بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا هاتفيا اليوم (السبت)، الأزمة الليبية وملف سد النهضة الأثيوبي. وذكر المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي، أن السيسي تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من رامافوزا، بحثا خلاله التطورات الراهنة للقضية الليبية والجهود الأفريقية المشتركة لتسويتها، في إطار محددات مبادرة "إعلان القاهرة". واستعرض السيسي، ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الليبية، والتي تهدف بالأساس إلى الوصول لتسوية سياسية شاملة تحقق الأمن والاستقرار، وتضع حدا لأعمال العنف والاقتتال والإرهاب، مع عودة مؤسسات الدولة، وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي وصون مقدراته. بينما أشاد رامافوزا، بالجهود المصرية المركزة والحثيثة في الملف الليبي، ورحب بمبادرة إعلان القاهرة، التي تتسق مع جهود الاتحاد الأفريقي لتسوية الأزمة الليبية وإنهاء مخاطر تداعياتها السلبية على استقرار وأمن دول الجوار الليبي والقارة الأفريقية ككل. وكان السيسي قد أعلن السبت الماضي عن توافق رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، على مبادرة سياسة شاملة لإنهاء الصراع في ليبيا. وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي بحضور صالح وحفتر، إن المبادرة تدعو كافة الأطراف إلى وقف إطلاق النار، مع إلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية. وتنص المبادرة أيضا على تفكيك الميليشيات، واستكمال أعمال مهام اللجنة العسكرية (5+5) بجنيف برعاية الأمم المتحدة، وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة فى مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة الحكم فى ليبيا. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011. وتبادل السيسي ورامافوزا، أيضا خلال الاتصال الرؤى بشأن تطورات الموقف الراهن لملف سد النهضة الأثيوبي، والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة. ويواصل وزراء الموارد المائية والري من مصر والسودان وإثيوبيا اليوم اجتماعاتهم عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. وكانت الدول الثلاث قد استأنفت الاجتماعات اليومية الثلاثاء الماضي، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا التي ترأس حاليا الاتحاد الأفريقي. وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا. وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب. ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.
مشاركة :