تداعيات «كورونا المنزلية» تطرق أبواب المحاكم

  • 6/13/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نحقيق: جيهان شعيب «خلك في البيت» مطالبة أساسية ومسؤولة، وجهتها الجهات المعنية لأفراد المجتمع، منذ اجتياح فيروس كورونا الأجواء، باعتبارها ركيزة أساسية ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية، التي أقرتها، في إطار تصديها للوباء المؤذي، والحيلولة دون توسعة المجال لانتشار العدوى، وبالفعل جاءت النتيجة مبهرة، ومميزة، من حيث انخفاض عدد الإصابات، وكذا الوفيات.وفي ضوء هذه المطالبة التي أذعن لها الجميع، تغير الكثير من النظم الحياتية المعتادة والتقليدية، ومن ذلك العمل الذي أضحى يمارس عن بعد، باعتبار ذلك الرديف لتسيير مجريات المهام الوظيفية، ومعه اضطرت بعض الجهات إلى تخفيض رواتب عدد من موظفيها، والاستغناء عن خدمات البعض، في ضوء انكماش الدخل العائد عليها، بفعل الجائحة التي ألقت بظلال قاتمة على معظم جوانب الحياة. ومع ذلك كانت هناك «طباع جديدة» تم اكتشافها، منها ايجابيات كثيرة للتواجد في المنازل، أهمها تقارب أفراد الأسر، وزيادة التفاهم والترابط بينهم، واكتشافهم مزايا وصفات إيجابية في بعضهم البعض، وعلى الجانب المقابل شهد محيط بعض العلاقات الزوجية، توتراً بين الزوجين، واختلافاً، وتصادماً، وصل إلى حد رفع بعض الزوجات دعاوى طلاق للضرر من أزواجهن، وتشابهت ذرائعهن في مطلبهن، الذي أرجعن السبب فيه لعصبية الزوج القابع في البيت، وعنفه في التعامل وسرعة غضبه، وحدته في معاملة الزوجة، بفعل خشيته من فقدان عمله، أو اقتطاع جزء من راتبه الشهري، بما قد يعجزه عن تلبية متطلبات أسرته، فضلاً عن تنامي خلافات ساكنة كانت بينهما من قبل، وكانا يتعايشان معها، إلا أنها تفجرت مع الاضطرابات المعيشية التي ترتبت على نازلة الفيروس.كورونا ودوره في الخلافات الأسرية، محور الأحاديث الآتية، التي تطرح كيفية عبور مأزقها الحياتي، دون انفصام العلاقات الزوجية، وتشتت الأبناء، وضياع الاستقرار.بالوقوف بداية على قصة خلاف «ع.م» مع زوجها، بفعل ظرف كورونا الاستثنائي قالت: زوجي يعمل بالقطاع الخاص وراتبه كان بالكاد يكفي الحياة المعيشية، رغم أن فترة دوامه فيه كانت تمتد حتي السادسه مساء، وكنت حينذاك أشعر بالضيق، لأنه إثر عودته مرهقاً من العمل، لم يكن مهتماً بمتابعة أطفالنا والسؤال عنا بشكل عام، ومع ذلك كانت تسير حياتنا، التي كان يخصص فيها أيضا يوم إجازته الأسبوعية، للتواصل مع أصدقائه، وأهله، إلى أن وقعت الجائحة، فمنحته جهة عمله إجازة من رصيده، وخلال وجوده بالبيت، أصبح عصبيا بشكل مستمر، ويثور لأقل سبب، وسريع الانفعال، فساد التوتر حياتنا الأسرية، وانعكس ذلك على طفلينا، إلى درجة أنني وهما أصبحنا لا نشعر بالراحة إلا وقت نومه.والحقيقة أنني راجعته مراراً في عصبيته، وسألته عن مبرر لها، فأرجعها إلى توتر نفسيته وقلقه على مستقبل حياتنا، لخشيته من تخفيض راتبه، أو الاستغناء عنه كبعض العمالة الأخرى، وحاولت جاهدة أن أطمئنه بأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وأن ظروف وباء كورونا أثرت في الجميع وانها ستمر بسلام، وأنه لاداعى لأن نعيش في توتر وقلق، ما يؤذي نفسية طفلينا، ويؤثر في دراستهما، ولا فائدة، ففكرت في الانفصال عنه نظراً لما آلت اليه حياتي معه من عصبية، وقلق دائم، لكنني أخذت بنصيحة الأهل بالصبر عليه، وإمهاله وقتا، ليعود لهدوئه، ومازلت مستمرة معه حفاظاً على ولدينا، على أمل أن نتجاوز هذه المرحله قريباً. أنتظر الطلاق قالت «م. ا»: أعيش حياة زوجية لم يمر عليها سوى 5 سنوات، أسفرت