إن جائحة فيروس كورونا هى حدث قصم ظهر العالم ,ولا يسعنا أن نتخيل عواقبه بعيدة المدى لكن هناك قدر من التوقعات مؤكدة الحدوث فكما أن هذا المرض قد أد بأرواح وعطل أسواق وكشف كفاءة حكومات أو انعدامها فإنه سيؤدى إلى تحولات دائما فى القوى السياسية والاقتصادية. لقد أعادت الأوبئة تشكيل العالم كما لم تفعل الحروب يوما إنهار النظام الإقطاعى البريطانى عندما غير الطاعون 1350م الظروف الإقتصادية والديموغرافية ثم تدمير إمبراطورية الأزتك عام 1520 بسبب عدوى الجدرى كما أن هناك 90% من السكان الأصليين للأمريكتين قتلتهم أمراض نقلها الإستعمار الأسباني مثل الجدرى والحصبة والطاعون كان ذلك فى الماضى البعيد أما فى الماضى القريب فقد سجل العام العديد من الأوبئة تبدأ الرحلة من الأنفلونزا الأسبانية عام 1918 م التى أودت بحياة مليون إنسان العدد الذى يفوق الذين قتلوا فى ساحات معارك الحرب العالمية الأولى وتنتهى الرحلة بأواخر عام 2019 تسجيل جائحة كوفيد 19 الذى سيبدو أنه سيكون من الأغنى والأشرس بين سابقيه كوفيد 19 وهو أقرب من الأنفلونزا الأسبانية. أمريكا لن تكون قائد العالم هذه المرة ؟ عندما إجتاح كورونا المستجد الولايات المتحدة الأمريكية خرج ترامب يلقى باللأئمة على الصين لكونها مصدر الفيروس وليست أمريكا، وعنما إجتاح الفيروس الولايات المتحدة أصبحت الولايات المتحدة أكبر دولة فى عدد الإصابات فى العالم فلذلك لن ينظر إللى الولايات بعد الأن كقائدة دولية بسبب سياسة حكوماتها التى تتمحور حول المصلحة الذاتية الضيقة وبسبب نقص الكفاءة لديها كما أن أعظم دولة فى العالم ستكون هى نفسها أكبر دولة فى عدد الإصابات الدولة التى كانت تمتلك أغلى نظام رعاية صحية فى العالم !الاتحاد الأوروبى فى خطر:لقد نجا الإتحاد من أزمة خروج بريطانيا ومن أزمة اللاجئين وقبلها من الأزمة العالمية 2008م لكن لا يستطيع أحد نجاته هذه المرة. لم تسلك الدول الأوربية مسلكا واحدا فى التعامل مع الفيروس وكأن كل منها يعيش فى قارة مختلفة يتفشي فى إيطاليا فتنتظر فرنسا وهكذا فعندما إجتاح الفيروس الصين تعامل الأوربيون من موقع مشاهدة المباراة وكانو يقولون أن مايحدث فى الصين سيظل فى الصين. أنه من المتوقع أن يزيد كوفيد من سرعة تحول السلطة من الغرب إلى الشرق فقد كانت إستجابة كوريا الجنوبية وسنغافورة هى الأمثل وجاءت رد فعل الصين جيدة بعد أخطائها المبكرة، وبالمقارنة بهم فكانت الإستجابة فى أوربا وأمريكا بطيئة وعشوائية.
مشاركة :