نيويورك – يلجأ الكثير من الأميركيين أمام حالة عدم اليقين والمخاوف المرتبطة بفايروس كورونا إلى المنجمين للحصول على أجوبة لأسئلة من قبيل: متى سيجهز اللقاح؟ هل أغيّر مقر إقامتي لتجنب موجة جديدة من الإصابات؟ هل سأجد عملا؟ واستشارت ميشيل بيل المنجمة جيني لينش وهي معروفة في هذا الوسط في نيويورك عندما توفيت والدتها التي تهتم بها منذ سبع سنوات جراء الفايروس في أبريل الماضي. وقالت بيل (54 عاما) “وجدت نفسي غارقة في حقل طاقة سام جدا”. واستنادا إلى تاريخ ولادتها ومكانها وساعتها، قالت لها جيني لينش إن العام 2021 هو الوقت المناسب لتحقيق حلمها بالعيش في الخارج. وأضافت بيل “أعطتني فعلا بعض الخيوط لتحقيق التكامل الشخصي”. وتتقاضى جيني لينش 150 دولارا للساعة “لقراءة” الفلك. وقد كسبت 10 زبائن جددا بعيد دخول إجراءات العزل حيز التنفيذ في نيويورك. وأوضحت لينش وهي منجمة منذ 50 عاما “البعض خسر عمله ويريد أن يعرف ما الذي ينتظره. والبعض الآخر يريد إطلاق شركة جديدة. والكثير يريد الانتقال إلى مكان آخر (…) الجميع في مرحلة انتقالية”. ومع تعميم إجراءات العزل في مارس الماضي وتوجيه الكثير من المسؤولين السياسيين رسائل متناقضة حول تطور الوضع، ازدادت الزيارات لمواقع تنجيم مثل؛ أسترو.كوم، كافيه أسترولوجي، وأسترولوجي زون، وفقا لما ورد عن شركة كومسكور. وباتت لينش تجري الاستشارات عبر زوم وسكايب وواتسآب مع أنها تفضل أن ترى الناس شخصيا. رسائل متناقضة حول تطور الوباء في أميركا رسائل متناقضة حول تطور الوباء في أميركا وأكدت “هذا أفضل لأنني أستطيع أن أريهم حركة الكواكب على الشاشة. فيرى عندها الزبائن أن في الأمر معادلة رياضية وأنا لا أخترع شيئا”. وقالت آن أورتيلي وهي منجمة معروفة أخرى في نيويورك إن عائداتها ازدادت بنسبة 25 في المئة مع الجائحة، مشيرة إلى أن الطلب على المنجمين ارتفع لأن الكثير من الناس يشككون بالتعليمات الصادرة عن المسؤولين السياسيين. وتابعت “هل يأخذونكم إلى المكان المناسب أو يحاولون قتلكم من خلال الطلب منكم حقن أنفسكم بمعقم؟”، في إشارة إلى نصائح غريبة أعطاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل الماضي. ولفتت إلى أن المنجمين كانوا على دراية بأن كارثة ستحل هذه السنة بسبب التقارب في يناير بين بلوتو وزحل وكوكبة الجدي. وأدى حلول المشتري في فبراير إلى المزيد من التأزم في الوضع، مؤكدة أن اصطفاف الكواكب بهذه الطريقة يعد “نادرا جدا”. وأوضحت “سيظهر الفايروس من جديد. وسيكون ما شهدناه حتى الآن مزحة مقارنة بما سيحصل”. ومع أن كلامها قد يثير الذعر، فهي توصي بتخزين المواد الغذائية لأربعة أشهر وترى أن إنجاز اللقاح قد يستغرق سنتين. في المقابل تفيد المختبرات الصيدلانية المشاركة في البحث عن لقاح، بأن اللقاح ممكن بحلول نهاية العام 2020. ويدلي كل عرّاف بدلوه بتوقعات لا تخلو أحيانا من الفكاهة. وقال العرّاف ديريك كاليبر “الآن وقد خبر الجميع فترة العزل أرى إصلاحا للسجون مع إيلاء أهمية أكبر لبرامج إعادة التأهيل”، مضيفا أن المصافحة باليد ستغيب لسنوات عدة “وستعود على شكل موضة بعد ذلك”. ويعتبر التنجيم قطاعا له ثقله في الولايات المتحدة، فنحو 30 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن حركة النجوم والكواكب تؤثر على حياتهم، وفق ما جاء في استطلاع للرأي أجراه معهد بيو ريسيرتش سنتر، في 2017.
مشاركة :