس المتقاعسين، وكذلك بجهود المسئولين المخلصين وليس المسئولين الذين لا يتواصلون مع الناس، فيما عبر السكرتير الأول بسفارة روسيا الاتحادية ايغور بوسيغين عن سعادته مما سمعه من مشاعر المحبة والتلاحم بين أهل البحرين في هذا الشهر الفضيل. وطالب النائب عبدالحميد عبدالحسين النجار الجميع للوقوف في صد إثارة الحزازات والخلافات والفتن، وكذلك ما يطفح من ثقافة تغذي المشاجرات والتناحر، مطالبًا بالمحافظة بالتواصل مع وزارة الإعلام لوقف اشكال الممارسات في الصحف وأجهزة الإعلام وكذلك في المقالات والإصدارات التي تتسبب في زيادة التباعد والتناحر، واتفق كل من فضيلة الشيخ محمد الزهيري والاستاذ الجامعي الدكتور علي منصور آل شهاب ورئيس جمعية التلاحم الوطني خالد المناصير على أن التوافق الوطني من أهمل الأسس التي تقوي كيان السلم الاجتماعي والحقوق والمواطنة للجميع، فيما قدم كل من الشاعرين يحي الذوادي وحسين القلاف قصيدتان قصيرتان تتحدثان عن حب البحرين وأهلها وتلاقي القلوب بين كل المواطنين والمقيمين بمختلف أديانهم وطوائفهم، والتقى الجميع بعد ذلك على مأدبة سحور بمبنى المحافظة الشمالية.

مشاركة :