أبوظبي: عبد الرحمن سعيد نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في إطار أنشطته وفعالياته المعرفية والثقافية، محاضره «عن بُعد»، بعنوان «ما بعد كوفيد 19 وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي»، قدمها الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أمس الأول الأربعاء، وتم بث المحاضرة عبر قناة المركز على «يوتيوب»، حيث تابعها عدد من المهتمين بالشؤون البيئية والعلمية والمفكرين والكتاب والصحفيين. وبدأ الزيودي محاضرته بتوجيه الشكر إلى المركز والدكتور جمال سند السويدي، مديره العام، على اهتمام المركز بطرح القضايا الحيوية المهمة، مثمناً جهوده في إدارة المركز الذي يعد صرحاً علمياً وبحثياً ومنارة ثقافية وفكرية. وأوضح الوزير أن التنوع البيولوجي هو ذلك التفاعل الناشئ بين جميع الكائنات الحية في وسط بيئي ما، يبدأ من الكائنات الدقيقة وينتهي عند الكائنات الضخمة كالحيتان والأشجار وغيرها، ويشمل ذلك كل المناطق فوق سطح الأرض، ومن بينها الصحارى والمحيطات والأنهار والغابات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتمتع ولله الحمد، بتنوع بيولوجي فريد من نوعه، حيث إنها تحوي مجموعة من الأنظمة الإيكولوجية والمَوَاطن الطبيعية البرية والمائية. وقال: «توفر هذه النظم البيئية الفريدة في دولة الإمارات، مقومات لاستجابة ظاهرة التغير المناخي التي تواجه العالم أجمع، وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية والتخفيف من حدتها وتداعيتها؛ لما لها من تأثير مهم على الكربون وتنظيم وضبط مستويات الانبعاثات الكربونية والتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف. وتتميز الدولة بتنوع في الموائل الطبيعية، وتضم أكثر من 50 نوعاً تشمل موائل الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية والكثبان الرملية وغيرها، وعليه فقد تم تسجيل أنواع مهمة وفريدة من النباتات والحيوانات والفقريات البرية والبحرية، وتوثيق أكثر من 3787 نوعاً من هذه الأنواع في الدولة». وأوضح أن دولة الإمارات أولت حماية التنوع البيولوجي اهتماماً كبيراً ومتميزاً، حيث أنشأت العديد من المنشآت الطبيعية، التي تشكل موئلاً للعديد من الكائنات الحية، ومن أهمها محمية جزيرة صير بني ياس التي تضم آلاف الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، وعلى سبيل المثال 6900 رأس من حيوان المها العربي، مضيفاً أن القيادة الرشيدة تولي المحميات الطبيعة جل اهتمامها حتى بلغ عددها في دولة الإمارات نحو 49 محمية طبيعية. وأضاف: «نجحنا نجاحاً باهراً من خلال برنامج التربية الذي كان في مركز الحياة البرية في الشارقة، حيث قمنا بإعادة توطين الطهر العربي، ونفذنا في الدولة عن طريق مؤسساتنا المحلية، مجموعة برامج لحماية الطهر العربي وإعادة إكثاره بعد أن كان على وشك الانقراض في جزيرة بني ياس. وفي مدينة العين تمت إعادة توطين المها الإفريقي أو ما يسمى بو حراب، الذي تحتضن منه دولة الإمارات أكثر من 3000 رأس، ويعد هذا الرقم أكبر تجمع له على مستوى العالم، كما نجحنا في توطين 150 نوعاً من بو حراب». وأشار إلى أن حماية البيئة واستدامتها، والتنوع البيولوجي، هما محط اهتمام قيادة دولة الإمارات ومؤسساتها المختلفة في مرحلة ما بعد أزمة «كوفيد 19»، خاصة أن قيادة الدولة وجميع مؤسساتها، تهدف إلى العمل على مواجهة هذه الأزمة وتحويل ما تطرحه من تحديات إلى فرص.
مشاركة :