إن ما يمر به العالم أجمع من ظروف نتيجة جائحة (كوفيد - 19)، وما ترتب عليها من متغيرات وآثار طبعت جميع تفاصيل مظاهر الحياة، انعكست سلباً على الصحة النفسية وزيادة وتيرة القلق والتوتر عند الكثير من الناس، غير أن هنالك دائماً طرقاً ومخارج تساعد المرء على استعادة يقظته الذهنية، وتحفيز طاقته الإيجابية، ورفع معنوياته، بحيث يمكن اللجوء إليها، وتوظيفها في إزاحة الهموم والمخاوف، ثم استعادة مشاعر البهجة والفرح من جديد. تحسين المزاج تتحدث مدربة الحياة والجمال د. ضحى الحيالي عن معجزة الحواس الخمس، وكيفية استثمارها كخطوات استباقية في تحسين الحالة المزاجية، والتعامل مع الضغوط النفسية بطريقة أفضل حتى في الأوقات التي تتفاقم فيها الأزمات، قائلةً: «في مرحلة ما، قد تحمل الحياة في جعبتها المصاعب، ويتسلل الحزن إلى القلوب، ما قد يثير موجة من التوتر والقلق، ولكن من النعم الإلهية أن الإنسان خلق قوياً وقادراً على مواجهة مختلف الظروف، كما جعل الله نقطة البداية لشعوره بالسلام والسكينة ضمن تركيبة حواسه الخمس، والتي يستطيع أن يعيد الاتصال بها وتوظيفها وفق أساليب إيجابية، تبعد عن نفسه ظلال المخاوف والكآبة». وتتابع: «عند الإحساس بالقلق والخوف من أمر ما، سواء كان تفشي فيروس (كورونا) المستجد، أو اجتياز اختبار صعب أو تغير المناخ أو غير ذلك، دع القلق جانباً، وحاول تحفيز ما لديك من طاقة إيجابية، واستشعر جماليات حواسك الخمس واعتمد عليها، متمتعاً بكل حاسة وهبها الله لك (النظر، السمع، الشم، التذوق، واللمس)، لما لديها من قدرة عجيبة على خفض الشعور بالضغط النفسي والتوتر واستقطاب البهجة والتفاؤل». نعمة الحواس الخمس وتشرح الحيالي كيفية الاستفادة من هذه الحواس، قائلةً: حاسة السمع: إلى كل من يتساءل: هل هناك تأثير لما نستمع إليه على حالتنا المزاجية وتوترنا؟ فالإجابة هي (نعم)، نحن أسرى آذاننا، فتجنب سماع الأمور والأخبار السلبية، وخفف من توترك بالاستماع لصوت القرآن الكريم الباعث على الطمأنينة والرضا، أو بالاتصال بمن تحب وسماع أصواتهم، أو الإنصات لصوت زقزقة العصافير، وخرير المياه المهدئ للأعصاب، أو قطعة موسيقية تطرب لها، كما استمع أيضاً إلى الكلمات والعبارات الإيجابية التي تشعرك بالسعادة والثقة. حاسة الشم: ترتبط حاسة الشمّ بجزء من الدماغ يسمى «الجهاز الحوفي»، وهذا النظام مسؤول عن الذكريات والعواطف، حيث إنه يكتشف المعلومات، ويمررها إلى الدماغ، فاستثمر حاسة الشم لديك مثلاً في استنشاق عطر يحمل ذكرى طيبة في نفسك، أو شم روائح الزهور والأعشاب العطرية، كالخزامى والبابونج للشعور بالاسترخاء والراحة. حاسة التذوق: أثبتت الدراسات أن هرمون الكورتيزول الذي يفرز بوساطة الغدة الكظرية، يلعب دوراً مهماً في مختلف وظائف أجزاء الجسم، وهو يرتفع في حالات التوتر والقلق، كما أن هناك مجموعة من الأغذية التي تلعب دوراً في خفض نسبة الكورتيزول وتحسين المزاج، مثل تناول قطعة من الشوكولاتة الداكنة الغنية بمضادات الأكسدة، أو تناول المشروبات الساخنة، مثل الشاي بالأعشاب والبابونج وخلافه، إضافة إلى الفواكه الحمضية الطازجة الغنية بفيتامين «سي»، كالبرتقال والليمون، والأفوكادو الذي يعزز التركيز. حاسة البصر: تمتع ببصرك فإنه نعمة، واستثمره بالنظر إلى كل الأشياء الجميلة من حولك، كمنظر طبيعة خلاب يستقطب انتباهك ويشدك، أو لوحة فنيّة بديعة تلهم خيالك، أو ألبوم صور قديمة تحمل معاني الفرح، وتجلب ذكريات محببة إليك. حاسة اللمس: يعتبر اللمس أهم جزء في التواصل غير اللفظي، فمن خلال حاسة اللمس تتواصل مشاعرنا، ونعبّر عن احتياجاتنا النفسية والبدنية، كما أن اللمس يحمل معاني أساسية لنا، مثل المحبة الود والدعم العاطفي، فاحتضان من تحب يشعرك بالدفء والحميمية والراحة، وملامسة الماء عبر الاستحمام بماء دافئ كفيل بإزالة إحساسك بالإجهاد والتعب والتوتر.
مشاركة :