خليل الشريف * من أكثر ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات أنه يحمل بداخله حاجة ورغبة لخدمة الآخرين وتقديم يد العون وأن يكون ذا فائدة ونفع لمحيطه ومجتمعه. * هذه الحاجة غفل عنها هرم الحاجات الشهير لعالم النفس الأمريكي الشهير أبراهام ماسلو الذي احتوت قاعدته على الحاجات الفسيولوجية من الجوع والعطش والجنس وتجنب الألم وحتى رأس الهرم حيث تقبع الحاجة لتحقيق الذات. * تبقى لنظرية ماسلو حاجة مهمة وأساسية وهي الحاجة للعطاء .. العطاء دون مقابل. * يقول الله عز وجل واصفاً الطبيعة الإنسانية العظيمة للعطاء دون مقابل (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً). * خدمة الآخرين والسعي لقضاء احتياجات الناس يختصرها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) حيث لم يقتصر على العطاء فقط دون مشاعر، بل على العطاء مع الحب. * أدرك هذه الحقيقة مارتن لوثر كينج حيث قال (كل إنسان يستطيع أن يكون عظيماً لأن كل إنسان يستطيع خدمة الآخرين؛ ليس عليك أن تكون صاحب درجة جامعية لتتمكن من خدمة الآخرين؛ ليس عليك أن تعرف أحدث النظريات الفيزيائية لتتمكن من خدمة الآخرين، إنك بحاجة فقط لقلب مليء بالفضيلة والرحمة وروح تشع بالحب). * تقول الأم تريزا الراهبة الألبانية التي نذرت نفسها لخدمة الأيتام والفقراء والحائزة على جائزة نوبل للســـلام (لا تنتظر من يقودك لعمل الخير، اعمل الخير لوحدك وللآخرين مباشرة). * أكد الخبراء في مجال علم النفس ومنهم المدير السابق لمعهد النهوض بالصحة العالمية في أمريكا ألان ليكس أن معاونة الآخرين تساعد على تقليل حدة الضغط العصبي وتحفيز إفراز هرمون الإندروفين الذي يساعد على الشعور بالراحة النفسية والنشوة. * كل هذا ينطبق على أصحاب الشخصية السوية الطبيعية، أما أصحاب شخصية ما يطلق عليها (أطفال ســـن العامين) الذين يمكن تحديد سلوكهم وشخصيتهم في كلمتين (أنا أولاً) فمثل هؤلاء يكون سلم الحاجات والأولويات لديهم في غاية العشوائية وتكون سلوكياتهم متحفظة للأخذ دون العطاء.
مشاركة :