أكد رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، أن العاصمة الإماراتية لا تسعى فقط إلى بناء أجمل المتاحف، وإنما تأسيس قاعدة شعبية واسعة من متذوقي الفنون، بالإضافة إلى احتضان المواهب الإبداعية. وناقش المبارك خلال الجلسة التي ترأسها أخيراً - ضمن جلسات «حوارات الثقافة للجميع» الافتراضية، وجمعت نخبة من مواهب المجتمع الفني - واقع المشهد الثقافي في الدولة، والتحديات التي تواجه المبدعين في ظل أزمة «كورونا». ومن الموضوعات التي نوقشت خلال الجلسة دور المؤسسات في تطوير الفنون، وكيف يمكن للفنانين أنفسهم الاستفادة من البنية التحتية الثقافية بالإمارات، وواجبهم الوطني كفنانين في دعم القضايا الاجتماعية، كما كشف المبدعون المشاركون عن أمنياتهم الخاصة بتطوير المشهد الفني الإماراتي. وشارك في الجلسة، التي نظمت تحت عنوان «المجتمع الفني: نظرة مستقبلية»، مجموعة من الفنانين الذين كان لهم دور في رسم ملامح المشهد الفني في الإمارات، وهم: عفراء الظاهري، ونجوم الغانم، وفرح القاسمي، وشيخة المزروع، ومحمد كاظم، وطارق الغصين، ورامين حائري زاده، وركني حائري زاده، وحسام رحمانيان. منظومة أضاف المبارك أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تسعى إلى «تأسيس منظومة فنية تلبي تطلعات الفنانين لمشاركة أعمالهم مع المجتمع، ونشعر تحديداً هنا في أبوظبي بأن الفن ينبغي أن يكون جزءاً من هويتنا الثقافية، وجزءاً من كياننا لأنه برأيي ما يميزنا كبشر؛ فالفن يخلق تواصلاً عابراً للغات، وهنا تكمن جماليته». وبالإضافة إلى إنشاء متاحف رفيعة المستوى مثل اللوفر أبوظبي وغوغنهايم أبوظبي ومتحف زايد الوطني، أوضح أن الاستراتيجية الثقافية للدائرة تشمل أيضاً توفير الاستوديوهات ومساحات العرض للفنانين من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن فرص الإقامة والمنح وغيرها من وسائل الدعم الأخرى. وشدد المبارك على أن الهدف من ذلك ليس «فقط بناء أجمل المتاحف وأعظمها، وإنما إنشاء قاعدة شعبية واسعة من متذوقي الفنون، وتركز استراتيجيتنا في جانب كبير منها على كيفية احتضان وتكريس طاقات هذا الكم الكبير من المواهب الإبداعية». أمر ضروري من جهتها، اعتبرت فرح القاسمي، المصورة المقيمة حالياً في مدينة نيويورك الأميركية، أن بناء القاعدة الشعبية للثقافة بصورة تدريجية يعدّ أمراً ضرورياً لازدهار المشهد الفني الإماراتي، مضيفة أن دعم الفنانين في دولة الإمارات يأتي عموماً من الهيئات والمؤسسات المعنية.من جانبه، قال الفنان المفاهيمي، محمد كاظم، إن «الحكومة الإماراتية دأبت على دعم الفنانين منذ سبعينات القرن الماضي، والفرق اليوم أن هناك المزيد من المؤسسات الثقافية والفرص التي يمكن للفنانين الاستفادة منها، وهذا أمر بالغ الأهمية للفنانين الشباب تحديداً»، وأشار إلى أنه بينما اضطر في شبابه إلى الالتحاق بالجيش لإعالة نفسه، بات الفنانون اليوم قادرين على كسب المال من عملهم في الفن. أما المخرجة والشاعرة الإماراتية، نجوم الغانم، فرأت أن التحدي الأبرز الذي يواجه الفنانين عموماً هو ضعف تقدير الفنون على نطاق المجتمع، مضيفة «لايزال الناس يعتقدون أن هناك مسافة تفصلهم عن الفن، ويعتبرونه شيئاً غريباً بالنسبة لهم، ولهذا نحتاج اليوم إلى مشروع وطني يوحّد الجميع، ويضفي الحب على الفن، ويربط ثقافتنا بالناس، ويجعل الفن جزءاً من حياتهم اليومية». تمحور أحد نقاشات الجلسة حول مدى تأثير جائحة «كوفيد-19» في المجتمع الفني، وقالت الفنانة والأستاذة المساعدة في جامعة زايد، عفراء الظاهري، إن الحظر أتاح لها قضاء مزيد من الوقت في الاستوديو الخاص بها، مضيفة «يتعين على الفنانين اغتنام هذه الفترة المهمة للتوقف والتأمل قليلاً، بات لدينا متّسع من الوقت للوقوف على الماضي ومراجعة ممارساتنا الفنية». وفي القسم الأخير من الجلسة سأل المبارك المشاركين، كل على حدة، عن أمنياتهم لتطوير المشهد الفني الإماراتي. ومن بين الأفكار المطروحة تحويل المباني المهجورة إلى استوديوهات فنية، وإعطاء الفن التركيز الكافي في المدارس مثل بقية المواد الأخرى، وضم الفنانين إلى عضوية المجالس الاستشارية للمؤسسات، وإنشاء مشروع عالمي تقوده أبوظبي لجمع البشرية تحت مظلة الفنون. تطوير الشغف ركّز محور في النقاش على تدريس الفن للنشء في دولة الإمارات، وتحدثت شيخة المزروع، وهي فنانة ومحاضرة في جامعة الشارقة، عن دورها في تشجيع الطلبة على تطوير شغفهم الفني. وذكر الفنان، طارق الغصين، أن مسؤولياته كمعلّم تملي عليه إدارة تطلعات طلابه، إذ أبدى العديد منهم رغبتهم في عرض الأعمال الفنية بمتحف غوغنهايم أو المتاحف الأخرى؛ لكنه يحاول إقناعهم بأن عمل الفنان لا يقتصر على عرض أعماله في المتاحف بقدر ما هو رسالة وشغف في آن معاً. الحوار تطرّق إلى واجب الفنانين الوطني في دعم القضايا الاجتماعية. تأثير جائحة «كوفيد-19» في المجتمع الفني واحدٌ من أهم محاور الجلسة. محمد خليفة المبارك: «لا نهدف فقط إلى بناء أجمل المتاحف، وإنما إنشاء قاعدة شعبية من متذوقي الفنون». نجوم الغانم: «نحتاج اليوم إلى مشروع وطني يوحّد الجميع، ويجعل الفن جزءاً من حياة الناس اليومية». عفراء الظاهري: «الحظر أتاح لي قضاء مزيد من الوقت بالإبداع، وعلى الفنانين اغتنام هذه الفترة». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :