شدد شيوخ دين على اهمية توعية المجتمع بجوانب الالتزام بقيم الاعتدال الفكري والحوار المنطقي بهدف مواجهة جميع مظاهر الغلو والتطرف، محذرين من موجة التطرّف الديني التي باتت تشهدها المجتمعات العربية وبخاصة بين فئة الشباب، مؤكدين على ان التطرّف الديني يؤثر سلباً على السلم الأهلي والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد. جاء ذلك خلال أمسية دينية اقامتها محافظة العاصمة تحت عنوان "الاعتدال ونبذ التطرّف" بمشاركة فضيلة الشيخ سليمان الجبيلان من المملكة العربية السعودية وفضيلة الشيخ الدكتور راشد الهاجري من مملكة البحرين وذلك ضمن برنامج "أمة محمد صلى الله عليه وسلم" في نسخته الرابعة المقام بدعم من بنك البحرين الاسلامي، المقامة بمركز الشيخ عيسى الثقافي، حضرها اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين. وأكد كل ٍ من الشيخان راشد الهاجري وسليمان الجبيلان أن التفجير الإرهابي الذي استهدف مصلين في مسجد الإمام الصادق بالكويت الجمعة الفائت وأدى على أثره لسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المصلين جاء نتيجة لإدراك المتورطين للأفكار المغلوطة وسوء فهم الآخر وسوء قراءته، داعين من الله عزّ وجلّ ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل وأن يحفظ دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا من كل شر ومكروه وأن يبعد عنها المؤامرات والفتن التي تهدف إلى الإخلال بأمن البلاد والعباد، منوهين بإن التفجير يأتي بهدف ضرب النسيج الوطني الواحد في منطقة الخليج والنيل من مقدراتها ومكتسباتها والإضرار بثقافة التسامح والتعايش السلمي الذي تتمتع به دول الخليج العربي. وطرح الشيخان عدة حلول للحيلولة دون انتشار ظاهرة التطرف أهمها: ضرورة فتح قنوات مباشرة للحوار الديني والثقافي مع الآخر بوصف الحوار حاجة ملحّة، وأهمية تعزيز الوسطية في الدين بين العامة وتوظيف المفاهيم المشتركة بين الأديان في الإطار الإنساني بالإضافة الى التعاون على البّر والخير. تأتي إقامة برنامج أمة محمد ضمن توجيهات سعادة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ العاصمة بهدف إشراك جميع شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين بمملكة البحرين عامة وفي العاصمة المنامة خاصة لضمان ترسيخ دور المحافظة القائم على الشراكة المجتمعية، وذلك إيماناً من حرص المحافظة الدؤوب على السبق في طرح الفعاليات التي تسهم في تنمية وتشجيع المدركات لجميع الفئات وخصوصاً الشباب منهم بوصفهم عماد المجتمع.
مشاركة :