د. يسرا نصرالله تكتب: الراقصون على آلام الناس

  • 6/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثناء سير صديقتي بسيارتها الخاصة في الشارع مع أخذها جميع الإجراءات الوقائية من تعقيم وارتداء الكمامة وقفازات اليد.استوقفها تصرف غريب لفت نظرها بشدة من سائق ميكروباص إذ أنه كان يجمع الكمامات من الركاب وهم ينزلون من السيارة ثم أعطاها للركاب الجدد ممن لا يحملون الكمامات خوفا من الغرامة التي فرضتها الحكومة.يا للعجب !! أصبح الناس يخشون العقاب والغرامة أكثر من المرض ونقل العدوى ، الأمر أكبر من أنه جريمة فالكارثة الكبرى هي رهان الوعي الخاسر علي بعض الشعب ، لا شك أن الحكومة المصرية قامت بدورها على أكمل وجه من فرض إجراءات إحترازية ووقائية وفرض عقوبة لمن يخالف هذه الإجراءات.ولكن نحتاج جميعا حكومة وشعبا بذل جهد كبير لنحارب الجهل والاستهتار بأرواحنا واروح الغير وعدم المسئوليةيذكرني موقف سائق الميكروباص والركاب بجهل البعض من الناس وخصوصا كبار السن الذين لا يدركون خطورة الامر فكم رأينا وسمعنا عن الكمامة الدوارة أمام البنوك أثناء صرف المعاشات.البعض يرتديها ليصرف معاشه ثم يعطيها لمن يليه في الدور.الأخطر من ذلك هو كورونا الجهل ، كورونا الضمير عندما نجد بعض مستغلي الأزمة ممن يحركهم الطمع والجشع منهم من يجمع الكمامات من القمامة ويعمل على غسلها وكيها لإعادة بيعها لتحقيق الربحومنهم من يعمل علي احتكار الكمامات والقفازات والمطهرات بالرغم من أن مهنة التجارة ليست مهنتهم الأصلية وغير معروف من اي مواد يصنعونها أو كيف يتم الحصول عليها ولا أعلم أهي متاجرة بالكمامات والمطهرات أم متاجرة بالمرض وٱلام الناس.أما أخطرهم من أصابه الفيروس ثم تعافي فبدأ يستغل البلازما الخاصة به في التجارة بالاف الجنيهات بدلا من التبرع بها ، والأشد خطورة هو من يقوم بالنصب والاحتيال عن طريق تزوير أوراق تثبت أنه كان مصاب بالفيروس ثم تعافى بغرض بيع البلازما لمرضي كورونا.الحقيقة هى أننا لم نتعلم الدرس بعد ولم نفهم الحكمة من وراء الابتلاءعزيزي الكوفيد لقد خسر الكثيرون من ورائك حين تعطلت أعمالهم وتوقفت أحوالهم وفقد بعضهم أقاربهم واحبابهم وربح الكثيرون أيضا ممن تاجروا بٱلام الناس وهؤلاء هم الراقصون علي آلام الناسلقد كشفت عزيزي الكوفيد عن معادن الناس وفضحت ادعاءاتهم،وكشفت عيوبهم،وغربلت الناس وبينت لنا الخسيس من النفيس من أصناف البشر،  جزي الله الشدائد كل خيرعرفت بها عدوي من صديقي

مشاركة :