فرح ودموع في دارفور بعد توقيف علي كوشيب المتهم بجرائم حرب

  • 6/13/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جنوب دارفور - (أ ف ب): لم تتمالك الشابة السودانية بدرية صالح نفسها وأجهشت بالبكاء حين تذكرت زوجها وشقيقها مع سماع نبأ توقيف أحد زعماء المليشيات في إقليم دارفور علي كوشيب الذي تتهمه بقتلهما، إلا أن دموعها لم تخف فرحتها بمثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية. وعلي كوشيب ملاحق بحوالي 50 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في هذا الإقليم الواقع في غرب السودان، وقد سلم نفسه هذا الأسبوع في جمهورية إفريقيا الوسطى. وقفت صالح وهي ترتدي الزي السوداني التقليدي «الثوب»، في مخيّم «السريف» للنازحين بولاية جنوب دارفور، وقالت لوكالة فرانس برس «كوشيب قتل زوجي وشقيقي وهم يدفنون احد اقاربنا في عام 2013 وتسبب في فرارنا من قريتنا». وأضافت الشابة البالغة من العمر 34 عاما متحمسة، ومن حولها المنازل الطينية تغطيها سقفيات من الحشائش الجافة والأغطية البلاستيكية في المخيّم الذي يبعد نحو 5 كلم عن مدينة نيالا عاصمة الولاية «لم أصدق في بادئ الأمر أنه اُعتقل حتى سمعت بيان المدعية العامة للمحكمة». والثلاثاء، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أن كوشيب، زعيم مليشيات الجنجويد المطلوب منذ عام 2007، سلّم نفسه، ويواجه تهمًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على خلفية دوره في النزاع الدامي في إقليم دارفور. وقالت انه بات موقوفا لديها. وكان كوشيب، الذي يُعتقد أنه مولود في عام 1957، مقربا سابقا من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الذي تلاحقه أيضًا المحكمة الجنائية الدولية والموقوف حاليًا في الخرطوم. وشهد إقليم دارفور، الذي يعادل مساحة فرنسا تقريبا، منذ عام 2003 نزاعا بين السلطة المركزية والمتمردين المتحدرين من أقليات إثنية وحربًا أهلية، اتّسمت بأعمال وحشية ارتكبتها مليشيات الجنجويد العربية الموالية لنظام البشير. وأدى هذا النزاع إلى مقتل ما لا يقلّ عن 300 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون وفق الأمم المتحدة. ووصف حسن السنوسي، أحد النازحين بالمخيّم، الخبر بأنه «يبعث في النفس شعورا بالرضا». وقال «كوشيب هاجم قريتنا (فندق) بخمس سيارات وقتل شقيقي ومعه 35 من أهل القرية كان ذلك قبل ثماني سنوات ومن وقتها أعيش في المخيم لخوفي من بطشه». وكوشيب متهم بجرائم ارتُكبت في إطار نزاع دارفور بين عامي 2003 و2004 بينها جرائم قتل واغتصاب ونهب وتعذيب، وقد أشارت المحكمة إلى أنه «شارك شخصيًا في بعض هذه الاعتداءات». ويقول حامد أحمد حرير، وهو نازح آخر: «حاولت العودة إلى قريتي رهيد البردي، لكن كوشيب اعتقلني لمدة يومين، وهددني بالقتل إن لم أخرج، ولم اعد إليها مرة أخرى». وتبعد رهيد البردي حوالي 150 كلم جنوب غرب نيالا. كتب مني اركو مناوي زعيم حركة تحرير السودان، إحدى الحركات المسلحة، على حسابه في موقع تويتر «القبض على كوشيب يعني نجاح العدالة الدولية وبالتالي انتصار للضحايا عقبال بقية المطلوبين وعلى رأسهم البشير». كذلك عبر عدد من أسر الضحايا عن سعادتهم بما حدث. ويقول اسحق محمد، زعيم النازحين في مخيّم «كلمة»، أكبر المخيمات في الإقليم، «هذا ما ظللنا نطالب به واذا سارت الأمور هكذا وتم القبض على بقية المطلوبين فسيكون انتصارا كبيرا جدا لنا». وعبّر الحاج عبدالرحمن عمر (70 عاما) عن سعادته قائلا: «منازلنا ومزارعنا وأملاكنا استولوا عليها، بتأييد الحكومة المحلية»، مضيفا «أهلي تركوا أكثر من 150 متجرا في سوق مدينة رهيد البردي استولى عليها كوشيب وحوّلها إلى استثمارات خاصة». إلى جانب البشير، لا تزال المحكمة الدولية تلاحق ثلاثة من المشتبه فيهم في إطار تحقيقها حول الوضع في دارفور الذي فُتح في عام 2005 بعد إحالته من مجلس الأمن الدولي. 

مشاركة :