تحقيق: راندا جرجس تقع المبايض على جانبي الرحم عند السيدات، ولهما العديد من الوظائف التي تؤثر في الجهاز التناسلي، أهمها الاحتفاظ بالبويضات، إضافة إلى إنتاج الهرمونات الأنثوية كالإستروجين والبروجسترون المرتبطين بالصحة الإنجابية للمرأة، وكذلك نمو العضلات والعظام، وربما تتعرض بعض النساء إلى حدوث مشكلات في أحد المبيضين أو كليهما، كظهور التكيسات، أو بسرطان المبيض الذي يأتي في المرتبة الأولى من الأورام النسائية الخبيثة التي تستهدف السيدات بعد انقطاع الطمث. تقول الدكتورة هيلينا تايلور اختصاصية أمراض النساء والتوليد أن تكيس المبيض هو مرض شائع نسبياً واستقلابياً، أي يؤثر في عدة أعضاء، وتعانيه نحو 2 إلى 25% من الفتيات والسيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و45 سنة، وهناك عدة عوامل لحدوث تكيس المبيض، منها العامل الوراثي، السمنة المفرطة، وكذلك النظام الغذائي غير الصحي، وتعد الاضطرابات الهرمونية من أهم الأسباب، وخاصة التي تنتج عنها تغيرات أنثوية، وزيادة نسبة الهرمونات الذكورية التي تؤثر بشكل ملحوظ في المرأة، إضافة إلى تغير المناعة في الجسم. وسائل التشخيص تذكر د. هيلينا أن أعراض تكيس المبيض عند السيدات يرافقه ظهور الحبوب في البشرة، ازدياد كمية الشعر في الجسم، خلل وعدم انتظام في الدورة الشهرية، وهو ما يؤثر في الأداء الوظيفي لكل من الكبد والبنكرياس، ويؤدي إلى حدوث زيادة في الوزن والهرمون الذكري، ويتم تشخيص الحالة عن طريق عدة جوانب، منها الأعراض السريرية التي تشكو منها المريضة، عمل سونار لتحديد شكل المبيض وحجمه، وتحاليل الدم، ويعتمد العلاج على سبب الإصابة، حيث يمكن وصف حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة في حال كان السبب خلل هرموني. تأثير سلبي توضح الدكتورة بيبيانا شكور اختصاصية أمراض النساء والتوليد أن كيس المبيض البسيط هو كيس مملوء بالسوائل داخل المبيض يمكن أن يكون موجوداً في أحدهما أو كليهما، وتؤثر تكيسات المبيض في النساء من جميع الفئات العمرية، وتتعلق بعملية الإباضة بقطر 2-3 سم، ويتم تحديدها على أنها كيسات جرابية أو جسمية، وفي معظم الأحيان لا تسبب الكيسات أي مشاكل، وتزول من تلقاء نفسها، ولكنها تؤثر بشكل كبير في أغلب الحالات على الخصوبة. أسباب المشكلة تبين د. بيبيانا أن تكيس المبيض يتسبب في الشعور بآلام في البطن، الشعور بعدم الراحة، الانتفاخ، آلام أسفل الظهر، وفي بعض الأحيان، يُلاحظ وجود نزيف غير منتظم مع كيسات بسيطة أو نزفية مستمرة يسببها تقلب الهرمونات، مثل البروجسترون، وهناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن هذه الإصابة منها: - تؤدي متلازمة تكيس المبيض إلى ارتباط فئة خاصة من الخراجات الصغيرة في كلا المبيضين. - الكيسات الجلدية التي تعرف بأنها نوع من الكيسات الحميدة غير الوظيفية، وتتواجد منذ الولادة، وربما تحتوي على دهون وشعر وأسنان بداخلها، وعادة ما تتم إزالتها بالمنظار، ونادراً ما تكون ضارة. - ورم بطانة الرحم الذي يسببه الانتباذ البطاني الرحمي في المبيض أو الأنسجة الأخرى، وهو نوع آخر من الكيسات، وربما ينتج عن تطوره مادة داكنة سميكة تسمى «كيس الشوكولاتة»، وتتطلب إدارة وعلاجاً خاصاً. فحوص علاجية تؤكد د. بيبيانا أن تحديد نوع الكيس يتم عن طريق تشخيص كيسات المبيض من خلال تزويد فحص الحوض، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي واختبار الدم، ويشمل العلاج الطبي عدداً من مسكنات الآلام أو الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، إضافة إلى الأدوية الهرمونية، وعادة ما يكون الحل في التدخل الجراحي بالمنظار، وتتم الاستعانة به حينما يكون قطر كيس المبيض أكثر من 5 سم، وإن كان يلتوي أو يتمزق، ويمكن أن يسبب الانتباذ البطاني الرحمي وأورام بطانة الرحم المصاحبة في بعض الحالات إلى العقم، ونادراً ما تكون خراجات المبيض في فترة الخصوبة خبيثة، ويتم إجراء جراحة جذرية في مثل هذه الحالات يتبعها العلاج الكيميائي. سرطان