عندما نفتح حديثا عن الماضي .. نتسابق إليه وصفا لأجمل صفات أهله … تواصلهم ، طيب طعامهم ، ولذة نومهم، ومتعة لهوهم . وفي رأيي أننا نقوم بوصف المكافأة والجائزة التي أخذوها ، والتي فرض جمالها العديد من معطيات ذاك الزمان – وليس وصفا دقيقا لأهل ذلك الزمان . فطيب الأنفس في ذلك الزمان فرضه ؛ إنعدام “محرضات السّوء ودواعيه بين أهله ” وكثرة تواصل أهله ؛ فرضتها القلة. وطيب طعامهم ؛ فرضه قليله وانعدامه. ولذة نومهم ؛ فرضها تعب من نشاط غير متعدد وغير طارئ. ومتعة اللهو فيه ؛ فرضها محدودية خياراته . … يبقى الإنسان هو الإنسان .. الصالح منه والطالح في كل زمان ومكان، ويبقى المتغير الأكيد هو معطيات ذلك الزمان الذي عاش فيه ذلك الإنسان وما فرضه عليه . ويبقى وأنا أحد أهل أواخر ذلك الزمان … انني لا أريد بذلك جرح مشاعر من يعتقد جمال أهل ذاك الزمان ؛ بقدر ما أردت رسم خطوط من معرفة – تعيد وزن مفرداتنا أن لا نحبط بها – أهل الزمن الحاضر – بمصطلح زمن الطيبين.
مشاركة :