مناع: الانضمام لـ«اليونسكو» نقطة تحوّل فارقة في حياة جدة التاريخية

  • 1/22/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصف الكاتب والمفكر والمؤرخ الدكتور عبدالله مناع جدة التاريخية بأنها محطات في مسافات التاريخ ومدينة كتبت للأجيال أكثر من قصة ورواية. وأضاف مناع خلال حديثه في أعمال الملتقى الثقافي لمهرجان جدة التاريخية «كنا كدا 2» إلى أنه عايش تقلبات وتحولات من المد والجزر، وبيّن أنه تعلم كيف يكون للبحر خطابه وتأثيره، وكيف تكون للموجة لغة ترسل عذوبتها في نسمات مبتلة بالحب حين تجتاز «رواشين» لا تقبل القسمة على اثنين في ذاكرة الفن والابداع، وفي رسم ثقافة المكان والناس والزمان. واستطرد الدكتور مناع وهو من عشاق جدة وتنسم هواءها وعاش فيها حديثه وهو يحكي: مازالت جدة قصة مختلفة في منظومة المدن وتركت تاريخًا ليس فقط في الإرث الذي يرتهن للتضاريس ولكن في حجم الوعي وتأهيل الفكر لسكان تجذروا في اعماق ممراتها وقفزاتها وعثراتها ومن رواشينها أطلوا اليوم من نوافذ على الحاضر وأمطروه. والدكتور عبدالله مناع أحد أولئك الكبار الذين كتبوا جدة من فوق «سنابيك» مجاديفها بالحب والإبداع والشجن، وهو الصندوق الأسود حين استضافه ملتقى المهرجان التاريخي «كنا كده 2» في واحدة من حلقات التراث التي تقام في مدينة جدة التاريخية، حيث بدأ حديثه من منصة الحاضر وخلفه كانت الأماكن التي تعيده الى يوم مولده في حارة البحر، حيث قال: ما أكثر وأعظم اللحظات التاريخية الفارقة في حياة جدة.. فنحن نعيش الآن ونسعد بلحظتها التاريخية التي جاءت مع مطلع الألفية الثالثة في الثالث والعشرين من شهر شعبان من العام الماضي (1435هـ) الموافق للحادي والعشرين من شهر يونيو من عام (2014م)، الذي ودعناه قبل أيام، عندما التقت في العاصمة القطرية (الدوحة) -خلال ذلك الشهر- لجنة حماية التراث العالمي الإنساني التابعة لمنظمة اليونسكو للعلوم والثقافة والآداب والفنون برئاسة الأميرة شيخة مياسة شقيقة أمير دولة قطر لـ»التصويت» على قبول ملف مدينة جدة من عدمه.. الذي تم تقديمه أخيرًا بصورة متكاملة عبر جهود موفقة مشتركة بين الهيئة والأمانة في شهر يناير الماضي.. ليصوّت أعضاء اللجنة بـ «الإجماع» على قبول (الملف)، وهو ما يعني -بالتالي- الموافقة على ضمها إلى (قائمة حماية التراث العالمي).. منذ تلك اللحظة.. منذ ذلك اليوم. وقال المناع: لقد سبق هذه اللحظة لحظات تاريخية فارقة أوصلتنا إليها، يتوجب استرجاعها والاحتفاء بها، وتذكير الأجيال الشابة.. خصوصًا بها، إذ لولاها مجتمعة.. لما كنا في لحظتنا السعيدة هذه، وهو ما دعا محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ورئيس لجنة التنمية السياحية بها وصاحب الجهود الحثيثة المشكورة في حماية المدينة وتراثها المعماري من عبث العابثين واستغلال المستثمرين، وكما كان يفعل والده المرحوم الأمير ماجد بن عبدالعزيز إلى تكريم هؤلاء الملاك تقديرًا وامتنانًا لهم وتحفيزًا للبقية منهم. وأفاد المناع أن المسؤولية تظل أكبر من كل الجهود المشكورة التي بُذلت، فهي تحتاج في مواجهتها إلى أمرين في تقديري، الأول: دعم مالي سخي من قبل الدولة بعد إعلان اليونسكو عن ضمها إلى قائمة «حماية التراث العالمي الإنساني»، وأما الثاني: فهو الدعم الفني المتوقع والمنتظر من خبراء اليونسكو في الإعمار والترميم عبر خبرائهم وإشرافهم ومتابعتهم. وتحدث الدكتور مناع عن اللحظات الفارقة لجدة، فأوضح عن نقطة التحول السابعة والفارقة في حياة جدة: لحظة إنضمامها» لـ «قائمة حماية التراث العالمي الإنساني».. لدى منظمة «اليونسكو».. وأكد الدكتور مناع أن دخول جدة اليونسكو في قائمة التراث الحضاري والانساني يعني -نظريًا- التقدير لـ «مكانة» جدة كملتقى للحضارات والثقافات، والاعتراف بـ «قيمة» تراثها المعماري الباذخ بـ «نسيجه» المتميّز الذي يشاركنا العالم -عبر منظمته الأممية «اليونسكو»- مسؤولية حمايته والحفاظ عليه.

مشاركة :