نقل رفات نجم كرة القدم البرتغالية أوزيبيو الذي توفي منذ نحو عام ونصف العام، إلى مقبرة «بانتيون» الوطنية الشهيرة في لشبونة، حيث يرقد عدد من أهم الشخصيات في تاريخ البلد الأيبيري. وودّع ممثلون عن السلطات البرتغالية وعددٌ كبير من الشخصيات البارزة في "بنفيكا"، النادي الذي لعب فيه أوزيبيو على مدار 15 عاماً، بالإضافة إلى مئات المشجعين للمرة الأخيرة أمس (الجمعة)، «الفهد الأسمر»، مثلما كان يطلق عليه. وجاب النعش الخشبي الذي كان يحتوي على رفاته، مغطى بعلم البرتغال، شوارع لشبونة على متن عربة تجرها أربعة جياد بيضاء حتى «بانتيون»، حيث كان مسؤولون رفيعو المستوى في الانتظار. وبعدها، وصل النعش إلى ملعب "النور"، معقل "بنفيكا" حيث كان في انتظاره 200 مشجّع، يتغنّون بإسم اللاعب الراحل. وأدلى الرئيس البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا كلمة بدأها بالإشارة إلى أن أوزيبيو كان «برتغالياً عظيماً»، وأبرز الشعبية التي كان يتمتع بها بين جميع مواطني البلاد. وقال سيلفا: «كان محبوباً جداً من الشعب البرتغالي، من كل البلاد»، مثنياً على البساطة والتواضع «لإحدى الشخصيات الآسرة» التي تعرّف عليها في حياته. وألقت رئيسة «مجلس الجمهورية» (البرلمان) أسونساو استيفيس كلمة في الحدث، ركّزت فيها على الدور الذي لعبه النجم الراحل في تعريف العالم بالبرتغال، قائلةً «ليس فقط لاعباً خالداً، إنه أيضاً رجل خالد. ورغم ذلك، سمعناه يقول أنا لست أفضل من أحد». وبعد كلمتي كافاكو واستيفيس، نُقل النعش إلى داخل المبنى، لتكون تلك نهاية حدث استمرّ طيلة مساء أمس. وصدّق البرلمان البرتغالي بالإجماع على نقل الرفات يوم 20 شباط (فبراير) الماضي في قرار مشترك أكّد مساهمة اللاعب، الذي يوصف بأنه «رمز وطني»، في نشر صورة البرتغال في جميع أنحاء العالم. وُلد أوزيبيو في موزمبيق عام 1942، عندما كان البلد الأفريقي مستعمرة برتغالية، وتوفي يوم الخامس من كانون الثاني (يناير) 2014، عن 71 عاماً بعد إصابته بسكتة قلبية. ومثّل النجم الراحل نادي "بنفيكا" على مدار 15 عاماً، وسجل له 638 هدفاً في 614 مباراة، محرزاً ألقاب الدوري 11 مرة، والكأس خمس مرات، بالإضافة إلى لقب في «كأس أوروبا». واختير أفضل لاعب في العالم في عام 1965، ونال جائزة «الحذاء الذهبي» مرتين موسمي 1967/1968 و1972/1973. ومثّل المنتخب البرتغالي في 68 مباراة، مسجلاً فيها 41 هدفاً، وقاد الفريق لأفضل إنجازاته حتى الآن بإحراز المركز الثالث في مونديال إنكلترا عام 1966.
مشاركة :