كشف الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، عن بدء إجراءات اختيار المهندسين والعلماء العرب الذين سيشاركون ضمن فريق العمل الخاص بالقمر الاصطناعي «813» الذي يعد أول مشروع عربي فضائي مشترك، وسيتم تصنيعه في المركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، ومن المتوقع إطلاقه عام 2024. وأكد الأحبابي أنه سيتم الإعلان قريباً عن إطلاق الشعار الخاص بالمجموعة العربية للتعاون الفضائي والموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بها، كما يتم حالياً استكمال إجراءات تشكيل 4 فرق منبثقة عن المجموعة، تتضمن فريقاً للتعليم والإلهام ورفع الوعي الفضائي، وفريقاً آخر يختص بمواءمة السياسات والتشريعات بين الدول، إضافة إلى فريق لمتابعة المشاريع الفضائية الثنائية والجماعية بين الدول، وفريق للعلاقات الدولية، وذلك دعماً لجهود المجموعة نحو تحقيق مستهدفاتها ورؤاها وخططها المستقبلية في تعزيز التعاون العربي الفضائي. وقال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء في حوار لـ«الاتحاد»: «تجسد المجموعة العربية للتعاون الفضائي، رؤية دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في ضرورة العمل المشترك لتعزيز سبل التعاون والمشاركة بين مختلف الدول العربية، انطلاقاً من مفاهيم الوحدة والمشاركة في مواجهة التحديات المشتركة، وهو ما تسعى دولة الإمارات لتحقيقه في مختلف القطاعات، عبر تبني الأفكار والمبادرات والبرامج ذات الأثر الإيجابي على الدول العربية، وتعزيز الجهود المتواصلة لإنجاح الرؤى التي من شأنها أن تنعكس على شباب المنطقة». وأضاف: «إننا محظوظون في دولة الإمارات بقيادة تستشرف المستقبل، وتعمل على التنبؤ بتحدياته، وتتحضر لفرصه المتاحة، عبر الاستراتيجيات طويلة المدى، والخطط والسياسات التي ترسم الطريق لأجل تحقيقها، ولذلك جاءت التوجيهات الكريمة، بضرورة المساهمة في تأسيس تعاون عربي فضائي مشترك، وتقديم سبل الدعم والإمكانيات المتاحة كافة لإنجاز هذا المشروع، عبر تسخير الجهود الممكنة من دعم المشاريع العربية المشتركة في الفضاء، لما لذلك من دور في مستقبل المنطقة العربية، والتي سيصبح لها مشاريع فضائية مشتركة، قادرة على إفادة القطاعات المختلفة». وأشار إلى أن دولة الإمارات وجدت ضرورة تعميم تجربتها التي قطعتها من خلال تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، ووجود برامج علمية ومعرفية وكوادر وطنية، إضافة إلى الخبرة في الانضمام للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وإيجاد السياسات والتشريعات الفضائية، وغيرها من الجهود التي نجحت في تأسيس قطاع الفضاء الوطني، وهو الأمر الذي تطمح الدولة لأن يشمل جميع الدول العربية، وأن تشارك فيه مختلف الدول التي لديها القدرة على الاستثمار والبناء والتطوير، وصولاً لإيجاد برامج فضائية متكاملة، تستفيد من تجارب بعضها بعضاً، وتسهم في دعم المقدرات العلمية والجهات المختلفة بالبيانات والمعلومات المطلوبة. إلهام للعرب ولفت إلى أن مشاريع الدولة تضمنت، أيضاً، إلهام الشباب العربي ضمن مستهدفاتها، حيث تحتفي دولة الإمارات بإطلاق «مسبار الأمل» خلال شهر يوليو المقبل، والذي لا يخدم دولة الإمارات فقط، بل هو رسالة أمل وتفاؤل لشباب المنطقة العربية، بأن المستقبل يحمل في طياته العديد من المحطات المشرقة، وبالتالي سيكون محفزاً ودافعاً للكوادر العربية وأجيالها المختلفة، نحو الانخراط في المشاريع العلمية، والتي ترفد الدول العربية بأوجه الاستفادة من الاستخدامات الفضائية. وبين الأحبابي أن وكالة الإمارات للفضاء خصصت فريقاً لمتابعة شؤون ومستجدات المجموعة العربية للتعاون الفضائي، ودعم جهود التعاون الثنائي وتقديم الخبرة