عن طفل يبلغ من العمر ٤ سنوات، ومع الظروف التي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا، والأوضاع الاقتصادية التي ترتبت عليها، وأثرت في الحياة المعيشية لغالبية الأسر، كان لزوجي نصيباً من تداعيات الأزمة، حيث أبلغته جهة عمله بمنحه إجازة سنوية على أن يتم تخفيض راتبه بعد العودة للعمل، وخلال فترة وجوده بالبيت ظهرت عصبيته التي تعد صفة من صفات شخصيته، إلا أنه كان يتحكم فيها من قبل، أما اليوم فلم يعد يتقبل أي كلمة، ولايشعر بهدوء نفسي، وأصبح قلقا من المستقبل ومن الالتزامات المادية، فضلا عن ملله، وضيقه من الجلوس في البيت، رغم اني عملت جاهدة على طمأنته، وترديد اننا في بداية حياتنا، والمستقبل لايعلمه الا الله سبحانه وتعالى، وأن القادم أفضل، لكنه لايتقبل، وأصبحت له شخصية مغايرة تماما لما كانت من قبل، فالعصبية تنتابه طوال الوقت دونما مبرر أو خطأ مني، أو من طفلنا الصغير، وصوته المرتفع أصبح السمة السائدة في التعامل بيننا، علاوة على انقطاعه نسبيا عن التواصل مع أهله، الذين تدخل بعضهم، لتهدئته ولكن دونما جدوى، ما جعلني اشعر بأننى وابنه اصبحنا عالة عليه، ونشكل ضغطاً نفسياً ومعيشياً على وضعه الاقتصادي، وكأنني شعرت في لحظه من اللحظات بندمه على زواجنا، وتكوين أسرة، ما دفعني إلى طلب الانفصال، وفوجئت بأنه لا يبالي ولايمانع، وكأنه كان ينتظر الفرصة، لذا حالياً أعيش في بيت أهلي بانتظار الطلاق منه. تزايد ملحوظ بالرجوع للمحامي سالم ساحوه، ذهب للقول بأنه كون الوجود في المنازل أضحى إلزاميا للجميع بفعل جائحة كورونا، ومع التقارب الشديد بين الزوجين، تضاعفت الألفة بين بعضهم، لاسيما حديثي الزواج، حيث اكتشفوا مزايا في بعضهم البعض، لم تكن واضحة لهم بشكل كاف من قبل، فيما - ووفقا لما وقف عليه - وقعت بين بعض الأزواج القدامى مشادات واستفزازات، ومشاحنات، نتيجة خلافات قديمة كانت قائمة من الأساس بينهم، وزادت مع الحظر، وفي ذلك تم تسجيل بعض القضايا للضرر، جراء هذه التراكمات السابقة، وفيها تنازلت الزوجة عن حقوقها من مؤخر وخلافه، مراعاة لوضع الزوج المادي المتأثر بأزمة كورونا.يقول: الملاحظ أن ما تشهده المحاكم حاليا من متغيرات في القضايا الأسرية منذ تفشي الوباء، يتمثل في الأخذ فيها بالبينة، دون التحكيم، حيث للقاضي القرار بالتطليق أو المصالحة، وإن أعربت الزوجة عن تضررها من العيش مع زوجها المدعية عليه.ولاشك في أن هناك تزايداً في عدد القضايا والخلافات الأسرية خلال الجائحة، جراء الاحتكاك اليومي، والتوتر من الوضع الحالي، والخوف من انقطاع لقمة العيش، أو اقتطاع جزء من راتب أي من الزوجين، فضلاً عن خلافات أخرى بسبب إقامة الزوجة مع أسرتها منذ بداية الأزمة، ما أشعرها بالراحة عن بيت أسرة زوجها فطلبت الطلاق للضرر.ومن الممكن حل قضايا الخلافات الأسرية، بواسطة لجان المصالحة، التي تعمل على تقريب وجهات النظر، وتصفية النفوس، مع تغيير مسمى قضايا طلاق للضرر إلى حسن العشرة، وهى أن تتمنى فيها الزوجة أن يحسن الزوج عشرتها، ويوفر لها المأكل، والملبس، والمسكن، والمشرب، والنفقات الأخرى. التعايش السلمي يعتبر د. جاسم خليل ميرزا رئيس جمعية الاجتماعيين، أن جائحة كورونا جاءت ومعها الكثير من الإيجابيات، حيث البعض أصبح يقول شكراً كورونا، لأن كثيراً من الأسر مع جلوسها في المنازل اكتشفت فوائد تمثلت في الاستقرار الأسري، وتزايد الحوار بين أفراد الأسر، واكتشاف مواهب الأبناء، والتعرف إلى هواياتهم، وغير ذلك، وفي المقابل - كما يقول - سمعنا عن كثير من المشاكل الزوجية التي رافقت الوجود في المنازل، كالعنف والصراخ وربما الضرب بين الزوجين، إلى حد ورود قضايا للمحاكم من هذا النوع.وأعتقد أن الزوج الذي يمارس العنف ضد زوجته هو شخص عنيف من الأساس، ولا يعي المسؤولية الزوجية، في ضوء أن الاستقرار في البيوت يحدث تقارباً، دون ان يؤدي إلى مثل هذه الخلافات، لاسيما وأنه قبل أزمة كورونا كانت زوجات كثيرات يشتكين من عدم وجود الأزواج في البيوت فترات كافية، ومن عدم جلوسهم مع البناء، والاهتمام بهم، إلا أنه وعندما وقعت كورونا، وجلس الأزواج في البيوت، حدثت هذه الخلافات الزوجية، فلماذا؟ ننصح الأسر، والأزواج، والزوجات، بالاستفادة من الجلوس في البيوت، بالتقارب، والتعايش السلمي، والإيجابي، بعيداً عن الممارسات العنيفة، فما نريده هو أن نبني مجتمعاً قائماً على التسامح، والحب، والعلاقات الاجتماعية المتماسكه، والتي تنعكس بالفائدة على الأبناء، نريد استغلال الجلوس في البيوت بالحوار، والتفاهم، الاحتواء، نريد أن نؤسس لأسرة متماسكة وقويه قائمة على الحب، والعلاقات الزوجية الإيجابية. قيم التعامل يرى د. سيف الجابري أستاذ الثقافة والمجتمع أن هناك نفوساً وقلوباً ضعيفة، وحائرة في كيفية التعامل مع الأحداث الجارية في ظل جائحة كورونا، بما يفرز إشكاليات مختلفة فى حياة الناس، ومن ذلك تصرفات سلبية تستوجب الرصد، لوضع الحلول لها، خاصة مع تزايدها، منوها إلى أن الحديث هنا يتعلق ببعض العلاقات الزوجية والأسرية التي تشهد توترا بين أفرادها، مع بقاء الجميع في المنازل، منذ نازلة كورونا، حيث يسود عدم الرضا، والتذمر، والقلق، العلاقة بين بعض الأزواج والزوجات، وتتصاعد الخلافات بينهم، جراء الحال التي ألت إليها أمور الحياة، خاصة مع خوفهم من مستجدات الغد، ومستقبل الأيام، والشعور بإمكانية فقدان الدخل أو جزء منه، لعدم الخروج للعمل- وهنا كما يعتقد- تكمن المشكلة، ويتساءل: لماذا يمعن هؤلاء في المشاكل، وكثرة الخلافات؟ ولماذا يلقي كل من طرفي العلاقة الزوجية اللوم على بعضهما في كل صغيرة وكبيرة؟ وأين الرحمة، والمودة، والتحمل، وقضاء الوقت داخل البيت الواحد في تقارب، وتحاب، إلى أن يزول الوباء، وتعود الحياة لما كانت عليه؟ وأين الصبر، والتسامح، والتيقن بأن القادم باذن الله أفضل؟ ويضيف: ليس في ترك الوظيفه نهاية للرزق، أو اليأس، أو اعتبار الحياة توقفت، فذلك من عدم التسليم بقدر الله، وفيه استسلام للشيطان الذى يلعب بأعصاب المسلمين، ويؤدي بكثير من المتزوجين إلى الطلاق، اعتقاداً بأنه الحل الوحيد للخروج من الأزمة المالية التي تهددهم.علينا أن نفهم قيم التعامل، وأن نوقن أن أرزاقنا من الرازق سبحانه وتعالى، وعلينا حسن التصرف، والتوجه لله عز وجل بالصبر على الظروف، والسعى في حلها، وعلى الزوجين تجنب الاختلاف، والسعى لتوثيق علاقتهما، كما أود أن أذكر الساعين إلى الخلافات الزوجية أن يتذكروا نعمة الله عليهم، وأولادهم، في الحياة الجميلة التي مرت عليهم قبل الجائحة، والتسليم بوجوب تحمل الوضع الحالي إلى أن ينقضي، لتستمر الحياة، بسلام، وأمان، واطمئنان واستقرار. الصبر والاحتساب يحسم الباحث الشرعي الشيخ د.السيد البشبيشي، القضية برأي شرعي فصل جاء فيه: هجمت الكورونا على الأرض هجوم الأسد على فريسته، واضطرت الأمم والبلاد أخذاً بأسباب الوقاية والصيانة والنجاة من الوباء والهلاك إلى فرض بعض الإجراءات الاحترازية مثل الحظر المنزلي حفاظاً على أرواح الناس وصحتهم، واتساقاً مع ما جاءت به الشريعة في هذا السياق، والتي بُشر فيها من جلس في بلده وبيته احترازاً من الكورونا والوباء سامعاً مطيعاً لأهل التخصص والقرار في ذلك، مؤمناً بالقضاء والقدر متوكلاً صابراً محتسباً، فله أجر الشهيد سواء مات بالوباء أم ظل سليماً معافى.