محمد رُضالكل عقد هناك رياضي واحد على الأقل، ينتقل من الملاعب والحلبات إلى الشاشة. بيرت رينولدز كان لاعب كرة. جوني ويسمولر (أنجح من مثل دور طرزان) جاء من بطولة السباحة. أرنولد شوارزنيجر من حمل الأثقال. وهناك الكثير سواهم.لا يختلف وضع الممثل دواين جونسون، الذي كان. ولد في الثاني من مايو/أيار سنة 1972 في كاليفورنيا، لأب كندي المولد كان مصارعاً محترفاً. وعندما أصبح شاباً انخرط في فرق كرة القدم، وأبلى فيها بلاء كبيراً بحيث تحول إلى أحد نجومها الواعدين.وخلال سنة 1996 قرر أن يتبع خطا والده، وينتقل من ملعب الكرة إلى حلبة المصارعة، فعمد إلى ذلك من دون تردد، وأنجز النجاح الكبير نفسه. وجد نفسه في صراعات ومنافسات رياضية لا تهدأ، وأدرك أن هذا سيكون منوال حياته في ميدان مملوء بالمنافسات. "شيء آخر أدركته ذات مرّة وهو أن عليّ البحث عن مهنة أخرى، لأن لاعب الرياضة له حد أقصى لدوامه. إذا ما وصل إليه توقف. وهو حد مبكر جداً. في منتصف الثلاثينات يجد نفسه على أهبة التقاعد".هذا ما حدا به للتوجه إلى التمثيل، حيث سقف الحضور أعلى. وفي البداية مثل للتلفزيون في عدد من البرامج غير الشهيرة، وظهر في بعض حلقات مسلسل «ستار ترك» الخيالي- العلمي. قبل أن يجد الطريق ممهداً للتحول إلى ممثل سينمائي ناجح بداية من العام 2001 عندما مثل في «عودة المومياء».وفي حين فشل ستالون وشوارزنيجر في الانتقال من أفلام الأكشن إلى الأفلام الكوميدية (باستثناء نجاحات قليلة)، سمحت مزايا دواين جونسون الشخصية له بمثل هذه النقلة التي نتج عنها تعزيز لمكانته على الشاشة الكبيرة.حالياً نشاهده في «جومانجي: مرحباً إلى الغابة» وهو يخلط الكوميدي ب«الأكشن»، على النحو الذي يرضي المشاهدين. ورغم أن الفيلم أخف من رقيق البطاطس، لكنه تسلق المركز الأول في إيرادات الأفلام بنجاح كبير تاركاً ابتسامة عريضة فوق محياه طوال المقابلة التالية.* هل شاهدت «جومانجي» السابق، نسخة 1995 وهل أعجبتك؟- نعم. شاهدته مرتين. شاهدته حين عرض في إحدى صالات لوس أنجلوس يومها حال نزوله إلى العروض، وشاهدته ثانية قبل البدء بتصوير هذا الفيلم. وأعجبني مرتين أيضاً. إنه فيلم جيد، وكانت مشاهدتي أفضل وسيلة لإقناعي بأني أريد فعلاً تمثيل هذا الفيلم وإنتاجه. * لكن لماذا تشجعت لهذا العمل بحد ذاته؟ ليس فقط لأن الفيلم السابق كان ممتعاً؟- لأن سيناريو الفيلم الجديد يتخطى الحبكة التي في الفيلم الأول. إنه الحكاية نفسها في الأساس. بضع شخصيات تدخل عالماً موازياً لعالمنا لكنها تنتقل فيه عبر الزمن تماماً، كما شاهدت أنت قبل قليل. كانت صغيرة السن في مطلع سنوات المراهقة فإذا هي الآن مجموعة من الراشدين. * والمتحولون أيضاً. في مطلع الفيلم أنت فتى أبيض، لاحقاً أنت ببشرتك الأفرو- أمريكية. إحدى الشخصيات، تلك التي يمثلها جاك بلاك، تتحول من أنثى إلى رجل.- صحيح. هذا من بين الأمور التي اعتبرناها جديدة، وغير مطروقة في الفيلم السابق على الأقل. الذي حدث وساعدني على اتخاذ القرار بتمثيله وإنتاجه هو أنني وجدت المشروع فرصة لإحياء فيلم أحببته كثيراً عندما شاهدت تلك النسخة التي قام روبِن وليامز بتمثيلها. * عادة ما تكون إعادة صنع فيلم ما محاولة للاقتراب من جمهور جديد.- هذا ما كان في بالنا عندما قررنا العمل على هذا المشروع. * كيف تجد الوقت المتاح لكي تنتقل من فيلم لآخر؟ وقتك محدود جداً بسبب كثرة الأفلام التي تقوم بها.- ما حدث هو أنني كنت أريد دخول فيلم آخر لكنه تأخر، ما خلق هذه الفترة بين المشروعين فوافقت على تمثيل هذا الفيلم كبديل سريع. * أي فيلم الذي تأخر تنفيذه؟- عنوانه «رامبايج» وانتهينا من تصويره قبل أيام فقط. * «جومانجي» لا يبدو عليه أنه فيلم يستدعي من الممثل، أنت أو سواك تحدياً كبيراً. أقصد بذلك أن الشخصيات كوميدية خفيفة وأنت مثلت الكوميديا من قبل.- على العكس، كان هناك تحد كبير. صحيح مثلت أدواراً كوميدية من قبل لكنها لم تكن على هذا النحو والتحدي هو ألا تكرر نفسك، وأن تتأكد من أن تمثيلك لدور ما ليس مجرد استنساخ من دور آخر. * ماذا عن مشاهد الخطر بحد ذاتها؟ هل كان من بينها ما هو جديد عليك؟- إلى حد ما، لكن أريد أن أذكر رداً على سؤالك السابق، الفكرة التي يتضمنها الفيلم أن الشخصية التي أقوم بها كانت شخصية فتى أبيض البشرة ثم صار رجلاً أسمر اللون مثلي، كانت مثيرة كما قلت، خصوصاً أن السيناريو نص على أنني والآخرين نتصرف كما كنا في سنواتنا الأولى. الذي تغيّر هو السن، والبشرة، والجنس، لشخصية جاك بلاك، لكن التصرفات بقيت كما هي. * مع الموافقة على ما تقول إن هناك تحدياً في لعب هذه الشخصية المتحوّلة في بعض جوانبها، بدا الفيلم خفيفاً جداً حتى بالنسبة لفيلم ترفيهي. - لكنك تنسى أمرين، الأول أن الفيلم موجه للصغار وللفتيان في سن شابة، والثاني أنهم صوّتوا لمصلحة الفيلم. الإيرادات تدل على ذلك. * أنت ممثل ناجح بلا ريب. بدأت مصارعاً واتجهت إلى التمثيل، وفي أقل من عشرين سنة أصبحت نجماً كبيراً. ما هو مثير هو أنك لم تنتظر كثيراً لتصبح ممثلاً مطلوباً بوفرة. بعض الممثلين يحتاجون إلى عقدين كاملين قبل أن يحققوا النجاح المقصود. إلى ماذا يعود نجاحك؟- شكراً لما تذكره. لا أجيد الحديث عن نفسي من زاوية نجاحي، لكن ما أعتقده جازماً هو أنني وصلت في الوقت المناسب لأشغر هذا المكان. * أي مكان؟- عندما مثلت أفلامي الناجحة الأولى مثل «عودة المومياء»، و«السير بفخر»، ثم الأفلام الأخرى لم يكن عندي شيء أخسره إذا لم تنجح تلك الأفلام. كنت دائماً مستعداً للعودة إلى المصارعة، أو حتى إلى كرة القدم. ليس كل ما مثلته قبل خمس عشرة سنة، أو حتى قبل سبع سنوات كان ناجحاً. كما أن العديد منها لم يكن جيداً. أقول لك بصراحة، لكن الشعور الذي صاحبني كان أن الوقت متاح لأملأ فراغاً موجوداً في السينما. * انتقل إلى نقطة حساسة بعض الشيء. هل حدث بالفعل أي خصام بينك وبن فن ديزل خلال تصوير فيلمكما الأخير «القدر والغضب»؟- هذا موضوع تداولته الصحف كثيراً مستندة إلى افتراضات. * لكن هناك وصف دقيق للأسباب التي قالوا إنها دفعتك إلى الانزعاج من تصرفات معينة.- الحقيقة هي أن الممثل الذي ينتج يجد نفسه مشغولاً أكثر الوقت. هذا يؤدي به إلى التركيز أكثر على عمله، ودوره، وبالتالي إلى ابتعاده عن الأسرة الكاملة التي تشاركه نجاح هذا العمل. هذا ما أعتقد أنه حدث مع صديقي ديزل، ولا أعتقد أنه مقصود. * لكنك قمت بإنتاج وتمثيل «جومانجي» ولم أسمع أن أحداً انتقدك لابتعادك عن بقية الممثلين المشاركين لك.- صحيح. لكن الأمر يختلف هنا لأن الحكاية تجمعنا معاً طوال الوقت. هذا من شروط القصة ذاتها لكن في «القدر والغضب» فإن معظم مشاهد فن ديزل كانت منفصلة عن بقية المشاهد. * أحببت التمثيل منذ صغرك لكنك اتجهت إلى الرياضة بسبب صلاحيتك البدنية؟ أهذا ما حدث؟- لا. لم يكن التمثيل في بالي عندما كنت صغيراً، ولا حتى فيما بعد. والدي كان مصارعاً، وكنت أحضر مبارياته، وأردت منذ صغري أن أصبح رياضياً مثله. التمثيل جاء لاحقاً عندما أدركت أن الوقت حان لأفرد عضلاتي. * هل كان الخيار الوحيد للانتقال من مهنة ناجحة إلى مهنة ناجحة أخرى؟- نعم، تستطيع أن تقول ذلك. كنت في مثل هذا الوضع الذي عليك أن تختار إما لتقاعد مبكر، وإما تغيير العمل والمهنة. وهناك قليل من المهن التي تستهويني. لا أتصور نفسي بائع عقارات مثلاً، أو بائع سيارات.. التمثيل كان في جواري، وجذبني تدريجياً. * واحد من عناصر نجاحك اليوم هو الحضور اللطيف والقابل للتصديق الذي يبدو عليك في مختلف الأدوار التي تلعبها. هل أنت واع لهذه الحقيقة؟- نعم واع لها. أعتقد أن كل ممثل لديه شيء مميز، ولا مانع عندي أن يكون اللطف هو تميزي.
مشاركة :