المتاحة في تأسيس برامج فضائية، حيث يواصل الفريق العمل، إيماناً بدور المجموعة وتطلعاتها المستقبلية وأثرها المتوقع، حيث كانت البداية عبر فكرة تلتها مجموعة من الزيارات والاتفاقيات، وصولاً إلى تأسيس المجموعة خلال مارس من العام الماضي، ومن ثم الاستمرارية في تحقيق تطلعات المجموعة، بما جعلنا نصل للاجتماع الخامس للمجموعة مؤخراً. ورداً على سؤال حول مؤشرات نجاح التجربة العربية للفضاء منذ تأسيس المجموعة، أوضح أن هناك عدداً من المؤشرات، ومنها وجود القبول والترحيب بفكرة التعاون العربي الفضائي، سواء من قبل القيادات السياسية أو المؤسسات العلمية، وإشادة مستمرة بدعم دولة الإمارات للمجموعة، كما رصدت الوكالة وجود تفاعل من الشباب العربي في المنصات الاجتماعية مع الأخبار المختلفة المتعلقة بمستجدات المجموعة، وتجسدت الرغبة من خلال وجود نحو 260 مقترحاً ضمن مسابقة تصميم شعار للمجموعة العربية، حيث ضمت الشعارات - في معظمها- خريطة للوطن العربي من دون حدود، وإشارات للفضاء وسعته للجميع. 813 أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، مواصلة التحضير والإجراءات لاختيار العاملين في مشروع القمر 813، والذي ترتبط تسميته بتاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد، بما يجسد الطموح والأمل والرسائل القيّمة عبر الربط التاريخي بين المسمى والقمر الاصطناعي، لافتاً إلى وجود مسارين لعمل الدول ضمن المشروع، أحدهما: مسار الخبراء للدول التي لديها خبراء للمشاركة في التصميم والتصنيع، والآخر: مسار يختص للدول الراغبة في تطوير برامجها الفضائية، والتي نقدم لها الدعم لتأسيس برامج فضائية داخلية، حيث إن وجود البرامج الوطنية الداخلية القوية يعزز من قدرة المجموعة العربية. وأضاف: «نتجه لتشجيع ودعم ومساندة تأسيس برامج فضائية في كل دولة، حيث استطاع دول عدة، مؤخراً، أن ترتقي بجهودها الفضائية، وأصبح لديها وكالات وهيئات فضائية، بينما بدأت دول في العمل على الأقمار الاصطناعية والأقمار المصغرة، كما أعلنت دول أخرى عن تشكيل لجان لتكون نواة لتأسيس وكالات فضاء، وهي الجهود التي نحرص على دعمها عبر ورش العمل التعريفية، وتقديم الخبرات والتجارب المتاحة». وأشار إلى أن القمر الاصطناعي العربي حالياً في مرحلة التصميم، بينما سيمر في مراحل أخرى خلال الـ 3 سنوات المقبلة، وتشمل مراحل التصنيع والتجميع، ومن ثم الفحوص والتشغيل، حيث سيستمر القمر في مداره لفترة تتراوح بين 5 و6 سنوات لخدمة المنطقة العربية، وهي الدورة الطبيعية للأقمار الاصطناعية. وحول أوجه الاستفادة المتوقعة من القمر، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «سيقوم القمر 813 بجمع المعلومات عن المنطقة العربية، حيث سيحمل القمر أجهزة متعددة الأطياف، وكل طيف يحمله القمر سيختص بتلقي المعلومات عن جزء معين من الأرض، فهناك طيف للزراعة وقياس نضوج المحاصيل وسيقوم بالتقاط الصور وتحليلها وإنتاج المعلومات بشأنها، وهناك طيف يتعلق بالعوامل البيئية والمناخية وتخطيط المدن، وغيرها من الأطياف، حيث سيقوم القمر بجمع البيانات خلال مروره من الفضاء، وإرسالها إلى محطة الاستقبال في المركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء». ولفت إلى أنه سيتم تحليل الصور من قبل المحللين الذين سيعملون على تحويلها لبيانات يُمكن استخدامها، بما يتيح للجهات الزراعية أن تتعرف - عن قرب - على التحديات التي تواجهها، وبما يتيح للجهات الأخرى، المختصة بالثروات الطبيعية والعوامل البيئية والمناخية، دراسة البيانات، حيث سيتم توزيع المعلومات وفقاً لاهتمامات كل دولة، مشيراً إلى أن الوكالة تشجع الدول على أن يكون لها محطات استقبال، لاستقبال البيانات الواردة من القمر.
مشاركة :