يوسف أبو لوز أكثر شاعر تركي تعرّض للاضطهاد في بلاده، ودخل السجن، وسحبت منه الجنسية التركية، وبعد خروجه من السجن اختار الإقامة في الاتحاد السوفييتي، وبقي هناك حتى وفاته كما هو معروف للجميع هو الشاعر ناظم حكمت ١٩٠٢- ١٩٦٣، غير أن حكمت صاحب «مشاهدات إنسانية». والذي عرفه القارئ العربي في أكثر من ترجمة، كما كان صديقاً لشعراء عرب ليس الوحيد من عرف الاستبداد التركي على يد السلطة ورموزها السياسية وحتى الثقافية بين أنقرة وإسطنبول، فهناك العشرات من الشعراء الأتراك الذين دخلوا السجن، أو جرى نفيهم، أو تهميشهم أو قتلهم. الشاعر أورهان كمال ١٩١٤-١٩٧٠ دخل السجن مع ناظم حكمت، وله كتاب بعنوان «ثلاث سنوات ونصف مع ناظم حكمت» يروي فيه كيف كان هذا الشاعر الإنساني الذي حرم من التكريم في بلاده رقيقاً وإنسانياً حتى مع سجّانه، ويقول إن حكمت كان يعلّم الشاويش (العسكري) المسؤول عنه الرسم، وأنه هرباً من تنكيل السلطة التركية كان يكتب تحت أسماء مستعارة. أورهان كمال أمضى في السجن ثلاث سنوات ونصف السنة صديقاً مقرّباً من ناظم حكمت. «..كان يكتب رسائل إلى زوجته من السجن مملوءة نثراً بالشعر، وكان يحترمها ويحبها بلا حدود..». بالعودة إلى حَيَوات عدد من الشعراء الأتراك نقرأ أنهم ذاقوا مرارات السجن هم أيضاً.. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: } الشاعر جمال ثريا ١٩٣١-١٩٩٠ تم تهجير عائلته إلى منطقة مرمرة. } الشاعر محمد عاكف آرصوي ١٨٧٣- ١٩٣٦ هرب من تركيا إلى مصر في فترة التنكيل الذي مارسه مصطفى كمال. } الشاعر رفعت إيلجاز ١٩١١-١٩٩٣، دخل السجن خلال فترة اضطراب سياسي في البلاد. } الشاعر والفيلسوف التركي رضا توفيق ١٨٦٩ - ١٩٤٩، اتهم بالخيانة وحكم بالإعدام من جانب ما كان يُسّمى في تركيا «المجلس الوطني الكبير» في عام ١٩٢٢، فهرب من إسطنبول وتوّجه إلى مكة المكرمة، وعاش بعد ذلك في الأردن، وتربط بينه وبين الشاعر الأردني (عرار) مصطفى وهبي التل صداقة عميقة. } يرد في الموسوعة الحرّة أن الشاعر أحمد نديم ١٦٨١-١٧٣٠ قتل خلال ثورة مدنية على الحكومة العثمانية. } الشاعر أحمد عارف ١٩٢٧-١٩٩١ دخل السجن. } الشاعرة نيلغون مارمارا (١٩٥٨-١٩٨٧) انتحرت برمي نفسها من شرفة بيتها في الطابق السادس. أخيراً، وليس آخراً، إليك هذا المقطع من ناظم حكمت يتحدث فيه عن فلّاحين ومزارعين من مدينة عينتاب جنوبي تركيا: يقول: «هؤلاء هم الذين يجعلون أصغر المرايا../..تعكس أجمل الأشكال../..وأزهى الألوان../.. في عصرنا الحديث.. هؤلاء: هَزَموا وَهُزِموا.. كلام كثير قيل عنهم../..عن هؤلاء قيل.. ليس عندهم ما يخسرونه غير القيود..». yabolouz@gmail.com
مشاركة :