يتبادر السؤال للأذهان، هل تبشر التظاهرات الحاشدة التي تهز الولايات المتحدة بنهاية العنصرية وعنف الشرطة بحق السود؟ تثير هذه المسألة تعبئة في بلد شهد في الماضي تحركات احتجاجية فشلت في تحقيق «العدالة العرقية». تشهد الولايات المتحدة تظاهرات حاشدة في العديد من المدن من ميامي إلى سياتل مروراً بنيويورك ولوس أنجلوس، منذ أن قضى الأمريكي الأسود جورج فلويد اختناقاً في مينيابوليس تحت ركبة شرطي أبيض، ليست هي أول مرة تخرج تظاهرات غاضبة احتجاجاً على مقتل أسود بيد الشرطة، لكنها أول تحركات تتخذ هذا الحجم منذ حركة الكفاح من أجل الحقوق المدنية في الستينات. وهي أول مرة منذ سنوات يشارك البيض بأعداد كبيرة في المسيرات. وقال إيه سي تشانر وهو عازف موسيقى أسود: «أمر مشجع جداً أن نرى أشخاصاً من شتى الأصول، أعتقد أن الجميع سئم الأمر». وذكرت إحدى مؤسِّسات الحركة باتريس كالورز «قبل سبع سنوات فقط، كان التفوه بعبارة «حياة السود مهمة» أمراً في غاية التطرف، فيما يدون هذا الشعار الآن بحروف عريضة قبالة البيت الأبيض، بدعم من بلدية واشنطن. وأعلنت عدة مدن أولى الخطوات لإصلاح أجهزة الشرطة، فحظرت هيوستن تقنية «الخنق» التي تقضي بإمساك موقوف من عنقه، وتعتزم واشنطن إقصاء النقابات من الآليات التأديبية بحق عناصر الشرطة. كما تعتزم نيويورك إتاحة الاطلاع على ماضي الشرطيين. وعلى المستوى الوطني، قدم الديموقراطيون في مجلس النواب مشروع قانون يستهدف الحصانة الواسعة النطاق التي يحظى بها الشرطيون. ويبقى من الصعب إجراء إصلاح في الولايات المتحدة في وجود حوالى 18 ألف كيان مستقل من قوات حفظ النظام، بين شرطة بلدية ودوريات تابعة للولايات ومكاتب مأموري المناطق وغيرها، لكل منها قوانينه الخاصة للانتساب والتدريب والممارسات المأذون بها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :