خطة الضم نقطة تحول فارقة في سياسة أيباك | | صحيفة العرب

  • 6/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - أحدثت خطة الضم التي يعتزم تطبيقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم نحو 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، فرزا في المواقف ليس فقط في علاقة بالاتحاد الأوروبي أو الدول العربية الرافضة لذلك، بل أحدثت أيضا شرخا بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة وأيضا تحولا هاما في السياسات العامة للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك). بينما يراقب المجتمع الدولي خطوات قادة إسرائيل التائقة إلى الشروع فعلا في الضم، وأعطى مسؤولون في “أيباك” الضوء الأخضر لمشرعين في الكونغرس الأميركي، لانتقاد مخطط الضم شريطة عدم المساس بالمساعدات الأميركية لإسرائيل. خطوة بدت غير معتادة في سياسة المنظمة بشكل خاص واللوبي الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة بشكل عام، لكن البعض يصنفها في خانة تمسك “أيباك” بحل الدولتين عكس ما يذهب إليه نتنياهو. وواجهت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية مهمة لا تحسد عليها في السنوات الأخيرة. فقد وُجدت أيباك لتدعم وتعزز العلاقات الأميركية الإسرائيلية. لكن خلال فترتي الإدارتين الرئاسيتين الأخيرتين في عهدي باراك أوباما ومن بعده الرئيس الحالي دونالد ترامب، لم يكن هناك تماما أي إجماع داخل الجمهوريين أو الديمقراطيين بشأن ما ينطوي عليه الدعم المقدم لإسرائيل، وما إذا كان يتعين تقديمه أساسا. يقول الكاتب الأميركي إيلي ليك في تقرير له نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن أحدث مثال على التحدي الجديد بالنسبة إلى “أيباك” يتعلق بخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية. ظاهريا، قد لا يبدو هذا قرارا صعبا بالنسبة إلى السياسيين الأميركيين. فقد قال القادة الإسرائيليون طوال ثلاثة عقود تقريبا إن أي حل للدولتين مع الفلسطينيين سيتعين أن يتيح لإسرائيل الدفاع عن حدودها في وادي الأردن وأخذ المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في الاعتبار. وتقول خطة الرئيس رونالد ترامب للسلام التي تم الكشف عنها في يناير الماضي صراحة إن الوادي والمستوطنات اليهودية ستكون جزءا من إسرائيل في أي اتفاق نهائي. ومع ذلك فإن هذه القضية أحدثت انقساما بين الجمهوريين والديمقراطيين. وحتى إدارة ترامب فقد حذرت نتنياهو ومساعديه سرا من المضي قدما في عملية الضم ما لم تكن حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية ملتزمة بتطبيق خطة ترامب للسلام على أوسع نطاق ويكون ذلك واضحا. إيلي ليك: رسالة أيباك السياسية في علاقة بالضم مهمة إيلي ليك: رسالة أيباك السياسية في علاقة بالضم مهمة ويرى الصحافي والكاتب الأميركي الإسرائيلي ليك بحسب ما كتب في بلومبرغ الأسبوع الماضي، أنه يبدو أن نتنياهو يعتزم المضي قدما في عملية الضم دون تنفيذ الأجزاء الأخرى من الخطة والتي تعتبر أكثر قبولا من جانب الفلسطينيين. وفي ضوء ذلك قررت “أيباك” تجنب هذه القضية. ووفقا لتقرير نشرته وكالة تليغرافيك اليهودية مؤخرا، فإن أيباك تقول للنواب الأميركيين على نحو خاص إنه طالما لا يدفعون نحو الحدّ من المساعدات لإسرائيل، فـ”بإمكانهم انتقاد خطة الضم دون المخاطرة بفقدان الدعم من أيباك مستقبلا”. ويضيف ليك أن هذا ليس أمرا مستغربا، ففي الثمانينات والتسعينات، دعمت أيباك في بعض الحالات خصوما أساسيين لنواب كانوا ينتقدون إسرائيل صراحة. ولكن في السنوات الأخيرة تراجعت المنظمة عن هذا الأسلوب. ففي عام 2015 دعمت أيباك بعض الديمقراطيين في الكونغرس الذين صوتوا لصالح الاتفاق النووي الإيراني الذي كانت تعارضه المنظمة. وفي الأسابيع الأخيرة، ضغطت المزيد من الجماعات الليبرالية على النواب الديمقراطيين ليعارضوا صراحة خطة نتنياهو للضم. وقد فضل بعضهم أيضا إثارة موضوع المساعدات العسكرية الأميركية التي تحصل إسرائيل على أكبر حصة منها وذلك من أجل الضغط للتراجع عن الضم. ويقول ليك إن رسالة أيباك هنا مهمة، فبينما لا تتخذ أي موقف بالنسبة إلى عملية الضم، قالت في ورقة من صفحة واحدة توضح فيها سياستها وقد تم إرسالها إلى الكونغرس إن أي سلام دائم “يمكن تحقيقه فقط إذا واصلت الولايات المتحدة المساعدة في ضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، والمتمثل في القدرة على مواجهة وهزيمة أي تهديد عسكري تقليدي كبير مع تكبد الحد الأدنى من الأضرار والخسائر في الأرواح”. ويعني هذا أن فرض الشروط أو خفض المساعدات العسكرية لإسرائيل سيقوض الهدف الأكبر الخاص بحل الدولتين. ويوضح ليك أن هذا قد يكون حقيقيا، وفي الوقت نفسه، من الحقيقي أيضا أنه ستكون هناك أوقات يختلف فيها القادة الإسرائيليون والأميركيون بشأن السياسة. وأحدث مثال على ذلك اتفاق باراك أوباما النووي مع إيران. ومن المؤكد تقريبا أن أي رئيس ديمقراطي سوف يتصادم مع أي حكومة يمين – وسط إسرائيلية بشأن خطة ترامب للسلام. ويرى نتنياهو أن هذه فرصة نادرة لإسرائيل لتحقيق حدود أكثر أمانا للأجيال المستقبلية. ومعظم الديمقراطيين يرون أنها غطاء للقضاء على ما تبقى من عملية السلام التي بدأت منذ 30 عاما تقريبا. وفي هذا الصدد أحدثت أيباك تحولا في سياستها بتجنبها قضية الضم. فهذه المنظمة لن تكون فعالة إذا أغضبت حزبا سياسيا لإرضاء حزب آخر. ويختتم ليك تقريره بالقول إن هذا الجدل يثير أيضا تساؤلا أكثر عمقا بشأن غرض أيباك وتنفيذ استراتيجيتها على أوسع نطاق. فالولايات المتحدة وإسرائيل تتفقان على معظم القضايا الاستراتيجية. ولكن سوف تكون هناك مواقف لا يتفقان عليها. وفي تلك الظروف من المحتمل استخدام المساعدات العسكرية الأميركية التي تبلغ 3.8 مليار دولار كنوع من الضغط. ما يدفع إلى أن تكون الاستراتيجية الطويلة الأمد والأكثر حكمة بالنسبة إلى إسرائيل ومنظمة أيباك هي توقع تلك الحالات الحتمية من الاختلافات والبدء في خفض تلك المساعدات تدريجيا للاستغناء عنها تماما.

مشاركة :