وقد ثبت عند البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: ( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ ).ولاشك في أن هذه الظروف والأوضاع أثرت بالإيجاب وأحياناً بالسلب في حياة الكثير من البيوت بين الزوج وزوجته وأولاده، هناك من استثمر طول المكث في البيت فترة الحظر ليجتمع أكثر مع أهله وعياله، ويتقرب أكثر من ذويه وأحبابه، ليعيد الألفة واللُحمة بين أفراد الأسرة الواحدة بعد طول بُعاد وغياب.وهناك من استسلم لحالة من اليأس والجزع والقنوط هو أو زوجته وعياله، فتفاقمت المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية بسبب زوج عيًّش نفسه في اكتئاب وقلق لأن المعايش قد قلَّت، والرواتب والمعاشات تناقصت، وبعض الأعمال تعطلت، والأزمة طالت الجميع دولاً وأفراداً ومجتمعات، أو بسبب زوجة وأولاد لم يصبروا وراحوا يزيدون عليه في الأعباء والطلبات، وتناسوا أن الذي كان بالإمكان، أمس، لم يعد ممكناً اليوم، وأنه لا بد من الرضا والصبر والتحمل حتى تمر هذه الأزمة والمحنة بسلام، فإذا لم تصبر الزوجة والأولاد على أبيهم في مثل هذه الظروف فمتى يصبرون ؟!! وإن لم يتعاون الجميع كي يعبروا المحنة بأمان فمتى يتعاونون ؟! ومنذ متى والمسلم ييأس من روح الله ورحمته، ألا يعلم أن الرزق من عند الله وأن الله كتب الآجال والأرزاق وقال في كتابه: «إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين»، وقال سبحانه في معرض عدم تكليف المُنفق إلا وسعه: «لينفق ذو سعة من سعته، ومن قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها...» د. ليلى البلوشي: حلول موضوعية تطرح الخبيرة د. ليلى حبيب البلوشي، مستشارة تنمية أسرية مجموعة من الحلول قائلة: لا يختلف اثنان على أن جائحة كورونا هزت العالم، ليس على مستوى الصحة فحسب، بل امتد تأثيرها كالسيل العرم للحياة الاقتصادية، والاجتماعية والأسرية، فالجميع تأثر من بعيد أو قريب، وأصبح شعار العزل والتباعد أحد الحلول المتواضعة لكبح هذه الجائحة، ولكن كان لذلك تأثيره السلبي في الفرد والأسرة، حيث الكثير من الأسر أصيبت، ولكن ليس بمرض كورونا، وإنما بضغوطات نفسية، انعكس تأثيرها على أفرادها، حيث بعض الأزواج وبسبب ما فرضه الواقع عليهم، أصيبوا باختناق وضيق نفسي، لملازمة المنازل طوال الوقت، وتغير جدول روتينهم اليومي، بالاضافة إلى أن بعضهم تأثروا بانخفاض الدخل الشهري، والذي تم استقطاع جزء منه من المؤسسة التي يعمل لديها الواحد منهم، فضلا عن فقد آخرين وظائفهم، بما أثر فيهم سلباً.الأمر ذاته بالنسبة للزوجة، فهي أيضا تعيش نفس المعطيات والظروف، والنتيجة ان المنزل بكامله قد شُحن بطاقة سلبية، لم يكن من مكان لتفريغها، إلا على أفراد الأسرة أنفسهم، فأصبحوا يفرغون الطاقة السلبية على بعضهم البعض،نعم،كلنا يمر بمرحلة حرحة جداً وصعبة، ولكن الصراخ، والضرب أوالطلاق ليس حلاً، وإنما بمجرد تغيير نظرتنا، سنجد أن الجائحة والعزل منحة من الله، فقد أعطتنا الوقت، والمساحة للتفكر بالذات والأسرة، والقيام بالأعمال التي لم يكن لدينا في السابق وقت لها، كما أصبحت هناك فرصة ذهبية لتحقيق الأهداف، والاقتراب من النفس والذات، والأسرة.ومن بعض الحلول التي تساعد الأفراد لاسيما الأزواج، على التخلص من هذه الطاقة السلبية، وتجنب الخلافات مع الزوجات، والعكس، وضع جدول يومي منظم لأفراد الأسرة، ومراعاة الجانب الروحاني.وأخيراً وللأزواج أقول: تم تخفيض دخلك الشهري... أو تم فصلك... فهذا ليس نهاية العالم... ابدأ بالبحث عن حلول وبدائل.

مشاركة :