ليبيا.. لجم التدخل التركي بوابة الحل السياسي

  • 6/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طريق بلا ثانٍ، يظل خيار الحل السياسي في ليبيا.. وهو الأمر الذي يراهن عليه المجتمع الدولي كله، متبعاً كل مسلك يؤدّي إلى عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، التي أنهكتها الحرب الضروس. لم تكن الأزمة الليبية معقدّة، كما تبدو عليه الآن، بفعل التدخّل التركي، الذي حوّل ليبيا إلى أرض للإرهاب، عبر نقل الأسلحة والمرتزقة للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس، طمعاً في الاستحواذ على ثروات البلاد النفطية، وانتهاك سيادتها، عبر إنشاء قواعد عسكرية، تمهّد ربما لاحتلال كامل. لم يُجمع المجتمع الدولي يوماً، كما فعل مع المبادرة المصرية للتوافق في ليبيا، تداعت الدول، كبيرها وصغيرها، ترحيباً بها، لما يرون فيها من بنود قادرة على إعادة البلاد إلى جادة الصواب، إلّا أنّ ما يقلق الطرف التركي، ومن خلفه «الوفاق»، نصها على تفكيك الميليشيات ونزع أسلحتها، ليتمكّن الجيش الوطني مع الأجهزة الأمنية، من الاضطلاع بمسؤولياتها ومهامها العسكرية والأمنية في البلاد، باعتباره وحده القادر على الوفاء بموجبات الأمن والاستقرار المنشوديْن. لم تخرج بنود المبادرة المصرية عن «مؤتمر برلين»، بل زادت عليه ما يضمن ديمومة الحلول ونجاعتها في إنهاء الانقسام، والدولة الحديثة التي ينتظرها الجميع، دولة آمنة مستقرة، فاعلة في محيطها الإقليمي وفلكها الدولي معاً، الأمر الذي يحتّم على المجتمع الدولي وقواه الفاعلة، استثمار الفرصة الثمينة، والضغط على تركيا لوقف عبثها بالسيادة الليبية، وإرغامها على الخروج من المعادلة، وترك الليبيين يقررون مصير بلادهم، وضغط مماثل على حكومة الوفاق، يجبرها على الامتثال غير المشروط لخيار التفاوض، والوصول إلى تسوية سياسية ترضي المجتمع الليبي بكل مكوّناته وشرائحه. تحتاج ليبيا فرصة لبناء مؤسساتها الأمنية، لدحر الإرهاب المستشري، وحماية السيادة المنتهكة، واستعادة مجالها الجوي والبحري والبري، ومن ثمّ بناء مؤسساتها السياسية، التي تضع لبنات المستقبل، فهل يقف العالم إلى جوارها في هذا المنزلق الصعب، أم يتركها فريسة يتلقفها الطامعون الأتراك؟. الحل في ليبيا دونه عقبات وعقبات، إلّا أنّ تجاوزها ليس بالأمر الصعب، إن توفّرت الإرادة، سواء من الفرقاء أو المجتمع الدولي، المطالب أكثر من أي وقت مضى، بإبداء جديته، وتفعيل آلياته لإعادة البلاد إلى الجادة. عاش الليبيون تسع سنوات عجاف، ملؤها الدم والدموع، دفعوا غالي الأثمان من أجل تحقيق دولة مدنية مستقرة، إلّا أنّ دخول الإرهاب في المعادلة، باعد بينهم وبين أحلامهم، بل أحالها كوابيس، توشك أن تقذف ببلادهم في جب المجهول. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :