إنسانية الفرد قبل أي عامل آخر هي من تحدد صلاح الشخصية وحسن التربية، والبيئة التي يترعرع فيها الفرد لها علاقة كبيرة في تكوين ثقافته الإنسانية إضافة إلى جودة ما يقرأه من باب تثقيف نفسه وطريقة اختياره لأصدقائه حيث الصاحب ساحب! كان لي صديق عزيز على نفسي عرفته عن طريق الزميل ذعار الرشيدي منذ عقود عدة وفجأة اختفى هذا الزميل الحبيب وطرقت الباب من باب السؤال عن صديق غائب. وجدته بعد جهد... والحمد لله على كل حال والله يحفظ محبينا ومحبيكم من كل مكروه. السؤال عن صديق غائب واجب لا سيما في مناسبة طيبة مثل التي نمر بها حاليا.. شهر رمضان حيث تتقارب النفوس وتتواصل الجموع في ما بينها؟ قد يغيب عنك شخص عزيز... تحاول الاتصال به ولا تجد رداً وهنا يجب أن تبادر نفسك بالسؤال التالي: هل بدر منك ما يغضب هذا الصديق؟ وهل هناك لسبب أو لآخر مؤثرات جانبية تسببت في انقطاع الاتصال بينك وبينه؟ أنت هنا تحديداً تعود إلى فطرتك الإسلامية الحقة... فأنت أدرى بالجزئيات الخاصة بك وأعلم بسلوكياتك وقد يبدر منك خطأ! إن كنت مخطئاً فبادر بالاعتذار وحاول تصحيح الإعوجاج السلوكي الذي تسبب في وجود سوء التفاهم أو غضب صديق محبب إلى نفسك أدى إلى غيابه عنك وإن لم يستجب فأنت قد أديت المطلوب منك اجتماعياً وأخلاقياً، وإن كانت هناك مؤثرات أخرى لا تعلم عنها واستند عليها صديقك في الغياب عنك٬ فحاول فهمها بأي طريقة كانت كي تبعدها عن طريقك في مضيك بالحفاظ على صداقتك. نحن في المجتمع الكويتي٬ نعاني من وكالة «يقولون» ولربما تكون بريئاً مما قد ينسب إليك والذي على أثره قد تخسر بعض علاقاتك، وهنا في هذا المقال نحاول أن نوجه النصيحة لجميع أفراد المجتمع حول تهذيب النفس والاستبصار الذي ذكرناه في المقال السابق الذي نشر يوم الجمعة الماضي. لاحظ أخي الحبيب وأختي الحبيبة٬ أن بعض المشاكل التي تحدث بين طرفين في الغالب يكون سببها نفسي.. وإفرازات الأنفس هي من تقود إلى الخلاف والقطيعة بين الأطراف وعند توافر طرف محايد يجمع بين الطرفين ويكون هذا الطرف محل احترام من قبل الطرفين تنتهي إفرازات النفس البشرية وتعود الأطراف إلى ما كانت عليه متحابة في ما بينها. نريد في شهر رمضان٬ عقد ميثاق طيب يجمع ولا يفرق... يذيب كل ما تختزله الأنفس لتعود الكويت وبفخر متميزة في علاقات جميع فئاتها ومكونات المجتمع! ذكرت المقدمة حول السؤال عن صديق غائب لأنني أدفع وبقوة إلى الحفاظ على احترام «الصداقة» بعيداً عن المصالح الدنيوية. صداقة تبني مجتمعاً صالحاً.. صداقة تهيئ الأجواء إلى مصالحة وطنية تبني لنا وطنا آمنا يميزه عن غيره من المجتمعات في قوة تلاحم فئاته وأفراده في ما بينهم وهنا قاعدة سدد وقارب مطلوبة الاتباع لأنها تنهي حالة الخصام إن وجدت. هذه رسالة أكتبها وأنا على يقين بأن من لديه ذرة إنسانية قد يتفق «على الأقل» مع بعض ما جاء فيها لأن المصالح التي تُبنى على أساسها العلاقات في طبيعة تركيبتنا الإنسانية لا تدوم مع الزمن. أكتبها لأنني أرغب في رؤية الجميع متحابين متعاضدين لا تفرقهم إشاعة يطلقها أبطال وكالة «يقولون» فنحن في نهاية المطاف أمام تحدٍ عظيم يهدف إلى بناء وطن صالح أحوج إلى رص الصفوف ووحدة وتآلف القلوب... والله المستعان! terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :