يستعرض هراري قناعة باتت راسخة عند كثير من العلماء بأن الموت مجرد "خطأ تقني" يمكن علاجه مستقبلاً. ويشير إلى مساعٍ حثيثة تُضخ دونها المليارات من جيوب أثرياء و شركات كبرى كغوغل ل"تفريغ" محتويات وعي الإنسان على الإنترنت بحيث تنفصل عن الجسد البالي وتتحرر من أغلال الفيزياء، وبحيث لا يعني فناء الجسد ضياع العقل. هذه الفكرة بالطبع تستثني تماماً من المعادلة مسألة الروح التي يؤمن بها أتباع الديانات المختلفة. يختتم هراري كتابه "الإنسان-الإله" بسؤال: "ما مستقبل المجتمعات والسياسة والحياة اليومية حينما تتمكن الخوارزميات غير الواعية ولكن فائقة الذكاء من فهمنا أكثر من فهمنا نحن لأنفسنا؟" وفي الواقع فإنه طرح في خلال اللقاء سؤالاً، أو لنسمه إنذاراً، مشابهاً عندما تحدث عن كورونا، وكيف أن الحكومات الآن تراقبنا عن طيب خاطر منا، لأننا طواعية نوافق على موافاتها بتحركاتنا لكي تبلغنا هي إن كنا عرضة لالتقاط فيروس كورونا المخيف. قال لي هراري في المقابلة إن هذا استخدام إيجابي، لكن الخطوة التالية ستكون مراقبتنا داخلياً، فحص درجة حرارتنا ونبض قلوبنا وضغط دمنا، وهو ما سيؤهل الحكومات لمعرفة مشاعرنا ومواقفنا الفكرية وانتماءاتنا السياسية والدينية بشكل أدق من فهمنا نحن لكل ذلك عن ذواتنا. يبدو واضحاً من حديثه أنه يعتبر أن الإنسان ما هو إلا نتاج لتركيبته البيولوجية، فمشاعر الغضب أو الفرح أو القلق أو الخوف كلها إشارات قابلة للقياس. فماذا عن الحب؟ لمن لا يعلم فهراري مثليٌّ جنسيا ومتزوج وسعيد في زيجته. فهل الحب أيضا مجرد بيولوجيا خالية من المشاعر النبيلة أو الرومانسية؟ أطرح عليه السؤال وأدعوكم للمشاهدة للتعرف على الإجابة. وهذا هو رابط اللقاء:
مشاركة :