الدوحة - قنا : أكد عدد من المترجمين من مختلف الدول العربية والأجنبية على دور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في منح المترجمين والترجمة أفضل السبل لتكون إضافة نوعية في المكتبات العربية والعالمية، وأنها ستظل بانتظار المزيد من المترجمات المميزة لترفع رايتها في عالم الفكر الإنساني. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عن بعد مساء اليوم بعنوان "قراءة في تجربة الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عبر مواسمها الخمسة الماضية"، وذلك بمشاركة عدد من المترجمين الفائزين بالجائزة. وفي مداخلتها حول الترجمة بين الشغف الذاتي والرسالة الإنسانية، أوضحت الدكتورة إخلاص القنانوه من الأردن الفائزة بالمركز الأول للعام 2019 عن ترجمتها لكتاب "العلم في تجل" لفرانز روزنتال، أن المترجم الجاد يعيش حالة من العلاقة بينه وبين النص المترجم تقوم على الحب والرغبة في الكشف عن عالم مجهول، وبينت أن عملها في كتابها الفائز استغرق 24 شهرا، لافتة إلى أن هذا الوقت جاء نتيجة الترجمة والتحقيق والقراءة العميقة في ذات الموضوع، لأن المترجم الشغوف هو نتاج باحث جيد من خلال ترجمته وليس نقل نص من لغة إلى أخرى. من جانبه، قدم المترجم السوري جمال شحيد مداخلة بعنوان "مسؤولية المؤسسات العلمية تجاه العمل المترجم"، وبين تجربته في ترجمته من الفرنسية إلى العربية لكتابه الفائز في العام 2017 بالمركز الثاني "المسرات والأيام لمارسيل بروست"، حيث أشار إلى أن وضع الترجمة في العالم العربي تحسن في العقود الأخيرة بصورة تؤشر على ازدهار حركة الترجمة من جديد، مرجعا الفضل في هذا الأمر إلى المؤسسات المتخصصة في الترجمة في العالم العربي ومنها جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، مطالبا بضرورة إنصاف المترجم ماديا وتفعيل حماية الملكية الفكرية. وتناولت المداخلة الثالثة التي قدمها المترجم والأكاديمي الأمريكي الدكتور مايكل كوبرسن الفائز بالمركز الأول للعام 2016 عن ترجمته لكتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل، لابن الجوزي، (قراءة في لغات الجائزة ومكمن القيمة للموضوع أم للغة؟)، حيث أكد أن مساهمة جائزة الشيخ حمد للترجمة هي تكريم العمل المترجم لذاته بصرف النظر عن لغته، وأشاد بأن ما امتازت به الجائزة أنها كرمت الفائزين من عدة لغات وتنوع الأعمال المترجمة مما يضفي قيمة كبيرة على دورها في ازدهار الترجمة وتشجيع المترجمين. وشارك من تركيا الدكتور محمد جليك الفائز عام 2015 بالمركز الأول عن ترجمته لكتاب العقل الأخلاقي العربي لمحمد عابد الجابري، حيث بين ماذا يعني له الفوز بجائزة عالمية، مؤكدا أنها زادته إحساسا بالمسؤولية ودفعته للمزيد من التجويد والمتابعة لأهم الأعمال الفكرية التي تصلح للترجمة من اللغتين العربية والتركية، وتحدث عن تجربته في فعل الترجمة إذ كان يستدعي قراءة أعمال المؤلف كاملة وكل ما كتب عنه قبل الشروع في الترجمة لكي يتسنى له تمثيل الوعي الفكري للكاتب بصورة دقيقة تعينه على الترجمة الدقيقة ليس للغة فحسب وإنما للوعي الفكري. وقدم المداخلة الخامسة المترجم الصيني الدكتور شوي تشينغ قوه المعروف باسم (بسام) الفائز بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في فرع الإنجاز من العربية إلى الصينية للعام 2017، حيث تناول في مداخلته دور الصين في دفع عجلة الترجمة وتعزيزها بهدف تقوية الصين ودفعها نحو التغيير والتطوير وتغيير البنية الثقافية للمجتمع الصيني، وبين دور ترجمة الآداب العربية للغة الصينية في رفد مظاهر الإصلاح وخدمة الإبداع حيث ترجم لأعلام الأدب العربي الحديث في الشعر والنثر. وجاءت المداخلة السادسة للفائز بالجائزة التشجيعية للشباب عام 2018 المترجم السوري معاوية عبد المجيد، صاحب العديد من الأعمال المترجمة عن اللغة الإيطالية إلى العربية، حيث تحدث عن معايير انتشار الكتاب المترجم، وبين أن على المترجم مراعاة اختيار الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الثقافتين كما تحدث عن معايير الترجمة الشكلية والموضوعية. وكانت المداخلة الأخيرة للدكتور حسن حلمي من المغرب الفائز بالمركز الثاني عام 2016 من الإنجليزية إلى العربية، عن كتابه "مختارات من قصائد إزرا باوند" حيث تحدث عن ما بعد الجائزة وكيف أسهمت الجائزة في منحه مساحة كبيرة من التواصل مع كبار المترجمين العالميين وأنها كانت فرصة لتلاقي الآراء والأفكار حول الترجمة وقضاياها من خلال مؤتمر الترجمة والمثاقفة الذي يعقده منتدى العلاقات العربية والدولية سنويا. وأشار إلى دور الجائزة في تحفيزه لسبر غمار ترجمة الشعر تحديدا حيث أن ترجمة الشعر تشكل تحديا كبيرا للمترجمين، مثمنا دور الجائزة في تكريم المترجمين.
مشاركة :