بيروت – وكالات: عادت السخونة والمواجهات من جديد للشارع اللبناني مُوقِعة جرحى وإصابات مع رجال الأمن، بالتزامن مع وصول الليرة اللبنانية لمستويات هبوط تاريخية أمام الدولار. وامتدت الاحتجاجات والتظاهرات التي تواصلت على مدار اليومين الماضيين، من العاصمة بيروت حتى مدينة طرابلس في الشمال، وسط توقعات بمزيد انتشار إلى مدن أخرى ما لم تتخذ الحكومة والقوى المشكلة لها قرارات مصيرية وحاسمة في ما يخص الوضع الاقتصادي المتدهور .من جانبها كشفت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في لبنان أمس إصابة 50 شخصًا بينهم ستة عسكريين خلال مواجهات عنيفة بين الجيش ومتظاهرين خلال احتجاجات ليلية شهدتها ساحات مدينة طرابلس. وقالت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة الإسلامية، إن الإصابات تنوعت بين الاختناق والجروح والرضوض حيث جرى نقل بعض المصابين إلى مستشفيات المدينة.وأدت المواجهات التي اندلعت خلال الليلتين الماضيتين بطرابلس وبيروت، إلى اعتداءات طالت محال تجارية وإغلاق طرق وشوارع فرعية ورئيسية وتدخلا من قوى الأمن والجيش. وشهدت بعض شوارع طرابلس أيضًا أعمال شغب حيث أشعل عدد من المحتجين مستوعبات النفايات وقطع الطرقات بالإطارات. وشهدت ساحة عبد الحميد كرامي في المدينة بالتزامن اشتباكًا بين المحتجين من جهة وعناصر الجيش وقوى الأمن الذين تعرضوا لرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف.وأقدم عشرات الأشخاص، على تحطيم وإحراق محال تجارية، في مبنى العازارية، وسط العاصمة اللبنانية بيروت.وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات لإحراق شبان، عددًا من المحال التجارية، التي قاموا بتحطيمها في محيط ساحة رياض الصلح، وسط بيروت.وتأتي الاحتجاجات عقب تدهور غير مسبوق للاقتصاد اللبناني، بعد أن فقدت الليرة حوالي 70 بالمئة من قيمتها، وتجاوز سعر صرف الدولار حاجز ال 6 آلاف ليرة في السوق السوداء.وتأتي التطورات الميدانية بعد أن كلّف مجلس الوزراء اللبناني، وزيرة العدل ماري كلود نجم، بالتحقيق في الهبوط غير المبرر لليرة أمام الدولار، تمهيدا لإحالة ما ينتج عن التحقيقات إلى القضاء المختص. وعلق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على «أعمال التخريب في بيروت، متهما من يقف وراءها بأنهم «لا يملكون ذرة من أهداف الثورة وقيمها. إنهم مجموعات مضللة تنجرف وراء مخطط ملعون يسعى إلى الفتنة ولمزيد من الانهيار».وخاطب الحريري عبر حسابه بتويتر شباب وشابات الثورة، قائلا «هذه الهجمات هدفها تأليب الرأي العام ضد التحركات الشعبية واستباق الدعوات إلى التجمع والاعتصام احذروا المتسللين إلى صفوفكم والمتسلقين على مطالبكم».كما خاطب الحكومة «لا تجبروا الناس على حماية أملاكهم وأرزاقهم بأنفسهم. المسؤولية عندكم من أعلى الهرم إلى أدناه ونحن لن نقف متفرجين على تخريب العاصمة». من جانبه استنكر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان عمليات التخريب مطالبًا بملاحقة المخربين وإلقاء القبض عليهم وإحالتهم للقضاء المختص لمحاسبتهم ومعاقبتهم .وحمل دريان ، «الدولة مسؤولية ما حصل من أعمال شغب وتكسير وحرق للمحلات التجارية من أملاك عامة وخاصة، التي ينبغي أن تكون حامية لأملاك الناس».
مشاركة :