احتفل الأميركيون أمس بعيد الاستقلال، وسط مخاوف من هجمات من منظمة «داعش» أو من عمليات إرهابية أخرى. وصباح أمس، نقل تلفزيون «سي إن إن» مناظر قوات شرطة مسلحة تسليحا شبه عسكري في عدة مناطق في مدينة نيويورك، خصوصا المنطقة التي كان فيها المركز التجاري العالمي الذي دمرته هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، والذي حل محله مبنى آخر يشبهه. وفي واشنطن، انتشرت الشرطة المسلحة تسليحا مكثفا، مع كلاب شرطية، وطائرات هليكوبتر، وغرفة مراقبة عمالقة، وذلك لمتابعة التجمعات في «ناشيونال مول» (الميدان الوطني)، والمباني التي تحيط به، مثل: مبنى الكونغرس، البيت الأبيض، متاحف سميثونيان، ونصب تذكارية للرئيس جورج واشنطن، والرئيس أبراهام لنكون، وغيرهما. وأيضا، لمتابعة التجمعات على شارع «كونستيتيوشن» (الدستور) الذي تجرى فيه كل عام عروض عسكرية وجماهيرية. وكانت عمدة واشنطن، موريل باورز، رحبت بالسياح يوم عيد الاستقلال، الذين يتوقع أن يكون عددهم قد زاد على مليون سائح، بالإضافة إلى سكان منطقة واشنطن الذين يزيد عددهم عن مليون شخص. ومع الترحيب، طلبت العمدة من الجميع الحذر، ودعت شرطة واشنطن الناس لإبلاغها عن أي أشخاص يشتبه فيهم إرهابيا، أو أي علامات عمليات إرهابية. وأعلن حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، تعزيز إجراءات الأمن في الولاية خلال احتفالات عيد الاستقلال، كما نقل تلفزيون «سي إن إن»، وذلك «في إطار توصيات مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ووزارة الأمن الداخلي، باتخاذ الحيطة والحذر». وطلب كومو من شرطة الولاية، وخصوصا شرطة مدينة نيويورك، «تشديد إجراءات مراقبة الاحتفالات والمظاهرات». وقال إن نيويورك «كانت دائما هدفا مميزا للإرهابيين». وكتب الحاكم في تغريدة في موقع «تويتر»: «بينما نحتفل بعيد استقلالنا، أدعو كل النيويوركيين ليكونوا حذرين، وليبلغوا الشرطة عن أي نشاطات تدعو للريبة». يوم الجمعة، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، إن الوزارة وجهت نداءات إلى كل السفارات والقنصليات الأميركية في العالم لاتخاذ إجراءات أمنية خلال احتفالات العيد الوطني. وأكد إلغاء احتفال بالمناسبة كان مقررا في قاعدة جوية أميركية في بريطانيا بسبب مخاوف أمنية محلية. وفي بوسطن، نشرت السلطات مجموعات كبيرة من الشرطة، بعضها في لباس مدني. وأيضا طائرات هليكوبتر لمراقبة الاحتفالات. وحسب تلفزيون «سي إن إن»، نفت سلطات لوس أنجليس (ولاية كاليفورنيا) وجود «تهديدات محددة»، لكنها أشارت إلى «مخاوف أمنية من استهداف التجمعات العامة». يوم الاثنين الماضي، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، قد نفى وجود «معلومات مؤكدة» عن تهديدات أمنية خلال احتفالات عيد الاستقلال. وقال: «لا تتوفر أية معلومات استخباراتية محددة، وذات مصداقية، تشير إلى وجود خطر معين». وأضاف أن العادة جرت على اتخاذ إجراءات أمنية متشددة عندما يكون هناك داعٍ لها. وأشار إلى تحذيرات كانت أصدرتها وزارة الأمن، وشرطة «إف بي آي». يوم الاثنين الماضي، دعا وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون، في بيان، أجهزة الأمن في البلاد إلى اليقظة والاستعداد مع قدوم احتفالات عيد الاستقلال. في نفس اليوم، أصدرت شرطة «إف بي آي» بيانا قال إن تنظيم داعش صار «يشكل تهديدا أمنيا خلال هذه المناسبة (الاحتفالات)». ويوم الجمعة الماضي، قالت مجلة «نيوزويك» في موقعها في الإنترنت: «رغم تطمينات المسؤولين الأميركيين بعدم وجود معلومات دقيقة عن أهداف محددة لهجمات خلال عطلة عيد الاستقلال، استعد المسؤولون لأي احتمالات، وذلك بتعزيز إجراءات الأمن في مناطق مختلفة». وأضافت المجلة أن عناصر إضافية من الشرطة أرسلت من عدة ولايات إلى العاصمة واشنطن، «بهدف تأمين مناطق حيوية، كدور العبادة، والمعالم الرئيسية، والمسارح والفنادق». وحسب تلفزيون «سي إن إن» صباح أمس السبت، توضح سجلات وزارة العدل اتهام 49 أميركيا، منذ بداية هذا العام، بالانضمام إلى منظمة داعش، أو التخطيط للسفر إلى الشرق الأوسط للقتال معها. يوم الأربعاء، انضم أشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، إلى كبار المسؤولين الأميركيين الذين حذروا من توسع نشاطات «داعش»، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضا داخل الولايات المتحدة. وتوقع، مثلهم، هجمات «داعش» خلال احتفالات عيد الاستقلال. وبينما كان وزير الأمن، جي جونسون، ومدير مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، جيمس كومي، حذرا من هجمات «داعش» داخل الولايات المتحدة بمناسبة عيد الاستقلال، هذه أول مرة انضم فيها وزير الدفاع، ورئيس القيادة المشتركة، إلى قائمة كبار المسؤولين الأميركيين الذين فعلوا ذلك.
مشاركة :