الشره الشرائي حالة مرضية تصيب أغلبية المستهلكين في رمضان

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ظاهرة تتجدد كل عام، حيث يحتشد المستهلكون في التعاونيات ومنافذ البيع الكبرى، خلال شهر رمضان، لشراء احتياجاتهم من المنتجات الغذائية، خاصة التي تشهد عروضاً ترويجية مخفضة، ضمن المبادرات التي تطلقها بعض المنافذ مع هذا الشهر الكريم. الخليج رصدت الهجمة الشرائية، التي تتعرض لها أغلبية منافذ البيع، في أوقات محددة، خاصة ساعات المساء، حيث بات العديد من المستهلكين، يلجأون إلى إرجاء تسوقهم حتى اللحظات الأخيرة، لشراء كميات كبيرة من السلع الرمضانية، التي تتجاوز أكثر من عربة تسوق للفرد الواحد في كثير من الأحيان معتقدين أنها قد تتعرض للنفاد، أو ترتفع أسعارها. وفي هذا الإطار أكدت الجهات المسؤولة في الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع، أنها تتعامل باحترافية مع الهجمة الشرائية، وتوفر كميات كبيرة من المنتجات، تلبي حاجة المستهلكين طوال الشهر الفضيل، ودعت إلى عدم الإسراف في التسوق، كونه يسهم في تعرض المنتجات خاصة الطازجة إلى التلف. تخوفات أبدى طلعت الأزهري، خبير مالي، رفضه شراء المنتجات الرمضانية، وتخزينها كما يفعل العديد من المستهلكين، ممن يتوقعون تعرضها للنفاد، خاصة تلك التي تشهد عروضاً خاصة. ويؤكد أن الأسعار تشهد ارتفاعاً، على عكس ما تم إعلانه من قِبل منافذ البيع، كما هي الحال قبيل شهر رمضان في كل عام، الأمر الذي يدفع الكثير من العائلات، إلى التسوق بكثرة، تخوفاً من تواصل ارتفاع الأسعار. أما فرزات الحجي، موظف في القطاع الحكومي، فيرى أن الأسعار مقبولة، بل إن السلع التي تم تثبيت أسعارها، تمثل عوناً للمستهلكين طوال العام، وليس خلال الشهر الكريم. وتقول زوجته منار الصيرفي، إن الشره الشرائي الذي يصيب أغلبية العائلات، طوال شهر رمضان، أصبح عادة تلازمهم في كل عام، ليس خوفاً من نفاد المنتجات الرمضانية، بل لاعتقادهم أن الشراء مبكراً، بات من طقوس الصيام في الشهر الفضيل. توفر العروض بينما يقول عيسى سيف المرقبي، مهندس كيميائي، إنه يأتي من سلطنة عُمان للتسوق من منافذ الدولة في دولة الإمارات، لأسباب عدة، أهمها توفر العروض الجاذبة، وكثرتها، ويؤكد أنه لم يلجأ يوماً إلى تخزين السلع، كونها متوفرة على مدار العام، بل إنها قد تشهد في مواسم معينة انخفاضاً ملموساً، الأمر الذي يعني توفيره للنقود. أما بالنسبة لخالد محمد العصيمي، أعمال حرة، فيرى أن أسلوب بعض المستهلكين في شراء المنتجات بكثرة في الأيام الأولى من شهر رمضان، هي عادة سلبية، تؤدي إلى الازدحام في منافذ البيع والتعاونيات. ويؤكد أهمية توفير الوعي الاستهلاكي لدى أفراد المجتمع، كون الشراء يرتبط بالثقافة، وأسلوب الحياة اليومية، الأمر الذي يجعل من الفرد مستهلكاً مثالياً، يشتري حاجياته اليومية فقط، وأضاف: أنصح الجمهور بعدم التوجه للشراء خلال ساعات الصيام، حيث إن المعدة الفارغة، تشكل حافزاً على شراء كل ما يراه الإنسان من الأطعمة، وبالتالي شراء منتجات لسنا بحاجة إليها. عدم التهافت بينما أكد ليث السلوم، مستثمر في القطاع الخاص، توفير كل ما يحتاج اليه الناس في شهر الخير، وبالتالي يترتب عليهم عدم التهافت على شراء المنتجات، خاصة التي تشهد عروضاً تخفيضية، كونها تملأ أرفف جميع منافذ البيع والتعاونيات، وبأسعار متفاوتة، بل إن العروض الرمضانية متواصلة طوال الشهر الكريم. وترى زوجته سهير السلوم، أن كثرة الولائم في شهر رمضان، وتعدد الأصناف التي تعدها ربة المنزل، لا يشكلان دافعاً للتهافت الشرائي، وتكديس المنتجات، لكون هذه المنتجات عرضة للتلف، ومن الأفضل شراء حاجات المنزل بشكل يومي، وهو أسلوب حياتي يسهم في الحفاظ على ميزانية العائلة من التدهور في هذا الشهر بالتحديد. زيادة ساعات العمل لمواجهة الهجمة الشرائية من جهتها، أبدت منافذ البيع الكبرى والتعاونيات، استعدادها أمام الهجمة الشرائية، التي تواجهها طوال شهر رمضان، حيث يقول سهيل البستكي، مدير إدارة التسويق والاتصال في جمعية الاتحاد التعاونية بدبي، إن مجلس الإدارة في الجمعية، ومن باب حرصه على تفادي ازدحام المتسوقين في أوقات الذروة، لجأ إلى زيادة عدد ساعات عمل الفروع كافة، ورفع عدد الموظفين العاملين، لتقديم المساعدة لجميع الزبائن، بما يلبي متطلباتهم. وأضاف أن نسبة المتسوقين زادت مؤخرا 50٪، نتيجة تهافت المستهلكين على شراء السلع الرمضانية، التي تشملها العروض الخاصة بالشهر الكريم، حيث أطلقت الجمعية في وقت سابق مبادرة إسعاد الصائمين، وتشمل 1000 سلعة، 90٪ منها غذائية، و10٪ غير غذائية، بنسبة تخفيض تتراوح من 20 70٪. وأشار إلى أن الجمعية تواجه تحدياً مزمناً، يتكرر كل عام قبيل وخلال الشهر الكريم، ويتمثل بحالات الازدحام في أعداد المتسوقين، التي تشهدها فروع الجمعية ال 11 في دبي، بالإضافة إلى 3 فروع أخرى تديرها في عجمان، نتيجة التوجه للشراء في أوقات محددة، حيث إن مختلف فروع الجمعية يستقبل يومياً 400 ألف متسوق. ودعا المستهلكين إلى عدم التسوق العشوائي، في ظل إطلاق حملات ترويجية بمختلف منافذ البيع، والتي شبهها بالمغناطيس في جذب الزبائن، موضحاً توفر مخزون كاف، يغطي متطلبات المتسوقين طوال شهر رمضان، وهو ما يدعوهم إلى عدم التخوف من نفاد الكميات، واللجوء إلى شرائها وتخزينها، كما ستشهد أسعار الخضار والفواكه تخفيضاً بنسب متفاوتة، من دون حدوث أي ارتفاع، في ظل الاتفاق مع الموردين على توفير كميات تلبي احتياجات المستهلكين. 2000 عربة ومن جهته، أكد حسن علي القصعي، مدير عام جمعية الإمارات التعاونية في دبي، أن الجمعية وانطلاقاً من دورها المجتمعي، في تذليل العقبات أمام مستهلكيها، في أوقات تشهد أعداداً كبيرة من المتسوقين، أعدت خطة لمواجهة حالات الطوارئ، تشمل زيادة العاملين في الكاشير بنسبة 20%، الأمر الذي يسهم في سرعة إنجاز المعاملات الشرائية للزبائن، كذلك إلغاء إجازات الموظفين والعاملين في الجمعية، إلى ما بعد انتهاء رمضان، لتجنب حالات الازدحام في مختلف الأقسام. وتتضمن خطة الطوارئ أيضا، توفير موظفين بالقرب من الكاشير، يعملون على إنهاء معاملات الزبائن بسرعة فائقة، من خلال وضع مشترياتهم أمام قارئ الأسعار، ثم وضعها في الأكياس المخصصة لذلك، ومرافقتهم إلى مركباتهم في المواقف، كذلك توفير عدد من أجهزة الكاشير المحمول في منطقة خدمة العملاء، من أجل تسريع زمن المعاملة، الأمر الذي يمنع من تكدس المتسوقين أمام الكاشير. إن الجمعية لجأت إلى زيادة عدد عربات التسوق لتصل إلى 2000 عربة، لتجنب انتظار المتسوقين للآخرين من استخدام العربات، وبالتالي تجنب الازدحام في الفروع كافة. عروض منخفضة وفي السياق ذاته، أوضح جان لوك جرازياتو، المدير العام لسلسلة متاجر كارفور في الإمارات، التابعة لمجموعة ماجد الفطيم، إطلاق مبادرة رمضان كريم، في اليوم الأول من شهر يونيو/تموز الماضي، وتستمر شهراً، كذلك تثبيت أسعار 200 سلعة حتى نهاية عام 2015، بهدف المساهمة في جهود مواجهه تضخم الأسعار، في إطار التزام سلسلة متاجر التجزئة بدعم المجتمع، وتوفير منتجات وبضائع بقيمة سعرية منخفضة، من خلال عروض استثنائية، وذلك بالتعاون المستمر مع وزارة الاقتصاد، مشيراً إلى أن كارفور ملتزمة بتقديم أسعار وعروض مخفضة لعملائها، في سبيل تقليل الضغوط والأعباء المادية الإضافية، التي عادة ما تظهر لدى المستهلكين قبل الشهر الفضيل وخلاله. وأضاف أن التزام سلسلة متاجر كارفور، بتوفير الكميات المناسبة للمعروض من السلع ضمن العروض الرمضانية، يأتي من أجل تلبية متطلبات المستهلكين خلال شهر رمضان، داعياً جميع المتسوقين إلى عدم التهافت لشراء المنتجات، في ظل توفرها وبكميات كبيرة، في جميع فروع سلسلة متاجر كارفور في الدولة، التي تشمل 21 فرعاً من متاجر هايبر ماركت، و33 متجر تجزئة متوسط الحجم لكارفور سوبر ماركت، التي تلبي جميع احتياجات المستهلكين. الوقت المناسب يحد من الازدحام أكد الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، أن اختيار الوقت المناسب لشراء الاحتياجات الرمضانية، يحد من ظاهرة الازدحام في منافذ البيع والجمعيات التعاونية. وأشار إلى عدم رفع أسعار المنتجات طوال شهر رمضان، في أعقاب مخاطبة الوزارة مختلف منافذ البيع والجمعيات التعاونية بالدولة، مطالباً المتسوقين بضرورة عدم التهافت على شراء المنتجات وتخزينها، تخوفاً من نفادها، في ظل توفرها وبكميات تزيد على حاجة المستهلكين، حيث إن العروض الرمضانية، متوافرة طوال الشهر الكريم، من دون أن تتعرض أي من السلع إلى النفاد أو ارتفاع السعر. ودعا المستهلكين إلى إجراء مقارنة بين العروض الرمضانية، التي تطرحها مختلف المنافذ، بالتعاون مع إدارة حماية المستهلك، لتحقيق أكبر قدر من المنفعة، موضحاً أن المقارنة أصبحت أيسر في الوقت الحالي، من خلال التطبيقات الخاصة بهذه المتاجر على الهواتف الذكية. فروع لا تغلق أبوابها كشفت جمعية الشارقة التعاونية، عدم إغلاقها أبواب 7 فروع طوال ال24، حيث إنها تعمل نهاراً وليلاً، لتحقيق رضا المستهلكين وإسعادهم. وقال حسن السوقي، مدير إدارة المشتريات في جمعية الشارقة التعاونية، إن مجلس الإدارة، وفي ظل تهافت المستهلكين على شراء احتياجاتهم الرمضانية طوال الشهر الكريم، وبالتحديد في ساعات المساء، قرر زيادة عدد الموظفين العاملين في الفروع كافة، البالغ عددها 25 فرعاً، لتقديم المساعدة للمتسوقين، تجنباً لحدوث حالات ازدحام بين مختلف الأقسام، وأمام أجهزة الكاشير. وأضاف إن الجمعية، تواصل فتح أبواب 7 فروع لها، على مدار ال24 ساعة، تعمل طوال الوقت، في الأماكن التي تشهد اكتظاظاً سكانياً، وتشمل مناطق الخالدية، الشرق، السويحات، حلوان، الرقة، القرائن، والنخيلات. وأكد توفر مختلف الأصناف من جميع المنتجات في الفروع كافة، وبكميات كبيرة تلبي متطلبات المستهلكين، سواء مواطنين أو مقيمين، من خلال حملة تخفيض أسعار 350 منتجاً استراتيجياً بنسبة 50٪، تحمل عنوان، رمضان الخير، إلى جانب تثبيت أسعار 250 سلعة أساسية، منذ مطلع العام الحالي وحتى نهايته.

مشاركة :