تثبت عاماً بعد عام نجمة الدراما الواقعية الفنانة نيللي كريم قدراتها الخارقة على التلون والتنوع في الأداء وتجسيد كل الأدوار، إنها فنانة تعشق التميز وموهبة فنية من العيار الثقيل تجبرنا على التوقف أمامها، وهذا العام تطل علينا بإطلالة جديدة في مسلسل تحت السيطرة، الذي يعرض حالياً على قناة دبي الأولى، فقد استطاعت راقصة البالية والفنانة البسيطة بملامحها الناعمة والبريئة أن تفاجئ الجمهور والنقاد هذا العام بدور جديد ومتقن بحرفية شديدة وتمكن وقدرة على أداء الأدوار الصعبة والمركبة والتي تظهر دائماً فيها طبيعية من دون مكياج وتمثل في مراحل عمرية مختلفة. أصبح المسلسل حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ويحتل المقدمة في أغلب الاستفتاءات ويقف صناعه ونجومه في المركز الأول، فهو عمل درامي لافت يلامس الواقع الذي ربما يكون أسوأ مما يعرض على الشاشة، وينظر إلى الإدمان بنظرة موضوعية باعتباره مرضاً، ويتناول قضية مهمة تشغل الشارع العربي وخطراً يقف متربصاً بأبنائنا، فهو يقدم رسالة هادفة للشباب من خلال قصة تتناول التفاصيل الدقيقة في حياة المدمنين ومشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والظروف التي تدفعهم إلى العودة مرة أخرى للإدمان، وما يتعرضون إليه من انتكاسات سريعة عقب تخليهم عنه. معزوفة موسيقية تحت السيطرة عمل فني يستحق المشاهدة وسط التخمة الدرامية التي قد يضيع وسطها المشاهد ولا يعرف كيف ينتقي أو يشاهد الأعمال الجيدة، وبطولة جماعية أقرب منها إلى معزوفة موسيقية مميزة عزف عليها الأداء الرائع والتوافق المذهل بين كوكبة من الممثلين، من أجل تقديم عمل فني مميز يحترم عقل المشاهد، وتألق الفنان التونسي ظافر العابدين واستطاع أن يمتلك أدواته الفنية ببراعة، كما ترك أداء الفنان هاني عادل انطباعاً مميزاً لدى المشاهد، فيما كان الفنان أحمد وفيق لافتاً واستطاع تجسيد الأحاسيس التي يعيشها المدمن بحرفية. تحت السيطرة مسلسل مليء بالتفاصيل الدرامية من إخراج تامر محسن مخرج موهوب يمتلك أدواته ويعشق الفنان الذي يعمل معه ويعرف كيف يضيف للنص الدرامي ويمتلك حساً إنسانياً ورؤية ذات طابع خاص. علامة مميزة استطاعت نيللي على مدار 3 سنوات أن تخلق جسراً من التواصل والثقة بينها وبين جمهورها لمشاهدة أعمالها دون تفكير لمجرد وجود اسمها فيه، وباتت الأعمال التي تقدمها علامة مميزة تضمن للجمهور مشاهدة عمل فني متكامل تبرق فيه عناصر النجاح، وتفاجئ نيللي جمهورها في مسلسل تحت السيطرة بتقديم شخصية جديدة بعيدة تماماً عما قدمته في أعمالها الأخيرة وهي شخصية مريم المرأة المدمنة الهاربة من ماضٍ تخجل منه.