المبيض تشير الدكتورة زينة مدجلي اختصاصية النساء والتوليد إلى أن المبيضين غدتان أنثويتان مسؤولتان عن إنتاج الهرمونات الأنثوية والبويضات، وكبقية أعضاء الجسم يمكن أن تتعرضا للإصابة بالسرطان، حيث تبدأ خلايا المبيض بالتكاثر والنمو بشكل شاذ، ينجم عنها وجود الأورام المبيضية على أنسجة المبيض، وتصنف بحسب نوع النسيج المبيضي الذي تنشأ عليه إلى أورام بشروية، وتعتبر الأكثر شيوعاً، ولها أنواع عديدة، منها الحميد ونسبتها 80%، والخبيث الذي يعتبر من أخطر الأورام الخبيثة فتكاً في الجهاز التناسلي عند المرأة لأنه صامت، ولا يتم تشخيصه عادة إلا في مراحل متأخرة، ويأتي في المرتبة الخامسة تواتراً بين الأورام النسائية بعد سرطان الثدي والقولون والرئة والرحم، وفي المرتبة الأولى من الأورام الخبيثة التي تصيب السيدات بعد انقطاع الطمث. فئة مستهدفة تذكر د. زينة أن سرطان المبيض يصيب النساء في الأعمار التي تتراوح بين 50 إلى 74 سنة، وأكثر من نصف الحالات تم تشخيصها في عمر ال 65، ويسمى القاتل الصامت، حيث إن أعراضه تبدأ بالظهور في المراحل المتأخرة كالشعور بألم وكتلة وضغط في الحوض، نزيف تناسلي، عدم انتظام الدورة الشهرية، آلام أسفل البطن والظهر، نقص الوزن، التعب والإعياء، والتعب، فقدان طاقة الجسم بشكل سريع، إضافة إلى تبدلات هضمية كالإمساك، الإسهال، سرعة الشعور بالامتلاء أثناء تناول الطعام، الغثيان، عسر الهضم، وبعض الأعراض البولية، مثل تكرار الرغبة في التبول، وربما يظهر تغير في الهرمونات. عوامل الإصابة توضح د. زينة أن أسباب الإصابة بسرطان المبيض غير معروفة تماماً، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من الخطر كالتقدم في العمر، التاريخ العائلي للمريضة، التعرض للعلاج بالإستروجين، البلوغ المبكر، انقطاع الطمث المتأخر، استعمال الهرمونات التعويضية، العقم وعدم الحمل، التدخين، السمنة، وجود بعض الطفرات الجينية الموروثة، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، بطانة الرحم المهاجرة، كما أشارت بعض الإحصاءات إلى أن أصحاب البشرة البيضاء أكثر تعرضاً للإصابة. وتضيف: هناك بعض العوامل التي يمكن أن تقلل خطر الإصابة بسرطان المبيض، وتتمثل في اتباع نمط الحياة صحي، الحفاظ على وزن طبيعي، تجنب زيادة الوزن، الرضاعة الطبيعية، استعمال حبوب منع الحمل، أما عند النساء اللاتي لديهن قابلية وراثية للمرض، فيمكن استئصال المبيضين الوقائي بعد انتهاء فترة الإنجاب. وسائل الشفاء تنبه د. زينة إلى أن أورام المبيض تنتشر بين أعضاء الجسم في المراحل المتأخرة، وهو ما يجعلها تفقد وظيفتها، وربما ينجم عنها تجمع السوائل في التجويف الصفاقي، انسداد الأمعاء القاتل، لذلك يعتبر التشخيص المبكر من الخطوات المهمة، حيث إنه يزيد من نسبة الشفاء، وهو يتم عن طريق الفحص الدوري بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) البطنية والمهبلية، والأشعة المقطعية عند الضرورة، واستقصاء الواسم الورمي في الدم. وتعتمد الخطة العلاجية على نوع ودرجة انتشار ومرحلة الورم، وتعتبر الجراحة لاستئصال الورم الخيار الأمثل في تقييم انتشار المرض، ويمكن اللجوء للعلاج الشعاعي في بعض الحالات، أما العلاج الكيماوي، فيتم استخدامه قبل الجراحة لتصغير حجم الورم، أو بعدها للتخلص من بقايا الخلايا السرطانية، كما يستعمل أيضاً في الأورام الناكسة بعد الشفاء. هرمون البروجسترون يعتبر هرمون البروجسترون أحد الهرمونات الأنثوية التي ينتجها الجسم وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة المرأة الإنجابية، ولذلك فإن حدوث أي خلل يمكن أن ينجم عنه العديد من المشكلات التي تؤثر في توازن الجسم بشكل عام، ويؤدي ارتفاع نسبة البروجسترون إلى التعب والوهن المفرط، عدم انتظام الدورة الشهرية، خلل في التبويض، بالإضافة إلى وجود تكيّس على المبيض، وفي حال انخفاض مستوى الهرمون في الجسم يتسبب في الشعور بالصداع، تغير المزاج العام، الهبّات الساخنة ونزف الرحم غير الطبيعي.
مشاركة :